الطفل المهمل هو الذي يُهمل في ترتيب حاجاته.. لا يكترث بتنظيم أدواته، ينصرف عن الاهتمام بدروسه، ويهمل في عمل واجباته، ويعتمد دائماً على الآخرين في إصلاح وترتيب الفوضى الذي يحدثها بإهماله؛ فهو لا يعنيه النظام، يترك حاجاته في أى مكان.. يجري ويلعب دون اهتمام، ويجلس طويلاً أمام الشاشات. اللقاء مع الدكتورة التربوية إنعام عبد الجليل، مديرة إحدى المدارس بالقاهرة؛ للتعرف إلى كيفية علاج الطفل المهمل.. من واقع معايشتها لنماذج منهم بالمدرسة.
علامات الطفل المهمل
- هو طفل كسول وليس نشيطاً، يشعر ببلادة في مشاعره وخمول في حركاته.
- كثيراً ما ينتابه عدم الاكتراث بمن حوله.. وحتى أدواته الخاصة، يخلع حذاءه، ويترك حقيبته في أي مكان.
- يهمل في عمل واجباته في الوقت المناسب، وربما تدارك هذا في الصباح الباكر؛ خوفاً من عقاب معلمته.
- يطلب الماء ولا يذهب للشراب وحده، وإذا انتهى من اللعب ترك ألعابه ليضعها أحد غيره في مكانها.
- يميل في تصريف شؤون حياته على الآخرين.. كسلاً أو خمولاً أو إهمالاً.. ولهذا كثيراً ما يتصف بالشخصية الاتكالية.
- تعرّفي إلى المزيد: علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال
أسباب تكوين الطفل المهمل!
- التدليل الزائد، والحماية المفرطة.
- الانتقادات المستمرة لما يقوم بعمله.
- قيام الأهل بما ينبغي عليه أن يقوم به.
- عدم وجود قواعد منزلية تحث على الترتيب والنظام.
- كثرة الخدم من حوله بالبيت.. واعتماده الكلي عليهم.
- تعرّفي إلى المزيد: "طفلي يفتقد مهارة كسب الأصدقاء".. المشكلة والحل
لأسلوب التربية دخل في إهمال الطفل
- وربما كان لأسلوب التربية وصفات الأب والأم دخل في هذا الإهمال.
- عدم استخدام مبدأ الثواب والعقاب لكل ما يفعله الطفل بالمنزل وخارجه.
- المهمل يميل لممارسة عاداته السلبية بإسراف؛ فهو يشاهد التلفاز وألعاب الفيديو والإنترنت بصورة غير طبيعية.
- وتجد كتبه وأوراقه وحاجاته مبعثرة، ولا يحافظ على نظافتها وسلامتها، وعادة ما ينهي واجباته في الدقيقة الأخيرة.
- إذا بدأ عملاً فإنه لا يتمه، ويترك العمل والمستلزمات على الأرض ولا يعيدها إلى مكانها.
طرق لمعالجة الطفل المهمل
- هناك العديد من الأساليب والخطوات لإقناع الطفل بطاعة الأوامر والنظم التي وضعها الوالدان:
- وضع القواعد السلوكية للأطفال، من أهم الواجبات الواقعة على الوالدين وأصعبها في الوقت نفسه.
- دراسات تؤكد أن الأطفال قد يتعلمون الإهمال من آبائهم وأمهاتهم بطريقة لا إرادية، وذلك عندما يعتمدون على الخدم.
- على الآباء مشاركة أبنائهم في صياغة أهداف تنظم حياتهم، مع الحرص على الإنجاز وضبط السلوك واستثمار الأوقات.
- الابتعاد عن السباب والاستخفاف من إهمال الطفل؛ لأن ذلك يسحق نفسية الطفل ويجعله فريسة سهلة للتمسك بالإهمال.
- اعرفي أن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل، أعطي الطفل سبباً منطقياً لتعاونه، ليتعاون أكثر.
- إذا كان أحد الأبوين يؤجل القيام ببعض الأمور، فإن الطفل سيقلده بشكل تلقائي، أسلوب الحياة المتّبع في البيت هو الذي يؤثر في الطفل وتربيته بالدرجة الأولى.
التهديد المستمر يعلمه التجاهل
- عدم استخدام أسلوب التهديد في التعامل؛ حتى لا يتعلم الطفل التجاهل.. كما أن رشوته تعلمه ألا يطيعنا، حتى يكون السعر ملائماً.
- احذري المبالغة في الانفعال، فالمبالغة دليل على سيطرة عقلية انفعالية غير منطقية، كما أن النقد المستمر يقود الطفل إلى تحاشي المبادرة وتجنب الحركة.
- لا تخافي من الإهمال في سلوك الأطفال، فالتحديات في حياة الأسرة والمدرسة لا تنتهي، والتجارب الفاشلة في الصغر قد تكون هي الخبرة للنجاح في الكبر.
- اجتناب إزعاج الطفل بالتذكير الممل بزلاته في كل مناسبة؛ لأنها سياسة تهدم وتهزم الطفل، أما الصلة المنضبطة فهي تبعث على الهمة والعزيمة.
- لا تلجئي للعقاب البدني، فوسائل التأثير كثيرة وسبل الإصلاح فسيحة، ولا تصفعي، فالصفع دليل ضعف، وهناك كثير من وسائل الثواب والعقاب.
- تعويد الطفل على قضاء حاجاته دون الاعتماد على الخدم في كل شاردة وواردة.
- كما أن الجلسات الحوارية الجماعية والجانبية مع الأبناء والبنات، لها فاعليتها.
5 خطوات بسيطة وجديدة لمعالجة إهمال الطفل
البدء منذ الصغر
- اجعلي طفلك يعتاد على التنظيف منذ صغره، وأخبريه أنه أمر مهم في الحياة، وأن الحفاظ على غرفة نومه نظيفة وتنظيم ألعابه وأدواته وملابسه جزء من شخصيته.
- تنظيف مكانه بنفسه؛ إذ يعد تعليم طفلك تنظيف وتنظيم ألعابه وملابسه ومكان جلوسه أحد الأساسيات، وإلا سوف يتسبب هذا في الفوضى لاحقاً وعدم تحكم الطفل في وضعه وفقد احتياجاته.
- لا للمُعايرة.. ولا داعي للاستمرار في الإشارة إلى عيوب الطفل أمام الآخرين، ما يجعل الطفل يشعر بالإهانة وتدمير ثقة الطفل بنفسه.
- ابدئي ثم دعي طفلك يُكمل.. وإذا وجد طفلك صعوبة في الخطوة الأولى، ساعديه على القيام بذلك، ما يغرس الحماس لدى الطفل للقيام بالعمل المطلوب منه، مع تشجيعه وتحفيزه بالمكافآت.
اجلسي وتحاوري معه
- يجب عقد لقاء عائلي مع الطفل لمعرفة أسباب إهماله؛ لأن الأطفال في معظم الأوقات لا يعرفون ماذا يفعلون، وإدراك الإجابة تعلمهم التعود تدريجياً على التنظيم.
تعرّفي إلى المزيد: اضطراب التعلق الانفعالي لدى الطفل.. خطر لا يُلتفت إليه!