قصة حب مصوغة بالألماس والياقوت، بطلاها ملك تخلى عن عرشه من أجل من أحب وواليس سيمبسون، المعروفان بدوق ودوقة وندسور، أحد أكثر الأزواج رومانسية في القرن العشرين. وذلك عندما تخلى الملك إدوارد عن العرش البريطاني في عام 1936 للزواج من واليس، حب حياته. وشهدت دور مجوهرات عريقة على هذا الارتباط، حيث حملت معظم قطع المجوهرات التي صمّمت خصيصاً لدوقة وندسور معاني ورسائل عبّرت عما اختلج به قلب الدوق إدوارد. نروي في التالي فصول حكاية امرأة من عامة الشعب تحوّلت إلى دوقة، وامتلكت قطع مجوهرات فريدة محمّلة برسائل منقوشة في الذهب تؤرخ أهم المحطات في حياتها، وتتوجها أيقونة في عالم المجوهرات.
Bioghraphy
سيرة حياتها
عرفت واليس سيمبسون، بكونها دوقة وندسور، وزوجة ملك إنجلترا السابق. ولدت باسم بيسي واليس وارفيلد في بالتيمور، ماريلاند، في أميركا في عام 1886، وتوفي والدها بعد ولادتها بوقت قصير جداً، تاركاً والدتها وإياها في ظروف معيشية صعبة. في عام 1916، تزوجت من الملازم وينفيلد سبنسر الابن، وهو طيار في البحرية الأمريكية. وأثناء وجودها في نيويورك، وفي انتظار استكمال أوراق طلاقها، التقت بزوجها الثاني إرنست سيمبسون، الذي كان يمتلك شركة شحن. وتزوّج الاثنان في عام 1928، وذهبا للعيش في إنجلترا، حيث قامت الروائية الرومانسية باربرا كارتلاند، بتدريس واليس آداب المعيشة البريطانية. وكان إدوارد آنذاك، أمير ويلز ضيفاً في حفلات العشاء الفخمة في دار سيمبسون. ونشأت علاقة بينهما، واستمرّت لعدة سنوات. ثم في يناير 1936 توفّي الملك جورج الخامس، وأصبح أمير ويلز الملك إدوارد الثامن. بعد حصول واليس سيمبسون على طلاقها الثاني، أبدى الملك إدوارد الثامن رغبته بالزواج منها. هنا نشأت معارضة قوية من الحكومة البريطانية على زواج الملك من مطلقة. وبعد حكم استمر لمدة 11 شهراً فقط، تنازل الملك عن العرش في 10 ديسمبر 1936. وتزوج دوق ودوقة وندسور الجديدان في 3 يونيو 1937 في شاتو دي كاندي في فرنسا. وخلال 35 عاماً معاً، عاشا خلالها في المنفى، استقرّا في قصر في ضواحي باريس مستأجر من الحكومة الفرنسية مقابل مبلغ رمزي، وبدل معفى من الضرائب. كان الزوجان المرموقان يحملان معهما مئات الحقائب في رحلاتهما بين باريس ودوفيل وكان وبالم بيتش وسان موريتز. ثنائي بات مثالاً للأناقة والرقي، عشقته وسائل الإعلام ومصوّرو الباباراتزي.
