لدى المملكة العربية السعودية خبرة تراكمية عريقة في علم الوراثة وعلاج الأمراض الجينية بشكل عام، وأهلتها نجاحاتها المتواصلة إلى أن تصنف في مراتب متقدمة على المستوى العالمي وتبوأت المرتبة الخامسة، كما حققت ريادة على المستوى الإقليمي، من خلال تصدرها دول منطقة الشرق الأوسط واحتلالها المرتبة الأولى بالمنطقة.
اكتشاف 3500 حالة وراثية في العيون
وبمناسبة اليوم الوطني السعودي التقت "سيدتي نت" الدكتورة سلوى عبد الله الهزاع، كبير الاستشاريين في طب وجراحة العيون والاستشارية في الأمراض الوراثية، وأعلنت الدكتورة عن اكتشافها 3500 حالة وراثية في العيون، وهذا الإعلان كشفت عنه الدكتورة سلوى الهزاع خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي للعيون في الصين كمتحدث رئيس والذي عقد قبل فترة وجيزة، وكانت هي الممثل الوحيد لمنطقة الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية في الجلسة التي تم تخصيصها لعلاج الأمراض الوراثية.
علاج سعودي لمرض العشى الليلي الوراثي
وأوضحت الدكتورة سلوى الهزاع السبق الطبي الجديد الذي أضيف إلى سلسلة إنجازات المملكة الطبية، وهذا الإنجاز كان عبارة عن حقن طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات وكانت فاقدة للبصر منذ الولادة، وتم حقنها بالعقار الجيني الوراثي الذي يعد أحد أحدث العلاجات لعلاج هذا المرض. وهذا الإجراء الطبي يعد الأول من نوعه ووضع المملكة في مرتبه متقدمة، فحقن العقار في عين المريضة المصابة بمرض العشى الليلي الوراثي الناتج عن خلل في الجين بطفرة RPE65 وصنف كأحد أحدث العلاجات. وتمر عملية الحقن بعدة مراحل تبدأ بحقن العين بالعقار على مرحلتين. وتوجت العملية بالنجاح المبهر، فقد تمكنت الطفلة من استعادة قدرتها على الرؤية والعودة لممارسة حياتها بشكل طبيعي، بعد أن كانت مصابة بالعمي الكلي منذ ولادتها.
وبذلت الدكتورة سلوى الهزاع جهوداً كبيرة وعلى مدى ثمانية عشر شهراً لإقناع الجهات الدولية المعنية بالأدوية باعتماد العلاج الجيني واستخدامه في المملكة العربية السعودية بعد ترخيصه من قبل هيئة الدواء والغذاء الأمريكي والأوروبي.