هل توجد علامات يمكن أن تدل على اقتراب انتهاء علاقة الزواج بالطلاق؟ يمكن استنباط بعض العلامات التي تنبئ بوصول علاقة الزوجين إلى منحنيات خطيرة، قد تنتهي في أحيانٍ كثيرة بالطلاق، والغرض من ذلك ألا يكون قرار أحد الطرفين بالحصول على الطلاق مفاجئاً للطرف الآخر، وكذلك التعرف على العلامات المبكرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يمثل الارتباط العاطفي الحد الأدنى من المتطلبات لتطور علاقة المودة والألفة واستمرارها بين الزوجين، ويشمل الارتباط العاطفي مناقشة مشاعر كلا الطرفين، ليس فقط تجاه أحدهما الآخر، ولكن تجاه كل ما يمران به من ظروف الحياة، والتعاطف مع عواطف الآخر تعد ضرورية جداً للوصول إلى روابط عاطفية صحية بين الطرفين. تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي : يجب أن نؤكد أولاً أن علاقات الزواج لا "تنكسر"، ولكنها "تتآكل"، فهي تتصدع مع كل ملاحظة ساخرة، ومع كل نقد مؤلم يمر بلا اعتذار، والعلاقة تهترئ مع كل مرة يغفل فيها أحد الطرفين حاجات الطرف الآخر العاطفية والنفسية، ومع كل تهاون في مناقشة سلبيات العلاقة بين الطرفين للوصول إلى حلول مرضية. والرابط بين الزوجين يضعف كثيراً مع كل رفض أو تباعد في العلاقة الحميمة كرد فعل للتباعد النفسي والعاطفي، وتراكم هذه العوامل يسرع من وصول الطرفين إلى نهاية هذه العلاقة.
*علامات الهجران والطلاق العاطفي
-الشجار الدائم
يؤدي الشجار الدائم بين الزوجين من أجل أسباب مختلفة، بعضها يبدو بسيطاً، والآخر معقداً، إلى توتر العلاقة بينهما على النحو الذي يتسبب في النفور النفسي الذي كلما طال عمره أدى إلى انهيار العلاقة الزوجية ودخولها في نفق الانفصال العاطفي.
-عدم الاهتمام
يؤدي توقف أحد الزوجين عن مدّ الآخر بالاهتمام اللازم، وعدم التعبير عن مدى احتياجه إليه والرغبة في العيش معه، إلى حدوث الطلاق النفسي وغالباً ما يكون سبب ابتعاد الزوج عن الزوجة دخول امرأة جديدة في حياته، أو لأنه غرق حتى أذنيه في مشاكل العمل ومتطلبات الحياة وبينما ترفع الزوجة اهتمامها عن الزوج بسبب وقوع مستجدات جديدة في حياتها، مثل ولادة طفل، أو بسبب ضغوط العمل إذا كانت موظفة أو لأن زوجها لا يمثل لها صورة الرجل المثالي الذي كانت تتمناه.
-الفوارق الاجتماعية والثقافية
بعد فترة من الزواج، ينتبه الزوجان أو أحدهما أن شريك الحياة مختلف عنه في عدة أمور، ولا يجمعه به إلا سقف واحد يكاد ينهار على رأسيهما بسبب حدة الخلافات التي تنشأ بينهما فالمستوى الثقافي والاجتماعي وحتى طريقة التفكير، والتعامل مع ضغوط الحياة، وحتى فارق السن بينهما، كل هذه العوامل تتدخل لتحديد شكل العلاقة التي تجمع بين الزوجين اللذين وصلا إلى مرحلة من “الاكتفاء” أو الملل الذي يؤدي إلى “ضمور” المشاعر بينهما وبالتالي حصول ما يعرف بالطلاق العاطفي.
-الملل الزوجي
بعد مرور سنوات طويلة على الزواج، يبدأ الملل يتسرب إلى الحياة الزوجية وينزع عنها البهجة والاشتياق والحب، خاصة عندما لا يحاول الزوجان تجديد حياتهما، وطبيعي جداً أن يتوقف القلب عن ضخ مشاعر الود والوصال.
-فقدان الثقة
يمر الزوجان بعدة مراحل قبل حدوث الطلاق العاطفي، تبدأ بزعزعة الثقة وفقدانها، حيث إن الثقة تكون دائماً المرتكز الرئيسي في العلاقة الزوجية، ولا يمكن أن يعيش الزوجان في سعادة في حالة انعدام الثقة، وفي تلك المرحلة يفقد أحد الأطراف الشعور بالأمان وتهتز صورة الطرف الثاني في نظره ويبدو الزوجان مقتنعين ب”الهجران” العاطفي وغير مكترثين إلى ما آلت إليه علاقتهما الزوجية، إلا أنّ هناك طرفاً ثالثاً يتضرر من هذا الطلاق غير المعلن، وهم الأطفال الذين يدفعهم الآباء إلى دخول هذا المعترك دون أن يكون لهم يد.
-المرض والتقدم في العمر
يؤدي المرض أو التقدم في العمر إلى تغيّر ملامح الوجه، وضعف البدن، واضطراب الحالة النفسية، وهو يدفع بالطرف الذي اختار شريكه على أساس الجمال والشباب إلى التأثر على النحو الذي يجعله ينسحب من حياته وكأنه لا يريد أن يعرفه، ولعل هذا ما يفسر حالات الطلاق الكثيرة التي تحدث لمجرد أن يكتشف الزوج أن زوجته مصابة بالسرطان، حيث لا يتحمل تبعات المرض الذي يفقدها جمالها وشبابها وينهك صحتها.
*في الأسباب التي ذكرناها آنفاً.
-الإحساس بالاستياء والنفور والانفصال العاطفي:
غالباً ما يكون مصاحباً بالاستياء والنفور من الطرف الآخر، ويجب أن تدركي سيدتي أن التعبير الملائم للتعبير عن مثل هذه المشاعر قد يكون "الوقوع خارج الحب"، ويتناسب تناقص الإحساس بالحب طردياً مع مدى المرارة التي تغلف العلاقة.
-توقف العلاقة الحميمة :
العلاقة الحميمة تعبر وتدعم العلاقة العاطفية، وتوقف العلاقة الحميمة لفترات طويلة بين الزوجين تمثل دليلاً مؤكداً على الانفصال العاطفي بينهما، بل وتطوره إلى الأسوأ، وهي غالباً من علامات النهاية.
-زيادة التركيز في كل ما هو بعيد عن العلاقة :
الزيجات الفارغة والخالية من الارتباط العاطفي مملة لأقصى الدرجات، وبعض الأزواج قد يوجه كل طاقته إلى الاهتمام بالأطفال لكونهم الوجه الإيجابي الوحيد في الحياة العائلية، والبعض الآخر قد يتجه للتركيز على العمل أو إلى الدخول في علاقات أخرى خارج نطاق الزواج.