تابعي المزيد: كيت ميدلتون ترتدي أقراط الأميرة ديانا تكريماً لها في أحدث جلسات التصوير
The Duchess Jewels
جواهر دوقة وندسور
سمّيت العلاقة بين دوق ودوقة وندسور بأجمل قصة حب في القرن العشرين. هي قصة زوجين، وحّدا مصيريهما في الحياة، وتغلّبا على كل الأعراف والتقاليد. وكلّلا علاقتهما بمجموعة رائعة من المجوهرات، عبارة عن قطع تحمل أجمل المعاني والرسائل، والتي لا تزال تعد أسطورية حتى يومنا هذا. لجأ إدوارد إلى دار كارتييه Cartier لإهداء زوجته مجوهرات باتت أيقونية، متّبعاً عادة جدّه الملك الذي كان قد أوكل إلى دار كارتييه Cartier مهمة تنفيذ مجوهرات القصر، معيّناً مؤسّسها الصائغ الرسمي للبلاط البريطاني منذ عام 1904. وعلى مدى عقدين من الزمن، قدمت كارتييه Cartier إلى واليس مجموعة واسعة من المجوهرات التي أخذت أشكالاً عديدة، من دبابيس وأساور وقلائد، وغيرها. استمرّ دوق ودوقة وندسور في تكليف قطع خاصة من كارتييه، حمل الكثير منها رموزاً مشحونة بالعاطفة والنقوش والرسائل التي تتحدث لغة حب سرّية بين الزوجين.
بدورها شهدت لاحقاً دار فان كليف أند آربلز Van Cleef & Arpels على تأريخ قصة حب دوق ودوقة وندسور بإبداعات استثنائية تختطف الأنفاس.
Engagement Ring Cartier
خاتم خطوبة من كارتييه
خاتم الخطوبة الذي قدمه الأمير إدوارد إلى واليس مذهل بتفاصيله، فهو مرصّع بزمرّدة عملاقة بقطع الوسادة، وزنة 19.77 قيراطاً. حفرت في داخله رسالة شخصية هي We are ours now 27 X 36 ، ومعناها «نحن لبعض الآن 27 x 36»، فقد تقدمّ لخطبتها في 27 أكتوبر 1936، وقد كان ذلك قبل تنحّيه عن العرش بمدة قصيرة. وفي عام 1958، عادت الدوقة إلى كارتييه لإعادة تصميم الخاتم نفسه ولكن بأسلوب أكثر حداثة، من الذهب الأصفر، ومرصّع بماسات.
تابعي المزيد: بوداع يليق بالراحلة الملكة إليزابيث الثانية.. دبابيس ورود من الذهب والماس من بين 98 بروش اقتنتها!
Art Deco Bangle
سوار بطراز آرت ديكو
سوار كارتييه بطراز آرت ديكو من الألماس والياقوت الأحمر يحمل معاني عاطفية كبيرة. فقد كان هدية من دوق وندسور لواليس في عام 1938، وحمل رسالة نقشت في داخله، وتضمّنت عبارة «في الذكرى السنوية الأولى - الثالث من يونيو». وهذا التاريخ يشكل الذكرى السنوية الأولى لعلاقتهما، بالإضافة لكونه رمزاً لتحرّرهما من العائلة المالكة.
Flamingo Brooch
مشبك الفلامنغو
كلّفت دوقة وندسور في العام 1940، دار كارتييه بتنفيذ مشبك على شكل طائر الفلامنغو كهدية عيد ميلادها. وتعاونت آنذاك، مع مصمّمة مجوهرات كارتييه جان توسان Jeanne Toussaint. تم الانتهاء من السوار قبل وقت قصير من اضطرار الزوجين إلى الفرار من البلاد، خلال الحرب العالمية الثانية. يكتنز مشبك طائر الفلامنغو على ياقوتة حمراء، وكابوشون سيترين أصفر، وياقوت أزرق يرصّع المنقار. وكان ريش ذيل الفلامنغو عبارة عن مجموعة ملوّنة من الزمرد والياقوت الأحمر والأزرق. وتزيّنت واليس بالبروش لأول مرّة في رحلة إلى مدريد عام 1940، علماً أّنه أصبح واحداً من قطع المجوهرات المفضّلة لديها، حيث كانت ترتديه بشكل متكرّر.
تابعي المزيد: الملكة إليزابيث الثانية الراحلة وقصّة عقد اللؤلؤ الشهير ذي النسخ الاحتياطية!
