العلوم والمعارف تتطور في كل ساعة، لذلك علينا أن نوافق هذا التطور من خلال سن القوانين والتشريعات التي تجعل المخترعات الحديثة في إطارها القانوني المنظم.
خذوا مثلاً؛ كلنا نعرف أهمية الوصية في حياة الإنسان وضرورة كتابتها، وكتابة الوصية في العادة يتجه إلى مصير الأموال والحلال، والتجارة، والمزارع، وغيرها.
واليوم أرغب في طرح فكرتين هما:
أولاً: أتمنى من الأدباء والشعراء والعلماء وأصحاب المكتبات الخاصة، أن يحددوا في وصياتهم مصير مكاتبهم بعد رحيلهم، لأنني أشعر بالحزن عندما أرى كتبهم بعد وفاتهم، في حراج الصواريخ بجُدة، أو حراج سوق الزل في الرياض.
ولقد أعجبت كثيراً بمعالي الشيخ القدير "صالح بن حميد" حين أهدى - قبل أيام - مكتبته الضخمة للجامعة الإسلامية.
ثانياً: أتمنى من أصحاب الحسابات المتوسطة والقوية في وسائل التواصل الاجتماعي، أن يحددوا مصير حساباتهم بعد موتهم، خاصةً تلك الحسابات التي تدر أرباحاً قد تكون أكثر قيمة وحجماً من العقار الذي تركه صاحب الوصية، وهناك دراسة نشرها تطبيق "فيسبوك" تقول بوفاة تقريباً ستة (6) آلاف شخص في اليوم حول العالم.
في النهاية أقول:
يا قوم؛ أرجو منكم أن تفكروا بالأمر جيداً فما من شخص منكم، إلا ولديه إما مكتبة وإما حساب على مواقع التواصل الاجتماعي.
أرجوكم؛ حددوا مصيرها لحظة كتابة وصاياكم، أما أنا فقد كتبتُ الوصية وحددت مصير مكتبتي ومآل حساباتي في "تويتر والتيك توك والسناب والإنستغرام والتليغرام"، خاصةً وأنها في مجموعها تتجاوز المليوني متابع ومحب، وقد سميت هذه الوصية #الوصية_الرقمية.