يمكن تشبيه عملية تسخين السيارة قبل الانطلاق بعمليات الإحماء التي يقوم بها الرياضي قبل الشروع بنشاط رياضي ما، حيث يمكن وصف عملية إحماء محرك السيارة بعملية تهيئة يخضع لها المحرك قبل استخدامه بطريقة طبيعية، ويختلف الأمر بالطبع من سيارة لأخرى ومن وقت ومكان لآخر أيضاً، كل ما يحتاج قائد السيارة لمعرفته حول عملية تسخين السيارة سيجده في هذا المقال.
ما هو تسخين السيارة؟
يعرف تسخين السيارة بأنه تسخين السيارة في حالة برودة المحرك، والانتظار لفترة وجيزة قبل أن يتم تحريك السيارة، من أجل أن يسخن المحرك، وتكتمل دورة الزيت على كامل أجزاء المحرك، إذ يكون المحرك بارداً قبل تشغيل السيارة، ومن المعروف أن كفاءة الزيت تكون أعلى كلما زادت درجة حرارته، وبالتالي فإن عملية تسخين السيارة ضرورية للغاية لكفاءة المحرك أثناء القيادة.
فوائد تسخين السيارة
عند تشغيل السيارة يكون الزيت بارداً، ويكون الزيت متجمع في أسفل المحرك داخل الكارتير أو خزان الزيت ويحتاج إلى بضعة دقائق كي ينتشر بشكل جيد في مختلف أجزاء محرك السيارة، ومن المعروف أنه عندما يكون زيت المحرك ساخناً فإنه يعمل بكفاءة أكبر من الحالة التي يكون المحرك بارداً فيها، كما أن التسخين يساهم في إطالة عمر المحرك، لأنه يهيئ المحرك للعمل الشاق الذي ينتظره كي لا تتضرر أجزاؤه بفعل الاحتكاك؛ مما يدفع الزيت للانتشار بشكل جيد ومن دون مشاكل، والجدير بالذكر أن المحركات مصنوعة من سبائك معدنية وهي تتمدد بالحرارة، وأفضل درجة حرارة يمكن للمحرك أن يعمل بها تتراوح بين 85 – 95 درجة مئوية، وعند عدم وصول المحرك للحرارة المناسبة تزداد نسبة المواد غير مكتملة الاحتراق، وبالتالي تلتصق تلك المواد بالزيت وتؤدي إلى تلفه بمرور الوقت.
على الجانب الآخر، فإن المبالغة في إحماء المحرك ستتسبب في الإسراف في استهلاك الوقود، وسيعمل على إكساب المحرك مزيج من الهواء والوقود المتبخر، ويؤدي ذلك بمرور الوقت إلى إتلاف المحرك.
أهمية تسخين السيارة
أوصت الهيئة الألمانية للفحص الفني بإحماء محرك السيارة لفترة كافية قبل القيادة خلال فصل الشتاء بشكل خاص، وأوضحت الهيئة أن انخفاض درجة الحرارة يزيد من درجة لزوجة الزيت سواء في المحرك أو في ناقل الحركة، وهو ما لا يوفر حماية كافية لجميع الأجزاء، ومن ثم تتعرض الأجزاء الميكانيكية في المحرك وناقل الحركة للتآكل عند الضغط بقوة على دواسة الوقود أو عند عدد لفات عالي.
يمكن أن يلحق ضرر كبير بالمحرك في حال تلامس الأجزاء المعدنية المتحركة دون وجود طبقة من الزيت تحميها، لذا لا يجوز قيادة السيارة إلا بعد أن تصل جميع السوائل إلى درجة حرارة التشغيل، وبما أن السوائل تكون أكثر برودة في الشتاء، فإنها تستغرق وقتاً أطول للوصول إلى درجة حرارة التشغيل، وأشار الخبراء الألمان إلى أنه لا توجد قاعدة عامة حول مدة الإحماء والتي تختلف باختلاف درجة الحرارة الخارجية والفترة الفاصلة عن آخر مرة تم تشغيل المحرك فيها، ومن سيارة لأخرى أيضاً.
كيفية تسخين السيارة الاوتوماتيك؟
في البداية، يتم التأكد من وضع ناقل السرعات على حرف P، ثم يتم تشغيل السيارة بطريقة طبيعية مع ترك ناقل السرعة على حرف الـ P، في هذه الأثناء تكون دورات المحرك قد وصلت إلى ما يتجاوز 1500 دورة/الدقيقة بشكل تلقائي، وفي حال كانت دورات المحرك أقل من 1500 دورة يجب الضغط على دواسة الوقود بشكل خفيف إلى أن يصل المؤشر إلى مستوى 1500 دورة/الدقيقة، ثم ترك السيارة على حالها لمدة تقارب الثلاثين ثانية في حال كانت السيارة تعمل بنظام الحقن (الأنواع الحديثة) أو تركها لمدة دقيقتين في حال كانت قديمة الصنع، وبعد هذا يتم وضع ناقل الحركة على حرف الـ D مع إزالة القدم تدريجياً عن دواسة الفرامل وترك السيارة تمشي بهدوء لمدة خمس دقائق لضمان سير زيت المحرك في جميع أجزاء المحرك وناقل الحركة، ثم يمكن الاستمرار في القيادة بشكل طبيعي عند ارتفاع مؤشر درجة الحرارة إلى مستواه الطبيعي.
كيفية تسخين السيارة العادية؟
يتم وضع ناقل الحركة على الوضع الفارغ، ثم تشغيل السيارة والقيام بنفس الخطوات السابقة.
أسباب تسخين السيارة
يتم تسخين السيارة للعديد من الأسباب التي تم ذكرها، والغاية الرئيسية هي الحفاظ على أفضل ديناميكية من وقت تشغيل السيارة ولغاية الفراغ منها، لأنها وبكل بساطة تحافظ على أطول عمر افتراضي لأجزاء المحرك وناقل السرعات من مسننات وأدوات معدنية تحتاج إلى زيت بجاهزية عالية ولزوجة مناسبة.
طريقة تسخين السيارة:
يتم تسخين السيارة من خلال تشغيل المحرك والانتظار لفترة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة في حال كانت السيارة من الطرازات الحديثة، أما لو كانت من الطرازات القديمة يُفضّل تشغيل المحرك والانتظار ريثما يصعد مؤشر الحرارة إلى المستوى المطلوب، وقد تستغرق هذه العملية في فصل الشتاء حيث البرد القارس حوالي عشر دقائق.