هل يمكن للسيارة ذات يوم أن تبعد سائقها عن الخطر إذا شعرت بأنه مشغول البال أثناء القيادة؟
نسمع كثيراً عن أن وسائل المواصلات في المستقبل ستكون بلا سائقين، وأن سياراتنا ستقود نفسها بنفسها.
لكن ما يطمئن محبي قيادة السيارات أن مرحلة تحكم الكمبيوتر في قيادة السيارة بشكل كامل لا يزال أمامها طريق طويل، وأن الإنسان لا يزال أمامه أشياء كثيرة يمكنه القيام بها بشكل أفضل خلف عجلة القيادة.
أفضل السائقين يمكنهم أحياناً أن يفقدوا التركيز أثناء القيادة. فهل يمكن لسيارات المستقبل أن تأخذ مكانهم خلف عجلة القيادة؟
للوقوف على إجابات شافية تبرز فكرة تثبيت جهاز خاص لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ أثناء قيادة السيارات. فعند القيادة يسجل ذلك الجهاز الموجات التي تصدر من الدماغ بهدف التعرف على درجة التركيز أثناء القيادة.
ومن بين هذه الأجهزة الأخرى للحماية يوجد نظام يعرف باسم "كروز"، والذي يعمل على إبطاء سرعة السيارة أو يوقفها تماما بشكل آلي إذا ما توقفت سيارة أخرى تسير أمامها.
التحكم في سرعة السيارة من خلال الكمبيوتر.
في اختبارات "اكس وان" التي تجري في ميدان سباق ثندرهيل شمالي كاليفورنيا، يخضع السائقون لظروف غير عادية. فيمكن أن يكتشفوا فجأة أن السيارات التي يقودونها برمجت مسبقا بحيث تتحرك عجلاتها الخلفية بشكل آلي، وبالتالي يتعين عليهم تصحيح وضع المقود بسرعة لتجنب دوران السيارة حول نفسها وخروجها عن المضمار.
ويعد ذلك التمرين محاكاة لما يمكن أن يحدث عند السير على طرق يكسوها الجليد أو الزيت. ويمكن للمعلومات التي تسجل عن أداء السيارة في مثل هذه الظروف أن تظهر لنا الزاوية التي حاول السائق توجيه المقود إليها، وكذلك كيف كان وضع دواسة الفرامل عند مواجهة تلك الظروف.
ويبدأ عنصر التشويق عندما تترجم هذه المعلومات إلى رسوم بيانية متعرجة يمكن مقارنتها بقراءة الموجات الدماغية. هذه التعرجات تظهر لعلماء الأعصاب درجة التركيز الذهني للسائق عندما يفاجأ بشيء غير متوقع.
ولدى مقارنة الرسم البياني للموجات الدماغية يمكن ملاحظة مستوى الطاقة الذي يظهره الدماغ عند مواجهة مثل هذه الظروف المفاجئة.
تتواصل الاختبارات حول درجة حماية سيارات المستقبل للسائقين، وتحتاج النتائج إلى خبراء لتحليل جميع المواقف التي تظهر فعالية لقياس حجم التركيز المطلوب من السائق.
وهذا يعني أنه إذا تدرب السائق على القيادة في طرق يكسوها الجليد، على سبيل المثال سيصبح أكثر قدرة على التعامل مع السيارة في الظروف الطارئة.
هذه الملاحظات تقودنا إلى فكرة مفادها أن أنظمة الأمان يمكن تطويرها مباشرة للتعامل مع مهام القيادة في الظروف المفاجئة وغير المعتادة.
إذا ساهمت السيارة في تحمل جزء من ذلك العبء، فسيكون لديك تركيز ذهني يمكنك توفيره عند مواجهة حادث ما.
قيادة البشر للسيارات، ربما تنحصر كثيرا في النهاية اذا تم تصميم أجهزة كمبيوتر أكثر ذكاءً لقيادة السيارات وابقائنا بعيدين عن عجلة القيادة بشكل آمن والشعور ببعد المخاطر عنا.