شهدت دبي يوم أمس الثلاثاء الموافق 6 سبتمبر توقيع "إعلان مبادئ المجلس العالمي للتميز" بمشاركة 12 عضوًا مؤسسًا يغطي خمس قارات بهدف توحيد الجهود العالمية لتعزيز ثقافة التميز والكفاءة، وتنافسية الأداء، وتبادل أفضل الخبرات والممارسات التي ينعكس أثرها الإيجابي مباشرة على العمل الحكومي والمؤسسي لخدمة الأفراد والمجتمعات، وجاء هذا التوقيع بتوجيهات من الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
المجلس العالمي
وبحسب وكالة أنباء الإمارات "وام" يهدف المجلس العالمي الأول من نوعه إلى تطوير الفعاليات والأنشطة المشتركة في مجال الجودة وتميز الأداء بين الشركاء الدوليين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة جوائز الجودة والتميز، وتقييم أكثر ممارسات الإدارة فعالية، وترسيخ أسس ومبادئ التميز، وتحفيز تبني نماذج التميز، والترويج لها والتعريف بها وتطويرها والتدريب عليها والتقييم ومنح التقدير استنادًا إليها.
لقاءات أفضل الممارسات الحكومية
يذكر أنه انطلق يوم أمس في دبي سلسلة "لقاءات أفضل الممارسات الحكومية" من تنظيم برنامج دبي للتميز الحكومي التابع للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وبمشاركة رؤساء وممثلي الجهات الحكومية في دبي وأعضاء المجلس العالمي للتميز.
دبي والتميز
وقد تضمنت فعاليات اليوم الأول جلسات نقاشية وحوارية سلّطت الضوء على التجارب العالمية في بناء التميز وتحقيق الريادة، وضمن جلسة جاءت تحت عنوان "دور التميز في تحقيق الريادة" أكد "الفريق محمد أحمد المري" المدير العام للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي أنّ دولة الإمارات منذ تأسيسها هي دولة تميز، والإنجازات التي حققتها دبي خلال الأعوام السابقة ساهمت بشكل مباشر في ترسيخ نهج التميز والريادة في العمل الحكومي، ووضع الإمارة في مصاف المدن المتقدمة عالميًّا ومنحها المراكز الأولى في العديد من المؤشرات.
وبين "المري" أنّ ثقافة التميز رسخها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ونهجه هو العمل من الميدان لتأمين راحة الناس وأمنهم ورفاهيتهم، وهذه هي القاعدة الجوهرية التي تقود كافة الجهات الحكومية إلى تميز التميز.
وكان فريق الإدارة العامة للإقامة وشون الأجانب بدبي قد استعرض رحلة الإدارة إلى "النخبة"، كما عرض فريق العمل بعض الأرقام والإحصائيات، حيث حصلت الإدارة العامة على 61 جائزة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وتصدرت في 6 مؤشرات تنافسية، كما بلغت نسبة سعادة المتعاملين عن "الممر الذكي" 96 في المئة، ونسبة سعادة المتعلمين عن البوابات الذكية 98 في المئة، في حين أوضح فريق العمل أنّ رحلة الإدارة إلى التميز يشرف عليها 86 خبيرًا إماراتيًّا متخصصين في عدة مجالات، منهم خبراء في إدارة المشاريع، وخبراء في إدارة المخاطر، وخبراء الملكية الفكرية، وخبراء في السياسات الحكومية، وغيرهم العديد من التخصصات.
الاتجاهات العالمية الحديثة للتميز
يشار إلى أنّ جلسة حوارية عقدت تحت عنوان "الاتجاهات العالمية الحديثة للتميز" شارك فيها أعضاء المجلس العالمي للتميز، وناقشت الجلسة أفضل ممارسات التميز الحكومي القائم على مفاهيم الجودة الشاملة، وسبل تطوير أداء فرق العمل لإنتاج جيل مبدع وقادر على مواجهة المستقبل.
وأكد المشاركون بالجلسة أنّ منظومة التميز الحكومي في بلد متقدم هو خيار استراتيجي يقوم على الابتكار المستدام، واستشراف المستقبل وتطوير قدرات الكوادر البشرية وتوظيف التكنولوجيا الحديثة وأدوات المستقبل، وفي هذا الإطار نجحت دبي في ترسيخ فكر حكومي فريد يتبنى الجودة والتميز واستدامة التطوير والتحديث، ليصبح مصدر إلهامًا للحكومات ونموذجًا يحتذى به عالميًّا.
