توعية عن سرطان الثدي

سرطان الثدي هو مرض يخيف النساء أكثر من أي مرضٍ آخر. ولكن ثمة ما يبعث على التفاؤل والأمل الآن أكثر مما كان عليه الوضع في السنوات الماضية. ففي السنوات الأخيرة، توصل الأطباء إلى إنجازات كبيرة في مجالي الكشف المبكر والعلاج لمرض سرطان الثدي، فانخفض بالتالي عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي.

كيف ينشأ مرض سرطان الثدي؟

بحسب موقع منظمة الصحة العالمية، ينشأ سرطان الثدي في الخلايا المبطِنة (الظهارة) للقنيات أو الفصيصات في أنسجة الثدي الغدية. وفي البداية، يقتصر النمو السرطاني على القنية أو الفصيصة حيث لا يسبب عموماً أعراضاً ويتضاءل انتشاره (النقيلة).
ومع مرور الوقت، قد تتطور هذه السرطانات اللابِدة (المرحلة صفر)، وتغزو أنسجة الثدي المحيطة (سرطان الثدي الغزوي)، ثم تنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة (النقيلة بالقرب من الورم)، أو إلى أجهزة أخرى في الجسم (النقائل البعيدة).
ويمكن أن يكون علاج سرطان الثدي فعالاً للغاية، خاصة عند الكشف عن المرض في وقت مبكر، الذي يمكن أن يمنع نمو السرطان وانتشاره.

الفحص الذاتي لسرطان الثدي

هو أول خطوات الكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية، ويتم بشكلٍ دوري مرة واحدة في الشهر. سيدتي العزيزة، قومي بنفسك بفحص ثدييك شهرياً وبصفة منتظمة. لاحظي أي تغيرات قد تطرأ على مظهر أو إحساس الثدي ولا تترددي في إطلاع طبيبك عليها. ينبغي على السيدات ممن تجاوزن سن الـ20 القيام بالفحص الذاتي للكشف المبكر عن سرطان الثدي. وإذا كنتِ في سن الأمان فعليكِ اختيار يومٍ محدد في الشهر تقومين فيه بعمل الفحص.
ينبغي على السيدات ممن تجاوزن سن الـ40، الخضوع لفحص التصوير الإشعاعي (الماموغرام للثدي) كل سنة.

ما هو التصوير الماموغرافي؟

هي صورة بالأشعة السينية للثدي باستخدام معدات تصويرٍ خاصة تُظهر تفاصيل نسيج الثدي. يُمكن اكتشاف مشاكل الثدي من خلال هذا الفحص.
فحوصات الكشف المبكر عن سرطان الثدي
الفحص الطبي، حيث تقوم الطبيبة المختصةبفحص كلا الثديين ومنطقة تحت الإبط، وقد تطلب الطبيبة إجراء المزيد من الفحوصات. وقد تكون إحدى الفحوصات التالية أو جميعها: تصوير الثدي بالأشعة الماموغرافية، فحص بالأشعة فوق الصوتية Ultrasound، أخذ عينة من الكتلة وفحصها معملياً.

من هم المعرضون لخطر الإصابة بالمرض؟

سرطان الثدي ليس مرضاً سارياً أو معدياً. وخلافاً لبعض أنواع السرطان التي لها أسباب مرتبطة بالعدوى، مثل عدوى فيروس الورم الحُلَيْميّ البشري وسرطان عنق الرحم، لا توجد عدوى فيروسية أو جرثومية معروفة مرتبطة بتطور سرطان الثدي.
ونصف سرطانات الثدي تقريباً تصيب نساءً ليس لديهن عوامل خطر محددة للإصابة بسرطان الثدي بخلاف النوع (أنثى) والعمر (أكثر من 40 عاماً). وتزيد عوامل معينة خطر الإصابة بسرطان الثدي بما فيها التقدم في العمر، حيث تزيد احتمالات الإصابة كلما زاد عمر المرأة والسمنة، التي يُمكن أن تزيد من احتمالية حدوث السرطان إذا زاد وزن المرأة على 40% من الوزن المثالي، وجود سوابق إصابة بسرطان الثدي في الأسرة يزيد احتمال حدوث سرطان الثدي إذا أصيب أحد أقارب المرأة (أم، أخت، أو بنت)، خاصةً قبل انقطاع الطمث، وسوابق تعرض للإشعاع، وسجل الصحة الإنجابية، تعاطي التبغ والعلاج الهرموني التالي لسن اليأس.

العوامل التي تحد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي

هناك بعض الخيارات السلوكية والتدخلات ذات الصلة التي تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي ومنها:
1- الرضاعة الطبيعية المطولة: فهي تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي من 6% إلى 6.3%.
2- النظام الغذائي الصحي: التقليل من أكل الدهون، تجنب السمنة، اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على الألياف الغذائية، الإكثار من تناول الفواكه والخضروات ومضادات الأكسدة ومنتجات الصويا.
3- مراجعة الطبيب: وذلك عند ظهور أي عوارض مرضية على الثدي.
4- الفحص الدوري للثدي.
5- النشاط البدني المنتظم.
6- التحكم في الوزن.
7- تجنب التعرض لدخان التبغ.
8- تفادي استخدام الهرمونات لفترة مطولة.
9- تجنب التعرض المفرط للإشعاع.

العلامات والأعراض للإصابة بسرطان الثدي

عادةً ما يظهر سرطان الثدي على شكل كتلة غير مؤلمة أو سماكة في الثدي. ومن المهم أن تستشير النساء اللواتي يجدن كتلة غير طبيعية في الثدي أخصائياً صحياً دون تأخير لأكثر من شهر أو شهرين حتى عندما لا يشعرن بأي ألم مرتبط بها. فالتماس العناية الطبية عند ظهور أول علامة على وجود عارض محتمل يتيح الحصول على علاج أكثر نجاحاً.
وعموماً، تشمل أعراض سرطان الثدي:
1- كتلة أو سماكة في الثدي.
2- تغيير في حجم الثدي أو شكله أو مظهره.
3- ترصّع أو احمرار أو انطباع أو تبدل آخر في الجلد.
4- ظهور إفرازات غير طبيعية.
وفي النهاية همسة إليكِ سيدتي؛ الكشف المبكر يؤدي إلى الشفاء التام في 90% من الحالات. والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي يُمكن أن ينقذ حياتك.