على مسرح قرطاج ضمن فعاليات
معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، أقيمت ندوة تروي الرحلة الملهمة لـلدكتور صالح الهذلول، أحد رواد العمارة السعودية، تحدث فيها عن دراسته وبداياته الصعبة وعن علاقته بالعمارة والتي لخصها جميعها في كتابه "تيسّرت" والذي جاء في 400 صفحة تضمنت تفاصيل سيرته الذاتية وحياته بدءًا من الطفولة والمراحل التعليمية وصولًا إلى منصب وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن ثم تقاعده منه.
الندوة حاورته فيها المدير التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم
الدكتورة سمية السليمان، وتطرقت إلى إنجازات ومناصب وإسهامات صالح الهذلول في رسم ملامح العمران الحديث في السعودية .
كتاب "تيسّرت"
وخلال الندوة، أرجع الهذلول تسمية كتابه "تيسّرت" إلى مصادفة قراءته آية تيسير المعسر في سورة "الشرح" في وقت كان يواجه فيه العسر في كتابة سيرته وتوقفه ثم معاودة الكتابة مرة أخرى، ليقرر حينها تسمية الكتاب "فإن مع العسر يسرًا" إلى أنه شعر أن العنوان طويل فقرر اختصاره إلى كلمة واحدة تجذب للقراء فكانت "تيسّرت".
الدراسة الجامعية
وعن مرحلة الدراسة الجامعية تحدث د.الهذلول بإسهاب قائلًا: "أنهيت المرحلة الثانوية في عام 67 وكنت متحمسًا كثيرًا للتعليم، وكنت من ضمن الأفضل بين مجموعة الطلاب وكان أساتذة الرسم أعطوني اهتمامًا خاصًا وهذا قادني إلى التخصص في مجال العمران والهندسة والبناء، وفي السنة الرابعة كان مدرس التصميم، وعندها كنا ثمانية طلاب وانقسمنا إلى مجموعتين ويبدو أنني وزملائي في المجموعة لم نجذب اهتمامه فالمجموعة الثانية قدموا أفكارًا أفضل ولديهم مهارات أقوى، فجذبوا اهتمامه وبات يجلس مع المجموعة لساعات طويلة، وعندما انتهى الفصل الأول نالت المجموعة الأخرى درجة A وبينما نلنا أنا وزميل لي درجة C ، وزميلين آخرين درجة D، وفي الفصل الثاني كان الأستاذ نفسه يدرسنا التصميم وأعطانا مهمة تصميم مركز حكومي وأنا كنت في مرحلة ليست سهلة حيث أنه أصبح لدي ابنتين وكانت زوجتي على وشك ولادة ابني علي، وعملت على التصميم بمساعدة زوجتي وزوجة أخي باستخدام قطع حلوى، فنظر إلى تصميمي وقال لي : هذا يصلح كسجن. وطبعًا نحن كطلاب اعتدنا على الاستهزاء بنا ، لكنني لم أتأثر، ثم قلت له: أنا واحد من الطلاب والجامعة اختارتك أستاذًا لنا جميعًا وليس لأولئك الطلاب فقط، ولكن أنا فخور أنني أخذت درجة C ، فقال: كيف ذلك؟ قلت له: لأنك تجلس مع الطلاب الآخرين لمدة أطول فهذا نتاج جهودك، ولو أعطيتني نصف ساعة مرة في الأسبوع لكنت تفوقت عليهم."
المرأة في المجتمع السعودي
ومن المواضيع المهمة التي تطرق لها الهذلول في حديثه موضوع وضع المرأة في المجتمع السعودي وكيف أنها اليوم تستعيد الدور المهم والحيوي الذي كانت تقوم به في المراحل الزمنية السابقة لمرحلة التشدد فقال: "كل مجتمع وكل فترة لها مزاياها، فقبل كان هناك تكافل وتعاون وترابط، والمدن لم تكن بهذا الحجم، أرى أن وضعنا اليوم هو مثل وضعنا في السبعينيات الهجرية، ثم تشددنا وتأزمت الأمور لدرجة أنني لم أكن أستطيع الذهاب مع زوجتي إلى السوق، فيطلبون مني أن أثبت أنها زوجتي. عندما كنت في مرحلة الطفولة، أذكر أن الناس كانوا يذهبون للعمل في الحقل ووقت الحصاد تأتي النساء والرجال مع بعضهم، ويسير كل رجل وامرأة (زوجًا وزوجة، أو أخًا وأختًا) ويتسابقان على الحصاد، وكانت النساء متغطيات والوضع طبيعي. "وختم بالقول: "لله الحمد الآن فرجت وعدنا مجتمعًا طبيعيًا مثل كل المجتمعات."