أفضل الممارسات الحكومية
فيما استضافت الجلسة الختامية والتي سلطت الضوء على الجهات النخبة في دبي لقاءات حول أفضل الممارسات الحكومية.
وناقشت الجلسة رحلة الجهات الحكومية في دبي نحو التميز استنادًا إلى مجموعة أسس تتضمن استشراف المستقبل وتعزيز الجاهزية والمرونة الحكومية، والاستثمار في الموارد البشرية وبناء قدرات الكوادر الوطنية، وتمكينها بالأدوات والمهارات اللازمة للمشاركة في تطوير أطر وممارسات العمل الحكومي ما ينعكس إيجابًا على مسيرة التنمية ويعزز ريادة الدولة وتنافسيتها عالميًّا.
كما استعرضت الجلسة بعض تجارب الجهات الحكومية المشاركة، وأوجه التطوير التي يجب العمل عليها، مؤكدين أنّ استدامة التميز يتطلب منظومة متكاملة لتحقيق النجاح والاستمرار في البقاء على القمة، بالاعتماد على العديد من العناصر وفي مقدمتها التكنولوجيا واستشراف المستقبل.
وأوضح المشاركون خلال الجلسة أنّ الأساس الراسخ للإدارة الحكومية المتميزة في دبي، ظهر بشكل واضح أثناء جائحة فيروس كورونا المستجد، التي كشفت المنهجية العلمية التي تعمل وفقها الجهات الحكومية وبنيتها التحتية المبتكرة التي مكنتها من التكيف مع المتغيرات، وتطويع خططها بمرونة وانسيابية لمواكبة احتياجات المواطنين والمقيمين دون انقطاع.
تطور مستمر
من جهته قال "الدكتور هزاع خلفان النعيمي" المنسق العام لبرنامج دبي للتميز الحكومي:" منذ تأسيسه قبل ربع قرن، يواصل برنامج دبي للتميز الحكومي التطور المستمر، وبعد ترسيخ مشاركتنا كعضو مؤسس في المجلس العالمي للتميز منذ العام 2018، شهد البرنامج تطويرًا شاملاً لمستويات وآليات التقييم والتكريم، وإجراء حزمة من التعديلات على أنظمة العمل والمبادرات الرامية لتعزيز القيمة المضافة لأنشطة البرنامج والتي تصب بشكل مباشر في تحسين الأداء الحكومي".
وأضاف النعيمي:" اليوم مع توقيع البرامج على إعلان دبي للمجلس العالمي للتميز، نجدد التزام البرنامج بتعزيز مشاركة تجربة دبي العالمية في مجال التميز مع شركائنا في كبريات مؤسسات وبرامج التميز وإدارة الجودة من مختلف أنحاء العالم".
إعلان دبي
تجدر الإشارة إلى أنه وبموجب إعلان دبي الذي وقّعه أعضاء المجلس العالمي للتميّز، يلتزم الأعضاء بنشر وتعزيز معايير جودة الخدمات وتميز الأداء، والارتقاء بالعمل الحكومي والمؤسسي، وتوفير أعلى مستويات الفعالية والكفاءة لما فيه تحقيق رضا المتعاملين والمستخدمين والمستفيدين منه في بلدانهم بشكل خاص وفي العالم بصورة عامة.
وتأتي استضافة اجتماع أعضاء المجلس العالمي للتميز لعام 2022 في دبي لأول مرة في المنطقة، بعد انعقاده على مدى السنوات الماضية في عدد من العواصم والمدن العالمية، مثل: واشنطن، وبروكسل وطوكيو وسيدني وساو باولو وسنغافورة.
رسالة المجلس العالمي للتميز
تتمثل الرسالة الأساسية للمجلس العالمي للتميز في دعم ومساندة وتشجيع المؤسسات على تحسين كفاءة برامج التميز التي يتم تطبيقها لما فيه مصلحة على جميع الشركاء من المتعاملين معها والمستفيدين من خدماتها وفي مقدمتهم الأفراد من مختلف شرائح المجتمع.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر
