في عمر الثلاث سنوات يصبح الطفل شخصية مختلفة؛ إذ يمر بعدد من التغيرات في تكوينه الداخلي وطريقة تفكيره، فهناك مهارات تظهر وأخرى تحتاج لتوجيهك ودعمك أيتها الأم لكي تظهر وتأخذ مكانها، يرافق هذا ضرورة اختلاف طريقة تعاملكِ مع طفلك، والهدف في النهاية ضمان حياة صحية وشخصية قوية، وقدرة على التعامل مع مختلف الظروف.. للتعرف على سبل تقوية شخصية الطفل في عمر 3 سنوات كان اللقاء والدكتورة إحسان عبد العزيز أستاذة تعديل السلوك.
إمكانات الطفل في عمر 3 سنوات
- بداية إذا تعرفت الأم على إمكانات طفلها، ومهاراته الحركية والذهنية والمعرفية.. وميوله وقدر شغفه ببعض الحاجات.. وأعطته الحب والاهتمام.. سيصبح شخصية قوية.
- طفل الـ3 سنوات أكثر استقلالية وقوة ورغبة في فرض السيطرة، إلى جانب تمتعه بفضول ونوع من الشغف الكبير في معرفة تفاصيل كل شيء يدور حوله.
- تنتابه نوبات غضب كثيرة في حالة رفضك أو عدم فهمك لرغباته؛ لا يشعر وقتها إلا بالرفض، ورد فعله الصريح هذا ما هو إلا محاولة منه لإثبات ذاته.
شاركي طفلك خياله.. وصدِّقيه
- يبدأ الخيال الواسع للطفل في الظهور؛ يتخيل أشياء ويراها ويتعامل معها على أنها واقع ملموس، ويتوقع منكِ التعامل بالطريقة نفسها.
- طفلك لا يتفهم في هذه المرحلة العمرية مفهوم الصدق والكذب، فهو صريح للغاية ويصدق الخيال الذي يتكلم به.. يعتبره صدقاً رغم عدم وجوده.
- يتميز في هذه المرحلة العمرية بالفضول، وكلمته المفضلة السائدة في هذا العمر (لماذا؟)، ورد فعلك تجاه تساؤلاته سيكون له دور كبير في تكوين شخصيته.
تعرّفي إلى المزيد: 10 خطوات تعلمين بها طفلك التعاون وعدم الأنانية
كوني صديقة لطفلك
- من أهم مبادئ التواصل في هذا العمر مع طفلك هو الاستماع الجيد لما يقوله، والصبر إلى أن ينتهي من حديثه تماماً لتفهمي مراده وما يهدف إليه.
- لا تنشغلي عن طفلك ولا تتوتري أمام فعل خاطئ يصدر منه، وهذا خطأ كبير.. لا تفعليه، انتظري لتهدئي واستمعي لطفلك.
- الفضول غريزة، وتظهر بوضوح لدى الطفل في عمر3 سنوات، والأم الذكية منْ تُشبع فضول أطفالها، وتشجعهم أكثر على السؤال والتفكير في كل ما يدور .
- وهذه طريقة لتربية أطفال أذكياء ومستقلين ولديهم مستقبل مبهر، وإن لم تكوني مستعدة للرد.. اذهبي للبحث وجاوبيه في الوقت المناسب.
- لا تستخفي بكلامه، وصدقيه وإن اتسع خياله واختلط بالواقع، حيث إنه أمر محبط للغاية للطفل، ويؤدي لنتائج سلبية كثيرة، أهمها قلة الثقة بالنفس والإحباط.
خذي كلام طفلك بمحمل الجد
- لا تعاقبي طفلك بعنف، وإلا لن يملك القدرة على التعبير عن مشاعره وأحلامه مرة ثانية أمامك، خذي حديث طفلك على محمل الجد، في هذا العمر لا يعلم الطفل معنى الخداع أو الكذب.
- الطفل في هذا العمر لديه استعداد كبير لمعرفة القواعد في كل شيء والالتزام بها، لذا يجب التركيز في هذه المرحلة على وضع أسس الآداب العامة..وإن أخطأ تفهمي وتحلي بالهدوء.
- مثل..آداب الطعام واللعب مع الأصدقاء، والتعامل وقت زيارة الأقارب، وفي حالة عدم التزام طفلك بعض الأوقات فالحل هو الصبر وليس التعنيف.
