تخصصت مصممة المجوهرات الكويتية، لولوة الوزان، في مجال إدارة الأعمال والتمويل من الجامعة الأمريكية في الكويت، وهو اتجاه ورثته من حب العائلة للتجارة والأعمال الحرة. ولكنّها كانت دوماً تميل إلى مجال المجوهرات من عمر صغير، وبحكم أنها البنت الوحيدة بين أشقائها من الشباب، كان للمجوهرات والساعات علاقة وطيدة بذكريات جميلة مع والدتها.. هنا تبدأ حكايتها مع المجوهرات التي نطلع عليها في الآتي..
لماذا اتجهت إلى عالم التصميم؟
تعرفت على شغفي من عمر صغير، من انبهاري بجمال المجوهرات والساعات المصاغة بطريقة فنية، حيث كانت تخطف أنظاري دائماً. كانت أمي تصطحبني معها لمحلات ومعارض المجوهرات بالكويت وخارجها، لتقتني مجوهراتها الخاصة والهدايا بشكل دائم للأهل والأصدقاء. لا يفوت ذكرياتي الذهاب معها لمعارض المجوهرات، ومن هناك بدأ فكري يميل أكثر لكيفية صناعتها. بعد الدراسة الجامعية، أخذت دورات عن الأحجار الكريمة، مثل الألماس، واللؤلؤ. سافرت إلى الهند، وإيطاليا، وباريس، ولندن، لحضور بعض الدورات العملية والعلمية عن تاريخ تصميم المجوهرات والأحجار.
تطوّر إعجابي بالمجوهرات في سن المراهقة إلى شغف، عند تعرفي على قطع جدتي الموروثة، كما وافتتنت بها أكثر بعد الدراسة الجامعية. وفي عام 2014 بدأت البحث عن مؤسسات تعليمية للتصميم ودراسة الألماس والأحجار الكريمة. عندها ولدت علامة صغيرة من منزلي الكائن في الكويت بين الأهل والأصدقاء، وتطور المشروع بعد زيارات عدة لمعارض المجوهرات حول العالم، ومعرفة بعض خبايا السوق. إلى أن أطلقت مجوهرات لولوة في 12/12/2018 من دولة الكويت، ومنها إلى دبي عام 2020، والقادم أجمل.
تابعي المزيد: تصاميم مجوهرات عربية
تحدّيات المهنة
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك كمصمِّمة مجوهرات، وكيف تغلبتَ عليها؟
بدأت رحلتي بعالم المجوهرات عام 2014 بعد انتهائي من دراستي الجامعية مباشرة، حيث لم يكن يتوفر الكثير من مصمّمات المجوهرات كالوقت الراهن، كما لم يكن مجال الأعمال الحرة مسهّلاً للشباب كما هو عليه اليوم. إن مهنة «الجواهرجي» بالخليج موروثة من عائلات امتهنتها واشتهرت بها، إنما آن الأوان لدخول الشباب إلى هذا المجال، وطرح الثقة من قبل الممولين من الخارج. كان الأمر صعباً جداً، تحديت وقاومت هذه العتبات الصعبة، بالاستمرارية والمحاولة والتغيير. كان للسفر لحضور المعارض العالمية خارج البلاد دور كبير في فتح باب التعامل مع التجار والمصانع، والتعرّف على أفكار التصميم كذلك. بدأت رحلتي في مجال لم يؤمن بالنجاح به إلا الأقلية القليلة، ولطالما كانت أمي الداعم الأساسي لي والمؤمنة بشغفي، فهي الإيمان النابض مهما صعبت الأمور.. مقولتها دائماً في مسمعي «أنت قوية وقادرة على الاستمرار».
ما هو النمط الذي تعتمدينه في التصميم؟
التصميم انعكاس للروح، وكل ما هو مختلف بسيط وجميل ومُلفت للأنظار. كان يلفت انتباهي جمال القطع الفنية، وأنا في عمر صغير. اليوم أنا أبتكر تصميمات غير مكررة، كما هي حال مجموعتي «البلكسي» التي أصبحت طفرة في عالم المجوهرات، وقد دمجت فيها جمال اللغة العربية وأحرفها بمجوهرات عصرية. أصبحت اليوم معروفة عالمياً بجمالها واختلاف دمج المواد المستخدمة غير المعتادة فيها، بطريقة إبداعية ودقيقة تنبض جمالاً وحرفية.
من أين تستمدين إلهامك في التصميم؟ هل هناك طقوس معينة تفضِّلين التصميم في وجودها؟
يأتي الإلهام في أي وقت، والشخص المبدع يرى الجمال في كل مكان وأي مكان. فكل ما هو جميل وجذاب يحيي العقل والفكر والروح، فتبدأ رحلة التصميم من هذا المنطلق. إنّ للأشخاص والطبيعة والخبرات والسفر واللغة والكتب والموسيقى، دوراً أساسياً في إحياء الإبداع لدى المصمم.
كيف تختارين الأدوات في تصميماتك؟ وما الحَجَر الذي تفضِّلينه؟
في الوقت الراهن أعتمد على الذهب عيار 18 قيراطاً، والأحجار الكريمة. حجري المفضل هو الألماس الملون، أولها الأخضر، ثم الزهري، ثم الأصفر، وطبعاً حجر الزمرد الأخضر لما له من جمال روحي بانعكاس لونه الأخضر الطبيعي المليء بالحياة والأمل، وارتباطه بذكرى ميلادي في شهر مايو.
تابعي المزيد: موديلات مجوهرات الحروف العربية
معانٍ جميلة
إعداد مجموعة جديدة قد يستغرق 6 شهور بحسب الأحجار المستخدمة فيها، وهناك قطع يمكن أن تأخذ سنوات لإنجازها
يأتي الإلهام في أي وقت، والشخص المبدع يرى الجمال في كل مكان فما هو جميل وجذاب يحيي العقل والروح
ما هي قطعتك المفضلة من المجوهرات؟
للمجوهرات معانٍ جميلة دائماً، فكل قطعة مرتبطة بذكريات معنوية جميلة. أحب خاتم جدتي المرصّع بالزمرد والأكوامارين، وأحب خاتمي المرصّع بالزمرد، حيث كان الحجر هدية من أمي الغالية في أول رحلة لنا سوياً لمعرض المجوهرات والأحجار الكريمة في تايلاند وهونغ كونغ. أنا صممته بعد ذلك لنفسي عدة مرات بتصاميم مختلفة.
ما الوقت المستغرَق لإعداد مجموعة جديدة، وإنهائها؟
حسب المجموعة والأحجار المستخدمة بها، هناك مجموعات تستغرق 6 شهور، وأخرى 12 شهراً، وهناك قطع تأخذ سنين لجمع أحجارها.
بِمَ تنصحين المصممين المبتدئين عند البدء بمشاريعهم؟
الإبداع، الاستمرارية مع التغيير، والمواكبة لأي ظروف.
تابعي المزيد: قلادات حروف عربية 2022
كيف تتعاملين مع المنافسين؟
لا أرى المنافسة جزءاً من قاموسي، فأنا لا أنافس إلا نفسي التي بالأمس. وأرى حالها اليوم بنفس الفكر أعكسه على علامتي التجارية، فأنا أؤمن أننا اليوم في عالم يتسع للجميع، ولكل شخص اتجاهه ورزقه من الإبداع والخير، ومن يركز على ذاته لا يعنيه من حوله.
كيف انعكست مهنتك على حياتك؟
أحب أن أعكس السؤال إلى «كيف انعكست حياتي على مهنتي»؟ فمحبتي للسفر والاكتشاف والتطلع، وأنا بطابعي اجتماعية وأحب الناس والتعرف على الثقافات وحضارات مختلقة منذ الصغر... كل هذا جزء أساسي وكبير من شخصيتي، وانعكس على حياتي المهنية اليوم بشكلٍ إيجابي.
ما الذي يميز علامتك التجارية عن غيرها؟
مجوهرات لولوة هي صانعة للموضة trend maker. من المعروف أن السيدات الكويتيات يعشقن الموضة، بل إنهن يقمن باختراع الأمور الجديدة بما يخص الأزياء والجمال والحقائب والمجوهرات. ولأنني سيدة كويتية متذوقة لكل ما هو جميل وأنيق، ابتكرت تصاميم البلكسي المختلفة عن المعتاد في سوق المجوهرات. لاقت هذه التصاميم رواجاً منقطع النظير في منطقة الخليج خاصة، وعالم المجوهرات عامة. كما أن «مجوهرات لولوة» تعكس نظرتي الإبداعية، حيث أقوم بتحويل أي قطعة من الذهب والأحجار الكريمة إلى قطعة مجوهرات تعكس شخصية مقتنيها، والمصمّم ينتج منهما قطعاً تخطف الأنظار وتفتن القلوب بجمالها.
كيف يمكن لقراء مجلة «سيدتي» متابعة جديدك والحصول على تصاميمك؟
في الوقت الراهن سيجدون كل ما هو جديد في صفحتنا بمواقع التواصل الاجتماعي LulwaFineJewelry، وأخذ موعد خاص لمشاهدة القطع؛ أو عن طريق الموقع الإكتروني Lulwafinejewelry.com
تابعي المزيد: خواتم حروف عربية لإطلالة شرقية راقية في 2022