Diamond and Onyx Panther Bracelet
سوار النمر من الألماس والأونيكس
كان سوار النمر الأيقوني من كارتييه مرصّعاً بالألماس والأونيكس. وقد نفّذ خصيصاً لدوقة وندسور. ففي عام 1952 تعاونت الدوقة مع مصممة مجوهرات كارتييه جانّ توسان Jeanne Toussaint لتنفيذ التصميم الفريد الذي يسمح للسوار بالالتفاف بلطف حول المعصم، بدلاً من أن يكون صلباً. ورصّع النمر الجميل والمفصّل بالكامل في البلاتين، بالألماس والأونيكس الأسود، أما العينان فرصّعتا بالزمرد بقطع الماركيز. في مزاد دوقة وندسور عام 1987، الذي أقيم بعد وفاتها، بيع سوار كارتييه من الألماس والأونيكس بمقابل 1.27 مليون دولار. وبعد ثلاثة وعشرين عاماً، ذهب السوار مرّة أخرى إلى مبنى مزاد سوثبيز Sotheby’s في عام 2010، وتمّ بيعه مجدّداً مقابل 4.5 مليون دولار.
20th Anniversary Brooch
مشبك الذكرى الـ 20 للزفاف
نفّذت دار كارتييه تصميم قلب للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لزواج دوق ودوقة وندسور في عام 1957، حيث كان هدية لواليس. وقد تم تصميم البروش بدمج العديد من الرموز ذات مغزى مهمّ للزوجين. هو بروش على شكل قلب مرصّع بالألماس، ويتوسطه الحرفان الأولان لأسميهما بشكل متشابك E وW، ليشكّلا بالإنكليزية كلمة «نحن». وفي أسفل الحرفين، رقم 20 بالأحرف الرومانية XX، والذي يرمز إلى عدد سنوات الزواج. يذكر أنّ المشبك تمّ تكليله بتاج من الياقوت.
تابعي المزيد: الملكة رانيا تختار أقراط بتصميم مميز لأحدث إطلالاتها الراقية
Bib Necklace
قلادة الجمشت
من أشهر القلادات التي صمّمتها دار كارتييه لدوقة وندسور في العام 1947، قلادة بتصميم مرصّع بأحجار الجمشت والألماس والفيروز.
The Prince of Wales Brooch
بروش أمير ويلز
قدّم الأمير إدوارد لواليس بروش أمير ويلز في عام 1935، وهو قطعة مجوهرات تحمل معاني خاصة. فهي تشكّل رمزاً لمكانته الملكية كأمير ويلز، وكوريث عرش إنجلترا، كي يظهر التزامه بها، وعزمه على جعل واليس ملكة المستقبل. وتمّ تصميم البروش خصيصاً من قبل الأمير إدوارد، ويتميز بثلاث ريشات مرصّعة بالألماس بقطع الباغيت، ويحتضن أسفلها تاجاً. بعد وفاة الدوقة، تمّ شراء بروش أمير ويلز من قبل إليزابيث تايلور، في مزاد سوثبيز، بسعر يزيد على 623000 دولار. كانت إليزابيث وزوجها ريتشارد بيرتون صديقين للدوق والدوقة، وغالباً ما أعجبت الممثلة بالبروش خلال زياراتها لهما.
تابعي المزيد: تاج الأميرة نينا فلور.. استعارته من حماتها ملكة اليونان آن ماري وتزينه مجوهرات ملكة السويد فيكتوريا
Van Cleef & Arpels Brooch
بروش الياقوت والألماس
قدّم الأمير إدوارد بروش فان كليف أند آربلز المرصّع بالياقوت الأحمر والألماس إلى واليس كهدية كريسماس في عام 1936، على الرغم من أنهما أمضيا عطلة كريسماس بشكل منفصل. فبعد تنازل الملك إدوارد الثامن في 10 ديسمبر 1936 عن عرش إنجلترا، توجّه الدوق الجديد إلى المنفى في النمسا، وكانت واليس في ذلك الوقت تعيش في كان، فرنسا، وتنتظر أوراق طلاقها من سيمبسون. وبسبب هذه الظروف، أراد إدوارد أن يرسل لواليس هدية كريسماس خاصة، والمشغولة على شكل ورقتَي زهرة موسم العطلات. وكان هذا البروش من أوائل قطع المجوهرات من فان كليف أند آربلز التي استخدمت فيها تقنيّة الترصيع الخفي من الياقوت الأحمر والألماس بقطع الباغيت. وفي مزاد دوقة وندسور عام 1987، تم بيع بروش فان كليف أند آربلز روبي وألماس، بسعر مذهل قدره 806000 دولار.
Van Cleef & Arpels Necklace
قلادة الياقوت الأحمر
تمّ تكليف دار فان كليف أند آربلز بتنفيذ قلادة من الياقوت الأحمر والألماس من قبل دوق وندسور، لتكون هدية في عيد ميلاد الدوقة الـ40، والذي كان سيحتفل به بعد أيام من زفافهما. يحمل مشبك القلادة نقش My Wallis from her David ، بتاريخ 19 يونيو 1936. بعد ذلك، أعيد تصميم القلادة من قبل رينيه سيم لاكازي من دار فان كليف أند آربلز، لدمج الياقوت الأصلي والألماس، وإضافة المزيد من الأحجار. وتتميّز القلادة بصفوف متشابكة من الياقوت والألماس، وتنتهي بشلال مذهل من الياقوت.
تابعي المزيد: أقراط كيت ميدلتون في عرض فيلم No Time To Die صُممت حسب طلبها في 2019
Exquisite Brooches
مشابك مذهلة
عشقت دوقة وندسور المشابك بكل أشكالها وأحجامها، واعتمدتها في معظم إطلالتها، حيث كانت تارة على شكل ورود نفيسة بألوان زاهية من الياقوت والزفير والألماس، وطورا بأشكال حيوانات أحبتها.
Auctioned
مصير كنوز الدوقة
بعد وفاة الدوقة، تمّ بيع مجوهراتها في مزاد علني من قبل دار سوثبيز للمزادات في أبريل من العام 1987 في جنيف، سويسرا، والتي حصدت مبلغ 50.3 مليون دولار لصالح معهد باستور، وهو مستشفى ومركز أبحاث يقع في باريس، فرنسا. وقد كان هذا طلباً شخصياً من الدوقة قبل وفاتها؛ لأنها شعرت هي والدوق بالحاجة إلى إظهار تقديرهما لشعب فرنسا، البلد الذي استقبلهما بعد نفيهما من إنجلترا. واستعادت كارتييه بعض هذه المجوهرات الأيقونية في المزادات، حيث كان آخرها بروش فلامنغو الذي تم الحصول عليه في لندن في عام 2010. هذه القطع هي من بين الأكثر تميّزاً في مجموعة كارتييه للقطع الأيقونية اليوم، وهي شاهدة على حياة الثنائي الأشهر في القرن العشرين. مجوهرات بتفاصيل إبداعية جريئة وحميمة في آن.
تابعي المزيد: ولية عهد الدنمارك الأميرة ماري بطقم مجوهرات The Danish Ruby Parure.. تألقت لهذه المناسبة!
Books to Read
للمطالعة
من بين الكتب العديدة التي تتناول واليس سيمبسون، من سيرة حياتها إلى أناقتها ومجوهراتها، اخترنا لك هذين الكتابين لتثري بهما مكتبتك الخاصة..
كتاب Jewels of the Duchess of Windsor ، للكاتبين نيكولا راينر وجون كولم، الصادر عام 1987.
كتاب That Woman: The life of Wallis Simpson, Duchess of Windsor، للكاتبة آن سيبا، الصادر عام 2013.
تابعي المزيد: في يوم ميلاد الملكة إليزابيث.. أول تاج ارتدته وعقد واحد في جميع إطلالاتها