وظيفة الكتابة والكلام

أحمد العرفج
د. أحمد عبد الرحمن العرفج
د. أحمد عبد الرحمن العرفج

بدأت كتابة الشعر في المرحلة الثانوية، واستمر معي حين دراستي الجامعية، وحتى بعد التخرج كنت أكتب الشعر ومفتوناً به، ولكن أثناء دراسة الماجستير اكتشفت أن الشعر ورطة، لذلك أعلنت توبتي ومزقت القصائد والأبيات التي كانت في حوزتي.
نعم؛ كتبت الشعر ولا أعدّ نفسي شاعراً، وهناك فرق بين الشاعر ومن يكتب الشعر، لذلك أكتبه كحرفة وليس كهواية، وفرق بين المحترف والهاوي، ولكني الآن عدت إلى كتابة الشعر بعد توبتي منه، وهذه العودة مشروطة بأن أوظف نظم الشعر لخدمة الفضائل والمعالي وتطوير الذات، وأنا هنا أعود لأجدادي وأسلافي في التراث، الذين كانوا يوظفون نظم الشعر لحفظ العلوم والمتون، وتبسيط المعارف والفنون، ونظراً لأن عهدي بالشعر قديم، كونت لجنة من الأصدقاء الذين أعدّهم أساتذة في الشعر، وإذا نظمت أي أبيات أعرضها عليهم، فأستحسن ما استحسنوا وأستبعد ما استبعدوا، وهؤلاء الأصدقاء هم الدكاترة ( فواز اللعبون - حسن الزهراني - المرابط ولد المجتبى - ودخيل القرني.. والأستاذ عبدالله غريب الزهراني).
وحتى لا نذهب عن المقال بعيداً، إليكم هذه الأبيات التي أجازتها اللجنة، وهي تتحدث عن بعض الوظائف التي تؤديها فضيلتا الكلام والكتابة، تقول القصيدة:
فكّر كثيراً قبلَ أنْ تتكلمَا
واجعلْ كلامكَ للفضائلِ سُلّما
وإذا كتبتَ فكن حكيماً صادقاً
حتى تصيرَ سطورُ حرفِك بلسما
وإذا رأيتَ مُحطّماً أو متعباً
فادعمْ مشاعرَهُ لكي يتبسما
وإذا نطقتَ فكن أنيقاً ليّناً
مثل النسيمِ بكُلِ لطفٍ هَوّما
وانظر إلى الأفقِ البعيدِ محاولاً
سُقيا الأماني النائماتِ على الظما
و أنرْ بحرفِك كلَّ دربِ مظلمٍ
وانثرْ بِليلاتِ المخاوفِ أنجما
في النهاية أقول:
لقد قلت الكثير فما رأيكم..!؟