فجأة.. ومن دون سابق إنذار، قد يقتحم حياة أي امرأة زائر ثقيل كمرض سرطان الثدي، ووحدهن المسلحات بالأمل والإرادة والعزيمة قادرات على الخروج منتصرات من معركته. وقد كشفت شقيقتان تم تشخيص إصابتهما بسرطان الثدي في غضون ستة أسابيع من بعضهما البعض، وتحدثت الشقيقتان عن كيفية عملهما معاً للتغلب على المرض، معتبرتان أن ما بين الإصابة بالسرطان حتى الشفاء رحلة اختارتهما ولم يخترنها.. لكنهما اختارتا العيش بإيجابية للتغلب والانتصار على المرض الخبيث.
بداية الرحلة
وفقاً لموقع Daily Mail، تلقت "آيسلينغ" 50 عاماً، و"مارغريت كننغهام"، 46 عاماً، كلاهما أمهات، من بريزبين، أستراليا، الأخبار المذهلة في أغسطس، 2020. اكتشفت "مارغريت" الأمر في بدايته عندما لاحظت وهي واقفة أمام المرآة أن أحد ثدييها يبدو مختلفاً كثيراً عن الآخر لأول مرة في حياتها. قابلت طبيبها على الفور، وكشفت الفحوصات لاحقاً أنها مصابة بسرطان الثدي الفصيصي، وهو نوع من سرطان الثدي الإيجابي للهرمونات والذي يبدأ في الغدد اللبنية. بدأت "مارغريت" رحلة العلاج على الفور وحذرت عائلتها على وجه السرعة، بمن في ذلك والدتها وشقيقتاها، لإجراء فحص للسرطان. وبإجراء الفحوصات، تم تشخيص "آيسلينغ" هي الأخرى إصابتها بنوع مختلف من سرطان الثدي يُعرف باسم سرطان الأقنية الغازية، وهو النوع الأكثر شيوعاً. فأصبحت الأختان مصابتين بالمرض اللعين، والتحقت "آيسلينغ" بأختها في قطار رحلة العلاج. قالت "آيسلينغ": "عندما كانت مارغريت تقوم بعلاجها الكيميائي كنت أُجري عملية جراحية وعندما كنت أقوم بعلاجي الكيميائي خضعت هي لعملية جراحية. لذلك تمكنا من أن نكون هناك من أجل بعضنا البعض وأن نكون هناك من أجل أطفالنا".
ازدياد الأمور تعقيداً
لم يسر الأمر بسهولة تقتصر على تلقي العلاج فحسب، بل كانت هناك تعقيدات منذ ذلك الحين. فقد استبدلت "مارغريت" كلا مفصل الورك، بعد أن أصبحا ضعيفين في عام 2021 وانهارا في النهاية بعد العلاج الكيميائي المكثف. بدأ ألم وركها أثناء العلاج الكيماوي، لكنها تجاهلت ذلك على افتراض أنه جزء من ألم السرطان الطبيعي، حيث إن كل شيء يؤلمها. ولكن عندما أصبح الألم لا يُطاق، ذهبت لإجراء فحص بالأشعة، الذي تبين إصابتها بالنخر اللاوعائي، لكنها شعرت بارتياح شديد لأنه كان شيئاً آخر وليس سرطاناً. فقد أدت المشكلة الطبية الجديدة إلى عدم وصول الدم إلى الوركين بشكل صحيح، مما أدى إلى ضعفهما. بحلول شهر سبتمبر، انهار الورك الأيسر وحُجزت "مارغريت" لاستبدال كامل. "مارغريت" الآن في تحسن لكنها تعترف بإجراء عمليتين جراحيتين أخريين بعد فترة وجيزة من السرطان كان صعباً. حاول أطباؤها تأجيل البدائل عن طريق إعطائها أدوية تقوية العظام ولكن بلا فائدة.
انتهاء رحلة الألم بالأمل
الآن تعمل "مارغريت" الأم لابنٍ واحد، على إعادة قوتها ولياقتها إلى المسار الصحيح. قالت: "لا يدرك معظم الناس أننا نفقد الكثير من قوة ذراعنا أثناء استئصال الثدي المزدوج، خاصةً عندما يأخذون الكثير من العقد الليمفاوية. لذلك أنا أمارس اليوجا لأول مرة في حياتي وأنا أحبها" وتتطلع الأختان إلى قضاء الكريسماس الأول بدون مضاعفات طبية منذ تشخيصهن لأول مرة. كما أنهما متحمستان للكشف عن أن علامتهما التجارية قد انتقلت من قوة إلى قوة. قالت "آيسلينغ": "تمكنت مارغريت من ترك وظيفتها منذ 14 عاماً، ونحن نعمل الآن في هذا المجال بدوام كامل". وأضافت: "نقوم بجميع أعمالنا من المنزل، ونحن في تطور. لقد مررنا بالسرطان وفهمنا الآثار الجانبية ويمكننا أن نتحمل فترة الراحة إذا احتاج الآخر إلى استراحة".