تبدأ علاقة الأم بطفلها خلال المرحلة الجنينية، وقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن الجنين في بطن أمه يشعر بالأم ومشاعرها ويبدأ بالضحك والبكاء ويتأثر بما يدور في العالم الخارجي، وخصوصا عالم أمه الذي يلتصق به، ولذلك فحين يأتي إلى الحياة فهو يستمد مشاعره من الأم، ويكون دورها أن تقوم بتعريفه إلى مشاعره وضرورة تعبيره عنها؛ لكي يستطيع أن يتأقلم مع الحياة من حوله، وقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالدكتورة لمياء جودة، استشارية التخاطب والنطق، حيث أشارت إلى طرق تعريف الطفل بمشاعره وتعبيره عنها في الآتي:
لماذا يجب أن يتعرف الطفل إلى مشاعره؟
- يجب أن يتعرف الطفل إلى مشاعره؛ لأنه لا يعيش منعزلا عن العالم من حوله.
- وهناك أهمية في أن يعبر عن مشاعره؛ لكي يستطيع أن يتواصل مع الآخرين.
- وعندما يصبح الطفل في عمر ثلاث سنوات خصوصا، فهو بحاجة لكي يتعلم معاني مشاعره؛ لأنه سوف يواجه مشاعر سلبية ويجب أن يتعرف إلى أسبابها، ويجب أن يتعرف إلى التحكم فيها؛ لكي لا تتأثر ردود أفعاله بالسلب نحوها.
طرق تعريف الطفل على مشاعره
لعبة المشاعر
- تعد لعبة المشاعر هي أولى الخطوات لكي يتعرف الطفل إلى مشاعره.
- تشبه لعبة المشاعر تلك اللعبة التي كنا نلعبها قديما مع أطفالنا، مثل أن نضع أيدينا على وجوهنا لفترة، فيشعر الطفل بالدهشة لاختفاء وجوهنا عن وجهه، ثم ترفع الأم كفيها عن وجهها وتقول لطفلها "بخ"؛ بمعنى أنني هنا، فيضحك أو قد يبكي بسبب المفاجأة والفرحة بأنها عادت.
- هذه اللعبة القديمة هي لعبة مشاعر تختبر قدرات الطفل العقلية ونموه الإدراكي في المقام الأول.
- ولذلك فعلى الأم أن تغير من تعبيرات وجهها وتنتظر النتيجة مثل أن تقوم بعمل وجه تمثيلي لوجه يضحك وتنتظر رد فعل الطفل.
- وتقوم بتمثيل وجه حزين، وعلى وشك البكاء وتنتظر رد فعل الطفل.
- كما تقوم بتمثيل وجه متعب ومرهق وتسأل طفلها: ماذا يعني ذلك، وعليه فهو يبدأ في التعبير عن نفسه بالمقابل.
- يجب أن تعلم الأم طفلها بأن يعبر عن سعادته، فحين يكون سعيدا، فيجب أن يقول لماما كلمة: شكرا.
- كما يجب أن يتعلم كيفية استخدام مشاعره لكي يخبر أمه ففي حال تعبه، فهو سوف يحدد السبب مثل البقاء أمام شاشة التلفاز لوقت طويل، وعليه أن يذهب لأمه ويخبرها أنه متعب.
- ويجب أن يتعلم التعبير عن مشاعر الغضب التي تنتج عن تعرضه للضرب أو التنمر أو أن أحدهم قد سرق لعبته وعليه التوجه للأم أو المعلمة لاحقا.
- كما يجب أن يتعلم الطفل بأن يتحكم بمشاعره حين يتعرف إليها، فحين يتعرض للضرب من زميله في الروضة، فيجب أن يقول له: لا، ويجب أن يمسك يده في مرة قادمة، يجب أن يذهب ليشتكي للكبار بعد ذلك، وهو يكون قد تعلم أن يشعر بالغضب ويعبر عنه.
تعرفي إلى المزيد: كيف يعبر الطفل عن مشاعره؟
رسم المشاعر
- وهي الطريقة الثانية في تعريف الطفل إلى مشاعره.
- قومي برسم مجموعة من الوجوه التي تشبه الوجوه الموجودة على الهاتف الذكي، والتي تستخدم للتعبير عن مشاعرنا كأشخاص كبار وبالغين.
- وتذكري أننا نستخدم هذه الوجوه المعبرة عن مشاعرنا على سبيل الاختصار، ولكن الطفل لم يعرفها بعد وبحاجة لكي يحفظها.
- ولذلك فعلى الأم أن تقوم برسم عدة وجوه بمشاعر مختلفة وتطلب من الطفل أن يعبر عنها وتسأله عما تعنيه له.
- قومي على ذلك برسم وجه يضحك وقولي للطفل: متى تضحك؟ وسوف تجده يقول لها إنه يضحك حين يشبع وحين تكون أمه بقربه وحين يخرج في نزهة وحين يلعب مع إخوته وهكذا.
- وقومي برسم وجه يبكي، ووجه يشعر بالنعاس، ووجه يشعر بالغضب، ووجه متعب، ووجه يشعر بالخوف.
- يمكن الاستعانة بصور مطبوعة من الإنترنت وسحبها بواسطة طابعة منزلية في حال عدم مقدرة الأم على الرسم.
- ويمكن أن تقرأ الأم مجموعة قصص، وفي كل قصة نسأل الطفل عن موقف البطل وشعوره لكي نربط بين السمع والنظر، ونطلب منه أن يشير إلى الرسم الذي يعبر عن مشاعر بطل القصة في ذلك الموقف وهكذا.
تعرفي إلى المزيد: طرق تنمية تقدير الذات عند الطفل