من الطبيعي أن تشعري بالقلق إذا اكتشفتِ أن طفلك قد سرق، سواء كان طفلك في سن ما قبل المدرسة وتسلل وراء قطعة حلوى من ممر البقالة، أو أحضر طفلك البالغ من العمر 7 سنوات إلى المنزل لعبة من منزل أحد الأصدقاء، أو أخذت طفلتك البالغة من العمر 12 عاماً طلاء الأظافر من متجر الأدوية، فقد يكون الأمر مزعجاً للغاية إذا كان طفلك يسرق. وقد لا تعرفين ماذا تفعلين؛ لذلك يعلمك الخبراء والاختصاصيون طرقاً لكبح هذا السلوك.
لماذا يسرق الأطفال؟
نحن جميعاً نميل إلى أن نكون فضوليين، ونرغب فيما لا يمكننا الحصول عليه. فمن الطبيعة البشرية الرغبة في العناصر المحظورة، وهناك العديد من التعقيدات والمشاعر التي قد تؤثر على قرار الطفل بالسرقة. لكن إيجاد عواقب لسوء السلوك؛ يمكن أن يساعد على منع الطفل من التجرؤ على السرقة في المستقبل.
من المهم أيضاً مراعاة عمر الطفل ونضجه وما سرقه. فمن الخطأ أن يأخذ طفل صغير الحلوى من وعاء في غرفة المعيشة دون أن يطلب ذلك. لكن هذا خطأ لأنه يخالف القاعدة، وليس لأنه انحراف مثل أخذ المال.
ستساعدك معرفة سبب أخذه للعنصر المعني ودوافعه على صياغة خطة أكثر فاعلية للتعامل مع السلوك. فيما يلي بعض الأسباب الشائعة التي تجعل الأطفال يسرقون:
نقص المعرفة والفهم
من الشائع أن يأخذ الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة متعلقات الآخرين. في هذا العمر، يفتقرون إلى فهم واضح لكيفية تأثير السرقة على الآخرين، وكيف يمكن أن تكون ضارة؛ إذ يمر الأطفال الصغار بمرحلة "ملكي"، وقد يأخذون شيئاً ولكنه ليس سرقة.
لذلك تحدثي مع طفلك عن التعاطف، ولماذا السرقة أمر خاطئ؛ حتى يتمكن من تعلم احترام ممتلكات الآخرين. واشرحي له أننا بحاجة إلى شراء أشياء لامتلاكها وأخذها إلى المنزل، وتطرقي دائماً إلى أهمية ترك ممتلكات الآخرين وشأنها.
يمكنك تقديم مثال على رغبتك في حماية العناصر الخاصة بك واحترامها، وتقديم نفس الاحترام للآخرين.
عدم القدرة على التحكم برغبتهم
غالباً ما يعاني الأطفال الصغار من التحكم في انفعالاتهم. قد يكون لديهم ببساطة الدافع للمس فقط، ثم يأخذون الشيء من دون حتى التفكير في الملكية أو معرفة أنه ممنوع. في هذه الحالة، قد يضعون شيئاً يريدونه بسرعة في جيوبهم من دون التفكير في العواقب، لذلك علّمي طفلك التحكم في الانفعالات وتحمل المسؤولية؛ لمنع السرقة.
اللهو بين الأصدقاء
قد يسرق المراهقون؛ لأنهم يعتقدون أن الأمر يبدو رائعاً وأن الجميع يفعل ذلك، أو قد يشعرهم ذلك بالإثارة، من دون التفكير حقاً في العواقب. يمكن أن يتعرضوا للضغط من قبل أقرانهم؛ لأخذ البضائع من متجر، أو سرقة الأموال من حقيبة غير مراقبة في غرفة خلع الملابس.
في أوقات أخرى، يسرق المراهقون لأنهم يريدون الحصول على أشياء جميلة؛ لا يُسمح لهم بالحصول عليها، أو لا يمكنهم تحمل كلفتها، كما أن بعض المراهقين يسرقون كطريقة للتمرد على السلطة. في هذا العمر، يعرفون أن ما يفعلونه خطأ، ومن المحتمل أن يواجهوا مشكلات قانونية إذا لم يتم التعامل مع السرقة بشكل فعال.
