الإنسان عموماً إن استطاع التعبير عن مشاعره يشعر بالراحة والارتياح..والطفل يتعلم من والديه الكلام وأسلوب التعامل مع الناس، فيفهم معنى الكلمة الحلوة ويفرح بها، وتتغير تعابير وجهه عندما يسمع كلمة لا تعجبه، لهذا من المهم أن تصف الأم مشاعرها تجاه طفلها بالكلام والأحضان وتقديم المكافآت، أن تنطق بالكلمات التي تصف بها مشاعرها أمام طفلها، وتكررها، فرحانة كانت أو غاضبة ..حتى يتعلم كيف يعبر عن مشاعره؟ اللقاء وأستاذة طب نفس الطفل فؤادة هدية للتوضيح.
بدايات تعبير الطفل عن مشاعره
- يحاول الطفل في البداية، من خلال الضحك والبكاء أو الصراخ التعبير عن مشاعره وعما يريد.
- وبعد فترة يصبح التعبير أكثر دقةً ووضوحاً عبر كلمات بسيطة، أو حركات تفهمها الأم، أو إيماءات لها معنى.
- وأول ما يتعلم الطفل..هو أسماء الأشياء التي يشاهدها ويلمسها بيديه بشكل يومي، وبمرور الوقت يكوِّن الأطفال رصيداً يستطيعون به التعبير عن مشاعرهم.
التدرج في التعبير عن المشاعر
- تستمر المرحلة التي يتعلم فيها الأطفال التعبير عن مشاعرهم، من خلال حركات الوجه والإيماءات والأصوات حتى الشهر السادس.
- و بداية من سن الثانية يبدأ الطفل في التعبير عن مشاعره من خلال الكلمات، ووقتها تجدينه متفهماً لكل العبارات التي سمعها مراراً من والديه.
- وبمرور الوقت، ومن خلال قاموسهم اللغوي الذي اختزنوه وتعلموه، أصبح لدى الأطفال رصيد من الكلمات يعبرون بها عن مشاعرهم أيضاً.
- وكأنهم يأخذونها من معجم العواطف بداخلهم.. ثم يطورونه، ما يساعد الأطفال على التفاعل بشكل مناسب مع بعض الحالات والمواقف، إضافة لفهم مشاعر الآخرين.
- تعرّفي إلى المزيد: أسباب ألم البطن الشائع عند الأطفال
فرحة الأم بتعبير طفلها عن مشاعره
- ما أجمل أن تسمع الأم طفلها وهو يقول لها: أنا أحبك يا أمي، أنا حزين يا أمي لتأخرك بالعمل، أحبك يا أمي عندما ترتدين اللون الأحمر...معبراً بالكلمات عما يحسه ويراه.
- بل إنها تشعر بالفخر عندما تحتضن طفلها وتسمع كلماته في سن العامين، والتي يعبر بها عن المشاعر الحلوة الناعمة، والأخرى الصعبة الحزينة.
- وهي الخطوة التي كانت تنتظرها الأم..وتفرح بها بعد أن كانت تدرك مشاعر طفلها السعيدة والغاضبة من ملامحه وتعابير وجهه فقط .
معنى "الثقافة العاطفية"
- هو مصطلح جديد أُعدت من أجله الكثير من البحوث والدراسات، واحتل عناوين عدد من الكتب.
- ويتعامل معها التربويون على أنها مهارة على الطفل أن يكتسبها، ويتدرب عليها منذ الصغر.
- وعلى الأهل أن يقوموا بتلقين الثقافة العاطفية وتدريب الأطفال عليها، والمقصود بها التعبير عن المشاعر.
- الطفل يحتاج إلى تعلم مفردات لوصف تجاربه ومشاعره، ومن دونها لن يتمكن من تلبية حاجاته، أو الحصول على الدعم الذي يحتاجه.
- و عندما يتعلّم الأصغر سناً كيف يستخدم الثقافة العاطفية، يصبح أكثر مرونة، وفي إمكانه التكيف على نحو أفضل مع صعوبات الحياة.
- كما يتمتع الأطفال الذين يملكون مهارات عاطفية متقدمة براحة نفسية أكبر، وعلاقات إنسانية ممتازة، وأداء أكاديمي أفضل.
- تعرّفي إلى المزيد: نصائح لضمان النوم الصحي للطلاب مع قرب انطلاق العام الدراسي
خطوات لتعليم الطفل كيف يعبر عن مشاعره
- على مقدّمي الرعاية بالحضانة أو المدرسة البدء بمساعدة الأطفال على تحديد مشاعرهم مباشرة، بعد الموقف أو الحدث لا بعد وقوعها.
- إذا كان طفلك يضحك ويبتسم، يمكنك أن تقولي له: ما أجمل هذه الابتسامة! يبدو أنك سعيد جداً..وكأنك تضعين اسماً لمشاعره، وهذا الأمر ينطبق على غضب أو حزن الأطفال أيضاً.
- الأطفال بمثابة مراقبين دقيقين لآبائهم وكل ما يحدث حولهم، لذلك يتوجب على الوالدين إظهار ملامح وعلامات الثقافة العاطفية أيضاً.
- تحدّثي مع طفلك حول العواطف، ما يساهم في تنمية الاعتقاد لديه؛ بأنّ الحديث عن المشاعر أمر طبيعي، ويشجعهم على مشاركة عواطفهم.
- و إذا كنتم تشاهدون مع أطفالكم برنامجاً تلفزيونياً، أو تقرأون كتاباً، ناقشوا مشاعر الشخصيات المختلفة مع أطفالكم.
- وبمجرد أن يتمكن الأطفال من تحديد مشاعرهم، والتعبير عنها بالمفردات المناسبة، يمكنهم البدء بتعلّم كيفية التعامل معها بطريقة صحية.
- كما يجب على الأهل تعليم أطفالهم أساليب التهدئة الذاتية؛ مثل التنفس العميق، والتأمل، أو اللعب في الخارج.
تعرّفي إلى المزيد: طفلي يبكي من دون دموع! الأسباب والحلول