أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، أن المركبة الفضائية التابعة لها التي اصطدمت عمدا بكويكب الشهر الماضي، نجحت في دفع القمر الصخري من مساره الطبيعي إلى مدار أسرع، وهي المرة الأولى التي تغير فيها البشرية حركة جرم سماوي.
وبحسب ما ذكرته وكالة "رويترز"، فإن المهمة الهائلة البالغة 330 مليون دولار، والتي استغرق تطويرها سبع سنوات، تمثل أول اختبار في العالم لنظام دفاع كوكبي مصمم لمنع اصطدام نيزكي محتمل مع الأرض.
وأكدت نتائج ملاحظات التلسكوب التي تم الكشف عنها في إفادة إخبارية لوكالة ناسا في واشنطن أن الرحلة التجريبية الانتحارية للمركبة الفضائية DART في 26 سبتمبر قد حققت هدفها الأساسي، وهو تغيير اتجاه الكويكب من خلال القوة الحركية المطلقة.
وقال علماء ناسا إن القياسات الفلكية خلال الأسبوعين الماضيين أظهرت أن الكويكب المستهدف اصطدم بالقرب من الكويكب الأكبر الذي يدور حوله، وأن الفترة المدارية تم اختصارها بـ 32 دقيقة.
وأوضح بيل نيلسون، رئيس ناسا، للصحفيين في إعلان النتائج "هذه لحظة فاصلة بالنسبة للدفاع الكوكبي ولحظة فاصلة للبشرية.. شعرت وكأنها حبكة فيلم، لكن هذه لم تكن هوليود".
وتم رصد تأثير الشهر الماضي، على بعد 6.8 مليون ميل (10.9 مليون كيلومتر) من الأرض، في الوقت الفعلي من مركز عمليات البعثة في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز (APL) في لوريل، ماريلاند، حيث تم تصميم المركبة الفضائية وصنعها لوكالة ناسا.
وكان الهدف السماوي لـ DART هو كويكب على شكل بيضة يُدعى Dimorphos، بحجم ملعب كرة قدم تقريبًا، كان يدور حول كويكب أكبر بحوالي خمس مرات يسمى Didymos مرة واحدة كل 11 ساعة و55 دقيقة.
واختتمت الرحلة التجريبية بمركبة التصادم DART، التي لا يزيد حجمها على حجم الثلاجة، حيث اصطدمت مباشرة بـ Dimorphos بسرعة 14000 ميل في الساعة (22.531 كم/ ساعة).
وتُظهر مقارنة قياسات ما قبل التأثير وبعده لزوج Dimorphos-Didymos حيث تبين أن الفترة المدارية قد تم تقصيرها إلى 11 ساعة و23 دقيقة، مع اصطدام الجسم الأصغر بعشرات الأمتار بالقرب من الجسم الأكبر.
وقالت لوري جليز، مديرة قسم علوم الكواكب في ناسا، إن النتيجة "أظهرت أننا قادرون على تحويل كويكب خطير محتمل بهذا الحجم" إذا تم اكتشافه بشكل جيد بما فيه الكفاية.. المفتاح هو الكشف المبكر".
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر