خص الله بعض البشر بأنفٍ غير عادية، لديها قدرة خارقة على شم الروائح وتميزها، حتى لو كانت رائحة المرض. فقد استطاعت سيدة أن تتعرف على إصابة زوجها- الذي توفي قبل سبع سنوات- بمرض باركنسون قبل تشخيصه بـ12 عاماً، بسبب حاسة الشم القوية لديها والمعروفة علمياً باسم "فرط حاسة الشم"، وذلك عندما لاحظت تغيراً في رائحة جسده عما هو معتاد.
وبحسب موقع Daily Mail، فقد كانت "جوي" و"ليز ميلن" زوجان سعيدين، سعيا لتحقيق حياة مهنية ناجحة- كطبيب، وهي ممرضة كبيرة ومحاضرة- بينما كانا يربيان ثلاثة أبناء. كان لديهما منزل جميل ومنفصل في ريف شيشاير، وكانا دائماً على رأس قائمة الضيوف في دائرة حفلات العشاء.
ومع ذلك، عندما وصلا إلى منتصف الثلاثينيات من العمر، لاحظت "جوي"، 72 عاماً، تغيراً في زوجها، لا علاقة له بأفعاله أو أقواله، ولكن برائحة جسده.
تتذكر "جوي": "لقد بدأت تفوح منه رائحة كريهة بالنسبة لي، وكانت رائحة مسكية ودهنية وأقول له إنه بحاجة إلى الاستحمام وتنظيف أسنانه. من جانبه، أصر على أنه كان يفعل كلا الأمرين. وعندما شعرت أن شكواي تضايقه، توقفت في النهاية عن ذكر ذلك".
وبعد سنوات عديدة- حيث يبدو أن "جوي" واحدة من مجموعة صغيرة ممن يُعرف باسم "المتشممون الفائقون"، الذين لديهم القدرة على اكتشاف الأمراض ببساطة عن طريق الرائحة- فقد اتضح أن هذه الرائحة ما هي إلا البداية المبكرة لمرض باركنسون، وهو اضطراب تدريجي في الجهاز العصبي يؤثر على الحركة والمزاج والطاقة.
ومع بقاء الرائحة، فقد بدأ "ليز" يعاني من سلسلة من الأعراض الأخرى، بما في ذلك الرعشة والإرهاق وصعوبات السمع ومشاكل البصر، وفي عمر الـ45 عاماً، حصل أخيراً على تشخيص طبي لحالته بأنها مرض باركنسون.
لوضع مهارات "جوي" في الشم الفائق على المحك، طلب فريق من الخبراء من 12 شخصاً- ستة منهم تم تشخيص إصابتهم بمرض باركنسون والنصف الآخر ممن لم يصابوا به- أن يرتدوا تي شيرت لمدة 24 ساعة. ثم طلبوا من "جوي" شم رائحة كل تي شيرت على حدة، وتحديد أيّ منهم ينبعث منه رائحة المرض. واكتشفت "جوي" الرائحة بشكل صحيح، وكانت أكثر وضوحاً على الياقة.
وحالياً، فقد استطاع العلماء في جامعة مانشستر، تطوير اختبار لمرض باركنسون بفضل حاسة الشم الفائقة لدى "جوي"، التي كانت لها القدرة على شم مرض باركنسون في زوجها قبل 12 عاماً من تشخيصه، من تغير رائحته. وتأتي هذه الرائحة من مادة دهنية تُفرز من مسام الجلد، تحتوي على عشرة مركبات مرتبطة بمرض باركنسون.
قبل حاسة "جوي" لاكتشاف المرض مبكراً، لم يكن هناك اختبار نهائي للمرض الذي يتسبب في انهيار الخلايا العصبية في الدماغ وموتها مما يؤدي إلى فقدان مادة الدوبامين، وهي المادة الكيميائية التي ترسل إشارات بين الخلايا العصبية، في حين يستند الأطباء في تشخيصهم إلى أعراض المرضى.
لكن الآن، وبعد إجراء مزيد من البحث، حدد العلماء 500 من هذه المركبات بما في ذلك الأحماض الدهنية والتي تُسمى الدهون الثلاثية والدهون الثنائية، وطوروا الاختبار الأول لهم، بتكلفة أقل من 20 جنيهاً إسترلينياً، يمكن تجربة الاختبار في مانشستر الكبرى في غضون عامين.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض باركنسون حتى الآن، يقول الباحثون: إنه يمكن التعرف على المرض في غضون ثلاث دقائق بعد مسح الجزء الخلفي من عنق شخص ما. قد يساعد الاختبار الأفضل والتشخيص المبكر المرضى في الحفاظ على وظيفة خلايا الدماغ، وتقليل الحركات المتشنجة وإبطاء المرض.
قالت قائدة البحث البروفيسورة "بيرديتا باران"، من جامعة مانشستر، والتي نُشرت نتائجها في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية: "إذا لم تكن جوي موجودة، فلا أعتقد أن أًياً من هذا كان سيحدث- ليس فقط بسببها ولكن بسبب إصرارها على التفكير في قدرتها على مساعدة الناس".
جدير بالذكر أنه منذ ما يقرب من قرن من الزمان، حدد الباحثون التغيرات في إنتاج الزهم (إفراز دهني من الغدد الدهنية) على جلد مرضى باركنسون. وفي الثمانينيات، تم إنشاء روابط بين هذا وبين الغدد الدهنية في الرأس والرقبة التي تفرز نفس الزهم الدهني، والذي قد يكون، كما يعتقد الباحثون، سبب الرائحة غير العادية.