- تعرّفي إلى المزيد: فوائد ذهاب الطفل للحضانة كثيرة ومفيدة.. هل تعرفينها؟
تقوية شخصية الطفل في عمر 3 سنوات
- هي عملية معقدة ومتشابكة، لها مراحل تبدأ منذ الولادة وحتى سن البلوغ؛ وعطفك ورعايتك واهتمامك واحتواؤك لطفلك منذ الولادة.. يظهره بشخصية قوية واضحة.
- وجدان الطفل وانطباعاته تتشكل في عقله الباطن، الأشبه بالإسفنجية التي تمتص كل شيء يدور من حوله.. وتنعكس على تصرفاته وردود أفعاله.
- مرحلة النطق والحركة بعد إتمامه عامه الثاني، تعد مرحلة تعبيرية لتفريغ كل ما يشعر به، ومعها يكتسب السلوكيات السوية المساهمة في تقوية شخصيته.. فاهتمي بسماعه وانقلي له مفردات جديدة.
- تقوية شخصية الطفل مرتبطة بطريقة تربية الوالدين، وبالتالي أصول الشخصية القوية عند الطفل يدعمها الوالدان، بسلوكياتهم السوية أثناء التعامل مع الطفل منذ الولادة.
- أعطي طفلك مساحة للتصرف.. في الأمور البسيطة خلال عامة الثالث، اتركيه يعتمد على نفسه في بعض الأمور التي يستطيع توليها بنفسه، كتناول الطعام بمفرده.
- كذلك امنحيه خيارات متنوعة لاختيار طعامه أو اختيار ألوان ملابسه وهكذا؛ إذ يعد تخيير الطفل في هذه السن مرحله تحضيرية للاختيارات الكبرى في حياته.
- اجعلي ثناءك الدائم على أفعاله، وليس عليه هو بشكل مباشر، وتأكدي أن سنه الصغيرة لا تمنع إحساسه بالمجاملات غير الصادقة.
- امتنعي عن مقارنة طفلك بالآخرين، فهو أمر مؤلم وقاتل لثقة الطفل بنفسه، لذا امتنعي عن ذلك وشجعي إنجازاته الخاصة من دون المقارنات نهائياً.
- تجنبي السخرية أو مناداة طفلك بألقاب لا يحبها ولو على سيل المزاح، فهذا يضعف من شخصيته، وسيكون أكثر عرضة للتنمر عند الاختلاط بالآخرين في المستقبل.
كوني مثالاً جيداً لطفلك
- طوِّري من قدراته العقلية والحركية بصفة مستمرة، واجعليه يتحمل المسؤولية عن طريق مشاركته في الأعمال المنزلية.
- تأكدي وكوني على ثقة بان وضع القواعد المنزلية والحياتية، يساعد على تقوية شخصية الطفل.
- لا تتوقعي من طفلك القيام بالسلوك الصحيح دون تعليمه قواعده، وأخبريه بالتجربة عن كل قاعدة بالمنزل وخارج المنزل بأسلوب بسيط.
- اشرحي لطفلك خطورة القيام بسلوك خاطئ، فربما لن يقتنع إلا إذا مارسه بنفسه، وراقبيه لو أخبرته بعدم الاقتراب من الشمعة أو الكوب الساخن مثلاً.
- عندما يتصرف طفلك بطريقة لا تحبينها، عالجي سلوكه بحكمة وتحدثي معه بهدوء عن خطورة ما قام به.
- يحتاج طفلك في هذه المرحلة العمرية إلى منْ يستمع إليه، ويفهم مخاوفه، ويقدر احتياجاته، حتى لو لم تتمكني من تلبية جميع ما يطلب.
- امنحي طفلك فرصة التوصل إلى اقتراحات للتعامل مع المشكلات، واشرحي له عواقب كل تصرف، وخذي برأيه لو كان صواباً..كل هذا بأسلوب ومفردات تتناسب وعمره.
- حافظي على روتين يومي ثابت مع طفلك، مثل التوجه إلى السرير في ميعاد محدد، أو الأكل وفقاً لمواعيد ثابتة؛ كي تعوديه على النظام والالتزام.
تعرّفي إلى المزيد: أسباب خوف الطفل من الأشخاص