إستراتيجيات الانضباط للحد من السرقة
من المهم معالجة أي حوادث سرقة على الفور. إذا تُركت دون رادع؛ فقد تزيد هذه السلوكيات أو تصبح مشكلة أكثر إلحاحاً؛ تشير إلى وجود مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، وننصحكِ باتباع الآتي:
اعتبري الموقف فرصة للتعليم
كوني هادئة، واعلمي أن وقوع حادثة لا يعني أن مصير طفلك هو حياة الجريمة، لذلك تفاعلي مع الموقف بشكل مناسب، وتحدثي مع طفلك عما حدث، أوضحي له أن السرقة أمر خاطئ وانتهاك للثقة، اجعلي طفلك يفكر لمرات إذا ما تم إغراؤه بالسرقة مرة أخرى؛ حتى لا تتحول إلى عادة، وسواء أحضر طفلك إلى المنزل لعبة من المدرسة وادعى أنها هدية، أو إذا ضبطته يأخذ شيئاً من متجر؛ فإن الطريقة التي تعالجين بها المشكلة ستؤثر على احتمالية قيامه بالسرقة مرة أخرى.
لذلك عليكِ تهدئة نفسك أولاً.
أكدي أهمية الصدق
قومي بإجراء محادثات متكررة حول الصدق، ويمكن أن يمنع الكذب والسرقة. أخبريه أنه إذا كانت لديه عادة الكذب؛ فهذا سيقلل من ثقتك به، وقد يتطلب منك أخذ بعض الامتيازات التي سبق وأعطيته إياها.
لا تعاقبي طفلك بقسوة عندما يخبرك الحقيقة عن خطأ أقدم عليه، وامنحيه الكثير من الثناء على صدقه.
علّميه احترام الممتلكات
من المفيد مناقشة التداعيات القانونية للسرقة، خاصة عندما يكبر الأطفال؛ حتى يفهموا تماماً أنهم قد يواجهون مشاكل خطيرة إذا قاموا بالسرقة، لذلك يمكنك مساعدة طفل صغير على فهم الملكية؛ بجعله مسؤولاً عن ممتلكاته. على سبيل المثال، تحدثي عن أهمية التعامل مع الألعاب بلطف. وضعي قواعد حول الاحترام تضمن أن يسأل الجميع قبل استعارة الأشياء، ويقرع الباب قبل دخول غرفة شخص آخر. وعلّميه أهمية العناية الجيدة بالأشياء المستعارة وإعادتها إلى صاحبها.. ببساطة ضعي له الحدود والعواقب المترتبة على تجاوزها.
تعرّفي إلى المزيد: أسباب بُعد الطفل عن الأم
أعيدي معه البضائع المسروقة
إذا أمسكت بطفلك بأشياء مسروقة، أصري على إعادة البضائع المسروقة على الفور والاعتذار للضحية. لا تدعيه يستفيد من السرقة. يمكنك مساعدة طفلك على كتابة خطاب اعتذار أو مرافقته إلى المتجر؛ لإعادة العناصر المسروقة.
إذا أخذ طفلك في المدرسة الإعدادية قطعة حلوى من المتجر من دون أن يدفع، فهذا يعد سرقة، دعيه يتحمل المسؤولية؛ عن طريق إعادة العنصر ومواجهة عواقب أفعاله.
اشرحي له العواقب
تأكدي من تطبيق العواقب عندما يسرق طفلك. واربطي النتيجة بما سرقه؛ أي يجب أن يكون على دراية بما سيحدث إذا سرق، وذلك قبل حدوث هذا السلوك.
يمكن أن يكون سحب الامتيازات أيضاً نتيجة منطقية، مثل منع وقت الشاشة، وهذا قد يضطر الطفل الأكبر سناً إلى القيام بأعمال إضافية لكسب المال؛ ليدفع لشخص ما مقابل البضائع المسروقة.
علّمي طفلك مهارات ضبط النفس
يكون ذلك من خلال تطوير مهارات حل المشكلات لدى طفلك، وإشراكه في إيجاد حلول لما يمر به. ذكريه دائماً أنه لا يمكنه الحصول على كل ما يريده، لذلك عليه أن يتحكم برغباته، أنتِ أيضاً لا تتبعي المغريات أمامه، باقتناء أشياء فوق طاقتك، وإذا شعرت أن طفلك غير قادر على مواجهة المغريات؛ لا تسمحي له بالتسوق بمفرده أو مع الأصدقاء.
اطلبي المساعدة إذا تفاقم الأمر
إذا كانت إستراتيجيات الانضباط الخاصة بكِ لا تحد من السرقة؛ فمن المهم أن تأخذي خطوة إلى الأمام وتستشيري متخصصاً في الصحة النفسية.
حيث يمكن للمستشار المتخصص تحديد الأسباب الكامنة وراء السرقة. في بعض الأحيان، تكون بسبب بعض المشكلات الاجتماعية، أو مجرد اضطرابات السلوك.
تعرّفي إلى المزيد: كيف أتعامل مع أطفالي المزعجين؟