بداية قصة الأنف الخارقة
وبحسب موقع Daily Mail، فقد كانت "جوي" و"ليز ميلن" زوجان سعيدين، سعيا لتحقيق حياة مهنية ناجحة- كطبيب، وهي ممرضة كبيرة ومحاضرة- بينما كانا يربيان ثلاثة أبناء. كان لديهما منزل جميل ومنفصل في ريف شيشاير، وكانا دائماً على رأس قائمة الضيوف في دائرة حفلات العشاء.
ومع ذلك، عندما وصلا إلى منتصف الثلاثينيات من العمر، لاحظت "جوي"، 72 عاماً، تغيراً في زوجها، لا علاقة له بأفعاله أو أقواله، ولكن برائحة جسده.
تتذكر "جوي": "لقد بدأت تفوح منه رائحة كريهة بالنسبة لي، وكانت رائحة مسكية ودهنية وأقول له إنه بحاجة إلى الاستحمام وتنظيف أسنانه. من جانبه، أصر على أنه كان يفعل كلا الأمرين. وعندما شعرت أن شكواي تضايقه، توقفت في النهاية عن ذكر ذلك".
وبعد سنوات عديدة- حيث يبدو أن "جوي" واحدة من مجموعة صغيرة ممن يُعرف باسم "المتشممون الفائقون"، الذين لديهم القدرة على اكتشاف الأمراض ببساطة عن طريق الرائحة- فقد اتضح أن هذه الرائحة ما هي إلا البداية المبكرة لمرض باركنسون، وهو اضطراب تدريجي في الجهاز العصبي يؤثر على الحركة والمزاج والطاقة.
ومع بقاء الرائحة، فقد بدأ "ليز" يعاني من سلسلة من الأعراض الأخرى، بما في ذلك الرعشة والإرهاق وصعوبات السمع ومشاكل البصر، وفي عمر الـ45 عاماً، حصل أخيراً على تشخيص طبي لحالته بأنها مرض باركنسون.
التأكد من صدق حاسة الشم لدى جوي
لوضع مهارات "جوي" في الشم الفائق على المحك، طلب فريق من الخبراء من 12 شخصاً- ستة منهم تم تشخيص إصابتهم بمرض باركنسون والنصف الآخر ممن لم يصابوا به- أن يرتدوا تي شيرت لمدة 24 ساعة. ثم طلبوا من "جوي" شم رائحة كل تي شيرت على حدة، وتحديد أيّ منهم ينبعث منه رائحة المرض. واكتشفت "جوي" الرائحة بشكل صحيح، وكانت أكثر وضوحاً على الياقة.
وحالياً، فقد استطاع العلماء في جامعة مانشستر، تطوير اختبار لمرض باركنسون بفضل حاسة الشم الفائقة لدى "جوي"، التي كانت لها القدرة على شم مرض باركنسون في زوجها قبل 12 عاماً من تشخيصه، من تغير رائحته. وتأتي هذه الرائحة من مادة دهنية تُفرز من مسام الجلد، تحتوي على عشرة مركبات مرتبطة بمرض باركنسون.
اختبار مبكر لمرض باركنسون
قبل حاسة "جوي" لاكتشاف المرض مبكراً، لم يكن هناك اختبار نهائي للمرض الذي يتسبب في انهيار الخلايا العصبية في الدماغ وموتها مما يؤدي إلى فقدان مادة الدوبامين، وهي المادة الكيميائية التي ترسل إشارات بين الخلايا العصبية، في حين يستند الأطباء في تشخيصهم إلى أعراض المرضى.
لكن الآن، وبعد إجراء مزيد من البحث، حدد العلماء 500 من هذه المركبات بما في ذلك الأحماض الدهنية والتي تُسمى الدهون الثلاثية والدهون الثنائية، وطوروا الاختبار الأول لهم، بتكلفة أقل من 20 جنيهاً إسترلينياً، يمكن تجربة الاختبار في مانشستر الكبرى في غضون عامين.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج لمرض باركنسون حتى الآن، يقول الباحثون: إنه يمكن التعرف على المرض في غضون ثلاث دقائق بعد مسح الجزء الخلفي من عنق شخص ما. قد يساعد الاختبار الأفضل والتشخيص المبكر المرضى في الحفاظ على وظيفة خلايا الدماغ، وتقليل الحركات المتشنجة وإبطاء المرض.
قالت قائدة البحث البروفيسورة "بيرديتا باران"، من جامعة مانشستر، والتي نُشرت نتائجها في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية: "إذا لم تكن جوي موجودة، فلا أعتقد أن أًياً من هذا كان سيحدث- ليس فقط بسببها ولكن بسبب إصرارها على التفكير في قدرتها على مساعدة الناس".
جدير بالذكر أنه منذ ما يقرب من قرن من الزمان، حدد الباحثون التغيرات في إنتاج الزهم (إفراز دهني من الغدد الدهنية) على جلد مرضى باركنسون. وفي الثمانينيات، تم إنشاء روابط بين هذا وبين الغدد الدهنية في الرأس والرقبة التي تفرز نفس الزهم الدهني، والذي قد يكون، كما يعتقد الباحثون، سبب الرائحة غير العادية.