يولد الشغف من قلب التحدي والمنافسة، وحيثما وجدت الأهداف استمرت محاولات السعي نحو التطور، وبالإشارة إلى حكاية "الجوائز الثقافية الوطنية"، نجد أنها استحقت وبجدارة أن تحصد "جائزة الإلهام" كونها استطاعت أن تحرك الماء الراكد وتشعل فتيل الدافع والرغبة في التميز، وتحقيق نقلة نوعية في القطاع الثقافي بالمملكة بشتى مجالاته، ونفض غبار الصمت عن الإبداع، فكانت الجوائز الثقافية الوطنية بمثابة الشرارة الأولى التي وثقت الجهود الإبداعية وخلدت الأسماء الثقافية.
سر تميز الجوائز الثقافية الوطنية
يحسب الفضل للجوائز الثقافية الوطنية في قدرتها على دعم الإبداع وتعزيز سبل البحث عن زوايا ومواضيع وجوانب أخرى من الحياة والمجتمع والوطن، وتجسيد العبقرية في أبهى صورها، ولعل السر الحقيقي وراء التغيير الملموس الذي أحدثته الجوائز الثقافية الوطنية هو براعتها في تكرار الابتكارات مع وضع بعض اللمسات الفريدة التي تضفي لكل منها بريقها الخاص، ويأتي الاحتفاء بهذه الجوائز تحديدا دون غيرها كونها استطاعت أن تقدم ثورة في منظومة الجوائز، كونها استهدفت الجميع دون استثناء من الرواد والطموحين في مختلف القوالب الثقافية.
وبذكاء مدروس تمكنت الجوائز الثقافية الوطنية من احتضان التجربة الثقافية بتنوع عناصرها وكافة تفاصيلها، شاملة القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لتنجح في جمع المبدع والموهوب تحت سقف واحد في جو يغلب عليه الإبداع والمنافسة لتخلق الفرص أمامهم للفوز بكل شفافية.
لحظة ميلاد الجوائز الثقافية الوطنية
أضيئت الشمعة الأولى لميلاد الجوائز الثقافية الوطنية في يونيو 2020، حيث احتفت النسخة الأولى بنجاح فعاليات ختامها في أبريل 2021، لتمهد الطريق أمام الدورة الثانية لتسير على الدرب محققة نجاحات غير مسبوقة تقطف ثمارها في سبتمبر الجاري 2022، وبدورها استطاعت الجوائز الثقافية الوطنية أن تخلق إطارات مختلفة للمنافسة اعتمدت خلال رحلتها على عنصري التجدد والتطور، بشكل يدعم منافسة المبدع لنفسه في المقام الأول قبل مناظرة الآخرين، في تجربة شمولية تحث الموهوبين على الحراك الإبداعي.
يستند تميز مسيرة الجوائز الثقافية الوطنية في كونها تستمد رؤيتها من الاستثمار في الموروث الأصيل، وتحسس خطوات الأمس بالملاحظة، ومجابهة الماضي والذاكرة التراكمية لتتخطى الحاضر وتنطلق إلى المستقبل المنشود لتغلق صفحات القاموس على كلمة "المستحيل"، مؤثرة في الواقع الثقافي لترسخ بصمة واضحة للظهور والوصول إلى القمة وتحقيق الصدارة، وعند التركيز على الدروس المستفادة من تجربة الجوائز الثقافية الوطنية فإننا بكل تأكيد نتحدث عن استثمار الوقت في التعليم، وأن المكاسب الثمينة تتحقق بالصبر والجهد ومواصلة التجربة، لتؤكد "الجوائز الثقافية الوطنية" على استحقاقيتها في نيل جائزة الإلهام.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر