ضمن سلسلة الندوات التي قدمها معرض الرياض الدولي للكتاب في برنامجه الثقافي، عقدت ندوة حوارية؛ ضمت نخبة من كبار الكتاب الروائيين في العالم العربي، هم: الكاتب والروائي العراقي الدكتور شاكر نوري، والكاتب والروائي التونسي د. حسونة المصباحي، والكاتب والروائي السعودي عواض شاهر العصيمي، بالإضافة إلى الكاتب والشاعر السعودي محمد عابس الذي أدار الندوة، التي حملت عنوان "أيها الروائي: هل عبرت الرواية عما أردت قوله؟"، وناقشت تأثير شخصية الكاتب وقناعاته وتوجهاته على مسار الرواية، وأهمية مراعاة الفضاءات المكانية والزمانية لإنتاج رواية ناجحة. وتناولت الندوة تأثير الأدب الغربي على الكتّاب العرب، كما طرحت بعض الأسئلة حول تقاطع الشعر مع الرواية.
وفي حديث خاص لـ"سيدتي. نت"، ثمّن د. شاكر نوري مشاركته في هذه الندوة قائلاً: "ندوة جميلة وعميقة جداً؛ لأنها تطرح سؤالاً جوهرياً على الروائي؛ عما إذا استطاع من خلال روايته التعبير عما كان يجول في نفسه، وقد استعرض كل روائي منا رواياته؛ ليطلع الجمهور عليها، ويعرف أن المواضيع التي طرحناها في هذه الروايات هي في الحقيقة جزء من العالم الذي أردنا التعبير عنه، وبالنسبة لي الرواية هي الفن المناسب لي؛ لأنه فن مركب ومعقد، وهو الفن الوحيد الذي يمكن أن يعبر عن أفكاري وأفكار البلد الذي أنتمي إليه".
المصباحي أكد أنه يتابع الرواية السعودية باهتمام، مشيراً إلى انعكاسات تقدم المملكة على الأعمال الروائية فيها، وقال: "أعتبر أن السعودية اليوم نقطة ضوء في العالم العربي، وأنا أتابع كل التطورات الحاصلة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وأعتقد أن ذلك مهم جداً، وستكون له انعكاسات عظيمة على كل المنطقة وليس فقط على المملكة العربية السعودية".
وتحدث العصيمي، الذي له إصدارات في الشعر الشعبي الحديث، ولديه إصدارات روائية وقصصية عدة، عن النقاط المشتركة بين الشاعر والروائي، وكيف تتقاطع طرق التعبير بينهما حول المواضيع المؤثرة، مثل الغربة وغيرها، وقال: "أعتقد أن المشترك بين الشاعر والإنسان هو الشعور بالغربة، والمبدع في رواية المجتمع هو في الواقع غريب، وإذا ما أراد أن يكتب رواية أو شعراً مثلاً؛ فهو ينطلق من هذا الشعور، حتى الكائنات التي يخترعها هي كائنات غير مستقرة ومضطربة؛ تشعر بالتمزق وأنها مجبرة على الكتمان، ولا تستطيع التعبير عن ذاتها بالطريقة السوية، لذلك هناك غربة عند المبدع وعند الشخصيات، وهذا موجود بقوة في الأدب العربي، ويتقاطع أيضاً مع الأدب العالمي".
الروايات.. فن التعبير عن الأفكار
وفي حديث خاص لـ"سيدتي. نت"، ثمّن د. شاكر نوري مشاركته في هذه الندوة قائلاً: "ندوة جميلة وعميقة جداً؛ لأنها تطرح سؤالاً جوهرياً على الروائي؛ عما إذا استطاع من خلال روايته التعبير عما كان يجول في نفسه، وقد استعرض كل روائي منا رواياته؛ ليطلع الجمهور عليها، ويعرف أن المواضيع التي طرحناها في هذه الروايات هي في الحقيقة جزء من العالم الذي أردنا التعبير عنه، وبالنسبة لي الرواية هي الفن المناسب لي؛ لأنه فن مركب ومعقد، وهو الفن الوحيد الذي يمكن أن يعبر عن أفكاري وأفكار البلد الذي أنتمي إليه".
الرواية السعودية
د. نوري ألقى الضوء على تطور الرواية السعودية، وتأثرها بالانفتاح الحاصل في المملكة، قائلاً: "الرواية السعودية تطورت كثيراً، وتقدمت إلى مراحل عظيمة في التعبير واللغة والتقنية وكل جوانب فن الرواية، ونذكر العديد من الكتاب الذين حصلوا على جوائز كبرى في العالم العربي، وعبروا عن الواقع السعودي الذي كنا نجهله، الانفتاح الموجود اليوم في المملكة له تأثير كبير على الرواية السعودية، وقد جعلها تنفتح على العالم العربي وعلى العالم، وهذا رأيناه في معرض الكتاب هذه السنة، حيث إن كل الخيارات مفتوحة أمام القراء، وليس هناك تمييز أو انغلاق على أي موضوع من المواضيع، وهناك دعوة لنخبة من الكتاب هذا العام من مختلف أنحاء العالم، مما يفرح القلب والجمهور".مراحل الرواية
من جهته، تحدث الكاتب والروائي التونسي د. حسونة المصباحي عن الرسالة التي أراد إيصالها من خلال مشاركته في الجلسة، وقال: "عبر المراحل التي كتبت فيها الرواية، أستطيع أن أقول إنني عبرت في الرواية عمّا أردت قوله، وعن كل التجارب التي عشتها بشكل جميل وفني"، وأضاف: "في رواياتي وفي قصصي أحرص دائماً على أن أعبر عن المرحلة التي أعيشها، ففي روايتي الأخيرة مثلاً تحدثت بصراحة عن المآسي التي تعيشها تونس".المصباحي أكد أنه يتابع الرواية السعودية باهتمام، مشيراً إلى انعكاسات تقدم المملكة على الأعمال الروائية فيها، وقال: "أعتبر أن السعودية اليوم نقطة ضوء في العالم العربي، وأنا أتابع كل التطورات الحاصلة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وأعتقد أن ذلك مهم جداً، وستكون له انعكاسات عظيمة على كل المنطقة وليس فقط على المملكة العربية السعودية".
شخصية الكاتب
أما عواض شاهر العصيمي، فقد استشهد بعبارة للكاتب الإيطالي "أنطونيو تابوكي"، قال فيها: "نحن الكتاب نضع لمساتنا على الشخصيات التي نبتدعها"؛ للدلالة على مدى تأثير شخصية الكاتب في كتاباته.وتحدث العصيمي، الذي له إصدارات في الشعر الشعبي الحديث، ولديه إصدارات روائية وقصصية عدة، عن النقاط المشتركة بين الشاعر والروائي، وكيف تتقاطع طرق التعبير بينهما حول المواضيع المؤثرة، مثل الغربة وغيرها، وقال: "أعتقد أن المشترك بين الشاعر والإنسان هو الشعور بالغربة، والمبدع في رواية المجتمع هو في الواقع غريب، وإذا ما أراد أن يكتب رواية أو شعراً مثلاً؛ فهو ينطلق من هذا الشعور، حتى الكائنات التي يخترعها هي كائنات غير مستقرة ومضطربة؛ تشعر بالتمزق وأنها مجبرة على الكتمان، ولا تستطيع التعبير عن ذاتها بالطريقة السوية، لذلك هناك غربة عند المبدع وعند الشخصيات، وهذا موجود بقوة في الأدب العربي، ويتقاطع أيضاً مع الأدب العالمي".