مرحلة الطفولة مرحلة صعبة ومثيرة للقلق بالنسبة للأطفال، بل إن هناك 90 بالمائة منهم يعانون من خوف واحد على الأقل؛ حيث إن عليهم تعلم مهارات جديدة، ومواجهة ظروف تبعث في قلوبهم القلق والحيرة، وعليهم التغلب على مخاوفهم، واكتشاف العالم الذي لا يكون منطقياً في عيونهم، وفي بعض الأحيان تكون هذه المخاوف والضغوطات التي يتعرض لها الأطفال تفوق قدراتهم على التحمُّل، فيصبح تدخل الكبار أمراً ضرورياً وواجباً، بالمعالجة التربوية والنفسية حيناً، أو الاستعانة بسؤال الطبيب المتخصص أحياناً أخرى. اللقاء وأستاذة علم النفس الدكتورة فاطمة الشناوي؛ للشرح والتوضيح.
مخاوف الطفل
- تشير بعض الدراسات إلى أن 90% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و14 سنة يكون لديهم خوفٌ واحد محدد على الأقل، على سبيل المثال: الخوف من الحيوانات، أو الظلام، أو الوحوش الوهمية، أو من الأشباح.
- وهذه كلها تعد من أكثر المخاوف شيوعاً بين الأطفال، إلا أن شدتها تتضاءل مع مرور الزمن، لكن بعضها يستمر فيحد من تطور الطفل وقدراته في بعض الأحيان.
- والأمر يتوقف على ردة فعل الأهل لخوف أطفالهم، هي التي تحدد إذا ما كان الطفل سيستمر ليشعر بالخوف والقلق بشكل مفرط، أو أنه سيطور أساليب التعامل مع مخاوفه وتجاوزها.
تعرَّفي إلى المزيد: أسباب خوف الطفل من الروضة
نصائح وتوصيات للتعامل مع مخاوف الأطفال
تغلبوا على مخاوفكم أولاً:
- إن الخوف المفرط لدى الأم أو الأب ينتج عنه أطفال خائفون؛ فإذا شعر أحدكما بالخوف من المرتفعات أو الكلاب أو الأشباح أو غيرها، فإن فرصة أن يكون لدى أطفالكم المخاوف ذاتها تكون كبيرة جداً.
- خوف طفلكم حقيقي، حتى لو كنتم تعتقدون أنه غير منطقي: تستطيعون التعامل مع مخاوف أطفالكم عندما تعترفون بوجودها؛ فهذا يجعل الطفل يطمئن إلى أنكم في صفه، وستقومون بدعمه ومساعدته في التغلب عليها.
ركزوا على نقاط القوة لدى أطفالكم:
- ذكروا أطفالكم بتلك المخاوف التي كانوا يشعرون بها من قبل، وكيف استطاعوا تجاوزها والتغلب عليها، أخبروهم دائماً أن لديهم من القوة ما يكفي للتحمُّل والسيطرة على أي مخاوف جديدة.
قدموا لمسة من الحنان والطمأنينة لأطفالكم:
- عندما تبدأ مشاعر الخوف عند الأطفال بالتشكل، قد لا تكون الكلمات وحدها كافية لتهدئتهم، قفوا بجانبهم أو أمسكوا بأيديهم، فإن الاتصال الجسدي مع الأطفال يشعرهم بالحماية والأمان.
تعرَّفي إلى المزيد: علامات الاكتئاب عند الأطفال
ادعموا أطفالكم وقوموا بتوجيههم لكن دون التحكم بالمواقف بأنفسكم:
الأطفال يستطيعون تعلم كيفية التعامل مع مخاوفهم إذا كان هناك من يدعمهم لمواجهتها.
بالتدريج ساعدوا أطفالكم في مواجهة مخاوفهم:
- عرِّضوا الأطفال للأمر الذي يخشون منه خطوة خطوة، وذلك لتعليمهم أنهم يستطيعون التعامل معه، فمثلاً إن كان أحد أطفالكم يخاف من الكلاب، قوموا بقراءة قصص عن الكلاب له.
- أو العبوا معه بلعبة على شكل كلب، ومن ثَم عرفوه إلى كلب صغير ولطيف لأحد أصدقائكم، ومن ثَم التربيت على كلب أكبر، وهكذا.
قوموا بأعمال تجعل أطفالكم أشخاصاً مرنين وأكثر تقبُّلاً لما حولهم:
- اقرؤوا كتباً تتحدث عن أطفال تغلبوا على مخاوف كانت تسيطر عليهم، علموهم مهارات الاسترخاء والهدوء، وشجعوهم أن يتحلَّوا بالشجاعة للقيام بأشياء جديدة على الرغم من الخوف والرهبة.
