في مضمار العمل، يحتاج الفرد إلى أن يُدرك أخطائه؛ من هذا المنطلق للبيئة المحيطة من زملاء العمل والمديرين دور في تقديم النصح له أو الملاحظة، في ما يُعرف بـ"النقد".. فما هي طريقة "الساندوتش" في النقد البنّاء؟
ما هو الفارق بين النقد والانتقاد؟
تتحدّث الكاتبة والأستاذة المُساعد في جامعة الأميرة نورا، نادية الشهراني لـ"سيدتي. نت"، فتقول إن "النقد لا يعني الانتقاد؛ فالنقد هو البحث عن مواطن القوّة والتحسين في سلوك وأداء الشخص الذي أمامك، بينما الانتقاد يعني ألا ترى في الآخر سوى ما ينقصه". وتدعو الشهراني إلى تجنّب الانتقاد فهو موغر للصدور، ولا يقترح سبل التحسّن بل قد يؤدي إلى عناد الطرف الآخر، لذا ينبغي التحلّي بالموضوعيّة حين النقد وتقديم رأي بنّاء منصف ومختصر. وترى أيضًا أن "الانتقاد أمر سهل يستطيع الكثيرون الإقبال عليه، إلّا أن النقد البنّاء، خصوصًا حسب تقنية "الساندوتش"، يحتاج إلى تدريب وموضوعيّة ونضج لا يتوافر في صفوف الجميع".
ما هو أسلوب "الساندوتش" في النقد؟
يذكر المؤلّف والطبيب عبدالله قدير أن "أسلوب "الساندوتش" هو أحد أكثر الأساليب فعاليّةً في النقد البنّاء، ويقضي بأن يقوم الفرد بذكر نِقَاط قوّة الآخر في بداية الحديث، فتقديم النقد البنّاء، ثمّ إعادة تذكير الشخص بنقاط قوّته، ما يزيد من القابلية على تقبّل النقد بصدر رحب".
3 خطوات سهلة لتطبيق أسلوب "الساندوتش" في العمل
وفق موقع Wiki How التعليمي، تطبّق آلية أسلوب "الساندوتش" في ثلاث خطوات، هي:
1 تزويد الطرف الآخر بمعلومات إيجابيّة أي استهلال الحديث بمجاملته وذكر الأمور الإيجابيّة عنه، الأمر الذي يمنع الطرف الآخر من أن يكون دفاعيًّا. في هذا الإطار، ينبغي مراعاة أن يكون المنتقد دقيقًا في المجاملة من دون غموض، مع الصدق في الإطراء.
2 تزويد الآخر بطرق للتحسين؛ فلا يخبر عمّا يفعله بشكل خاطئ فحسب بل يقدّم أيضًا بعض الأفكار عن كيفية تحسين تلك الأمور. مثلًا: "قلّت مبيعاتك بنسبة 20%، ولم تحقّق أهدافك خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فلنعمل معًا على توسيع شبكتك وتحسين عرضك من خلال الآتي...". يعني ما تقدّم أن الحلول يجب أن تكون واضحة، وموجهة نحو الهدف مباشرة، وموجزة، حتّى يسهل فهمها من الطرف الآخر. أمّا في حال تقديم الملاحظات كتابة، يجب أن لا تكون الفقرات طويلة، مع تحديد أهداف واضحة ليسهل الوفاء بها.
3 تقديم ملاحظات وتعليقات ذات فاعليّة أي اتباع الموضوعيّة نهجًا واستخدام الحقائق الفعليّة لدعم النقاط المطروحة، أثناء النقد، كما التركيز على الموقف عوضًا عن الشخص، والتخلّي عن المشاعر الشخصيّة. مثلًا: عوضًا عن القول "أنت لا تساعد الفريق"، قل: "يحبط زملاؤك عندما تخفق في الحضور في الوقت المحدد للاجتماعات". أضف إلى ذلك، تقدّم اقتراحات مهمة محددة وقابلة للتنفيذ، وذلك في الوقت المناسب.