- وساعدوهم أيضاً أن يميِّزوا بين الخوف الذي يدفعهم للحذر والتريُّث، والخوف الذي لا يكون سوى عائقٍ أمامهم، حتى يستطيعوا القيام بأمور جديدة وممتعة.
طرق أخرى جديدة للتغلب على مخاوف الطفل
1- انتبهي للأعراض
- يمكن أن تختلف أعراض القلق قليلاً بين الأطفال، ولكن هناك شيئاً واحداً جديراً بالملاحظة؛ إذ عادة ما يشكون من الأعراض الجسدية للقلق أكثر من الأعراض العاطفية.
- تشمل الأعراض:
- صداع الرأس والغثيان.
- ضيق في التنفس، واهتزاز، وآلام في المعدة.
- تغيرات في الشهية أو الوزن.
- استعداد أقل لتجربة أشياء جديدة.
- نوبات الغضب وزيادة البكاء.
- تجنب الأشياء التي كانوا يستمتعون بها سابقاً.
- انخفاض القدرة على التعافي من هذه التغييرات الجديدة.
2. ساعدي طفلك على تحديد المحفز
- يمكنك مساعدة طفلك على تحديد ما يثير قلقه من خلال تشجيعه على الانفتاح حول ما يشعر به، والسؤال عن سبب شعوره؛ وإذا رفض؛ فالعبي معه دور المحقق.
- اعلمي أن طفلك قد لا يكون دائماً قادراً على تحديد سبب قلقه، حتى عندما يتمكن من ذلك .
3. اقترحي تمارين الاسترخاء
- قد تساعد تمارين الاسترخاء، مثل التنفس واليقظة، على تهدئة الطفل القلق، خاصة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 10 سنوات.
- والأطفال الأصغر سناً عليهم الاستنشاق بعمق لمدة 4 مرات، وحبس الأنفاس لمدة 4 مرات، والزفير لمدة 8 مرات.
- هذه الأنشطة يمكن أن تساعد دماغ طفلك على البقاء حاضراً ذهنياً؛ حتى لا يعيش في مخاوف أو مشاعر القلق.
4- تحققي من صحة المخاوف والقلق
من الطبيعي أن ترغبي في طمأنة طفلك، ولكن أعلمي أن هذه الطمأنينة التي تحسينها تجاه طفلك، قد تجعله يشعر وكأنك تجاهلت مخاوفه؛ لهذا تحققي من صحة ما يقول أفضل.
5. تقديم مصادر الإلهاء الإيجابية
- في بعض الأحيان، قد يكون كل ما يحتاجه طفلك هو إلهاء إيجابي لإبعاد عقله عما يجعله قلقاً، يمكن أن يكون الإلهاء أي نشاط يثير اهتمامه مثل:
- قراءة كتاب مفضل.
- خبز الحلوى المفضل، أو التلوين.
- ممارسة رياضة مثل كرة السلة.
- تجميع اللغز معك أو مع أحد أشقائك.
- ولكن تذكري أن الإلهاء ليس حلاً دائماً.
6. شجعيه على التحرك
- الأطفال الذين يمارسون تمارين رياضية معتدلة؛ مثل ركوب الدراجات وممارسة الرياضة والمشي إلى المدرسة لمدة ساعة على الأقل يومياً يعانون من قلق أقل.
- لذلك ساعدي طفلك في التغلب على هذه المشاعر من خلال المشي في الطبيعة.
- ممارسة رياضة مفضلة؛ الذهاب للسباحة، ركوب الدراجة.
7- تواصلي مع متخصص طب الأطفال
- إذا استمر طفلك في الشعور بالقلق لفترة طويلة بعد حل الموقف المجهد، أو إذا تفاقمت مخاوفه بمرور الوقت؛ فعليكِ باستشارة طبيب.
- قد يعاني من اضطراب القلق، ويشمل هذا:
- تقلبات مزاجية أو نوبات غضب، أو التشبث أو البكاء.
- أفكار سلبية ثابتة أو مقلقة.
- الانسحاب من العائلة أو الأصدقاء.
- تجنُّب الأشياء التي كانوا يستمتعون بها.
- شكاوى متكررة من آلام في المعدة أو الرأس.
- الاستيقاظ في منتصف الليل أو وجود كوابيس.
- ملاحظةمن «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.