بحضور أكثر من 200 شخص، نظمت هيئة الأزياء أمسية خاصة بها للإعلان عن إستراتيجيتها الجديدة وذلك في مساحة ملتقى المدينة التابعة لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك" في مدينة الرياض. اللقاء ضم الفاعلين والمهتمين من القطاعين العام والخاص، وضيوف شرف من الشخصيات الرفيعة المستوى وتخللته كلمات للمسؤولين في الهيئة شرحوا فيها طموحات الهيئة في ما يتعلق بتمكين المواهب المحلية في قطاع الأزياء وبناء شراكات فريدة مع العلامات التجارية المحلية والدولية والمؤسسات التعليمية لزيادة تطوير القطاع.
أهداف الاستراتيجية
تهدف استراتيجية هيئة الأزياء إلى دعم مجتمع الأزياء في جميع المراحل، بدءاً بالتصميم وحتى الإنتاج والتطوير وإدارة دورة حياة المنتج. ويتمحور تركيز الاستراتيجية حول سبعة ركائز رئيسية مستقاة من سلسلة القيمة الخاصة بقطاع الأزياء،وهي التعليم والإبداع ، وتطوير المنتجات والتصنيع وسلسلة الإمداد ، والتجزئة ، ,الاستدامة والسرد ورواية القصص والفعاليات وممكنات القطاع .وقد حققت هيئة الأزياء منجزات في عددٍ من المبادرات بمجاليّ التعليم والتطوير المهني، والتي نفّذت عبر مؤتمر مستقبل الأزياء السنوي، وعززت على مر الأشهر الماضية مكانة قطاع الأزياء السعودي على المسرح الدولي، ويتجسد ذلك في المصممين السعوديين المشاركين ببرنامج (100 براند سعودي) الذين عرضت أعمالهم كجزء من أسبوع نيويورك للأزياء، وأسبوع ميلان للأزياء.وضع حجر الأساس لاستديو تصوير المنتجات
الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها، تضمنت إطلاق استوديو تطوير منتجات تابع لهيئة الأزياء، تم وصفه بأنه مركزاً للتميز يحظى فيه المصممون والطلبة بالدعم وإمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من التقنيات والأدوات.وقد وضع كل من الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، الأستاذ بوراك شاكماك، والرئيس التنفيذي لمدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، الأستاذ ديفيد هنري، حجر الأساس لهذا الأستوديو خلال المناسبة.
الاستوديو الذي تبلغ مساحته 1000 متر مربع سيعمل على تعزيز مستوى الخبرات من خلال توفير أحدث المعدات والأجهزة المتقدمة مثل آلات الحياكة ثلاثية الأبعاد، وآلات القص باستخدام الليزر، وماكينات تخييط الجلود، والخياطة الصناعية، والطابعات الرقمية للأنسجة، وكذلك طابعة "فورملاب" ثلاثية الأبعاد، وآلة لختم المعادن وغيرها من الآلات والأدوات في منطقة تطوير المجوهرات. وسوف يتاح استخدام الاستوديو للمصممين التابعين للبرنامج التوجيهي (100 براند سعودي)، والذي يستهدف العلامات التجارية السعودية التي تتطلع إلى الارتقاء بأعمالها إلى مستوى أعلى.
الأميرة ريما بنت بندر:احتواء المواهب المحلية
الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، عضو مجلس إدارة هيئة الأزياء، تحدثت، في كلمة مصورة بثت على شاشات القاعة، عن التطور الهائل الذي شهده قطاع الأزياء في المملكة وتمكنه من جذب واحتواء المواهب المحلية المبدعة والتي كانت موجودة دومًا لكنها كانت تحتاج إلى الفرص.وتقدمت الأميرة التهاني لهيئة الأزياء وقطاع الأزياء السعودي بهذه المناسبة، قائلة: "أثبت الجيل الجديد من مصممي الأزياء تميزهم بهذه التصميمات المبتكرة والساحرة. وقد تجلت طاقاتهم الإبداعية ومواهبهم في أعمالهم الرائعة، وأتطلع لإنجازاتهم القادمة بكل فخر"، مضيفة: "إن تقدم أكثر من 1300 فرد للمشاركة في برنامج (100 براند سعودي) يعطي مؤشراً واضحاً على إمكانيات القطاع ومستقبله الواعد، وفي ظل انفتاح المملكة على العالم، لا شك بأن مجال الأزياء سيساعدنا على سرد قصة التحول الهائل الذي أحدثته رؤية 2030".
بوراك شاكماك: إنجازات قطاع الأزياء السعودي
بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، تحدث عن دور الهيئة كواحدة من 11 لجنة ثقافية تم إنشاؤها من قبل وزارة الثقافة لتعزيز النمو في مجالات محددة، وذلك كجزء من رؤية السعودية 2030 ، وسلط شاكماك الضوء على إنجازات وقيمة مبادرات هيئة الأزياء والتزامها بدعم المبدعين المحليين على المديين القريب والبعيد، وقال: "قطاع الأزياء هو جزء تنموي أساسي ضمن رؤية 2030 وهناك إمكانات هائلة سنقوم بالاستفادة منها لتحقيق النمو." وأضاف: " القطاع يحتضن الكثير من الفرص التي ستساهم في تعزيز مسيرة التنمية على الصعيدين المحلي والعالمي، ولا شك بأن النخبة الحاضرة من القطاعين العام والخاص تساهم بشكل كبير في تحويل المملكة إلى مركز أزياء عالمي، فقد حقق قطاع الأزياء السعودي تقدماً مذهلاً على مدى العامين الماضيين تضمن إطلاق برنامج (100 براند سعودي) كبرنامج توجيهي لعامٍ كامل، وفعالية مستقبل الأزياء السنوية، وبرنامج سمو لقياديات الأزياء، وغيرها من المبادرات التي ساهمت في إتاحة الفرص للمواهب المحلية".
واعتبر الرئيس التنفيذي للهيئة أن "بناء استوديو لتطوير المنتجات في الرياض خطوة كبيرة إلى الأمام نحو جعل السعودية مركزًا مزدهرًا للأزياء فهو سيحسن حياة المبدعين المحليين، ويزودهم بالدعم والموارد المناسبة ".
توقيع أربع مذكرات تفاهم
خلال المناسبة، وقعت هيئة الأزياء أربع مذكرات تفاهم تهدف إلى دفعة عجلة التنمية في القطاع.، الأولى كانت مع شركة مكاتفة وهي مؤسسة تهدف إلى بناء التعاون بين القطاعين الخاص والعام والثالث، بهدف تحقيق حلول لتشكيل وتنمية اقتصاد سعودي أفضل، وتهدف مذكرة التفاهم بين الطرفين إلى دعم وتفعيل مشاركة القطاع الخاص في البرامج والفعاليات والتقارير الرئيسية لقطاع الموضة.أما الثانية فقد جاءت مع مجموعة كمال عثمان جمجوم وهي مجموعة مالكة لعلامات تجارية رائدة ومستقلة، فضلاً عن كونها شريكًا موثوقًا لوكالات عالمية وستساعد مذكرة التفاهم العلامات التجارية المحلية على بناء نماذج أعمال ناجحة وعرضها أمام العلامات التي تعتمد المواد المستدامة، وزيادة المواهب المحلية في المناصب القيادية.الثالثة كانت مع شركة لازوردي L’azurde، أكبر مصمم ومصنع وموزع للذهب والمجوهرات في الشرق الأوسط ؛ وتهدف لدعم توسع شركات المجوهرات المحلية ومساعدتها على الوصول إلى أسواق الجديدة، فيما جاءت مذكرة التفاهم الرابعة مع شركة صلة وهي شركة رائدة في قطاعات الترفيه والرياضة والثقافة والسياحة، تهتم بالمواهب المحلية، وتربط الناس بالعلامات التجارية الشهيرة، وتساهم في تحقيق التطلعات الوطنية من أجل نوعية حياة أفضل ؛ وستدعم مذكرة التفاهم المصممين ضمن برنامج (100 براند سعودي) عبر توفير مساحات للبيع بالتجزئة في شهر رمضان المبارك، والمشاركة في فعاليات رئيسية أخرى.
ركائز الاستراتيجية الأساسية
مدير عام الاستراتيجية والتطوير في هيئة الأزياء، عمار بوقري قال: "عندما نسمع كلمة أزياء يتجه عقلنا دومًا إلى عروض الأزياء، وفي الحقيقة أن الأزياء هي ليست فقط ما نرتديه، الأزياء ترتبط بالتراث والاقتصاد والبيئة وغير ذلك، واليوم سأتحدث عن النظرة العالمية للأزياء مقابل النظرة المحلية للأزياء والفرص التي تقدمها لنا، ومن الأمور التي علينا أخذها بعين الاعتبار أن قطاع الأزياء يعتبر واحد من أكثر الصناعات المسببة للتلوث، وهي تكلف بيئتنا ما يقارب 100 مليار دولار من المواد الاستهلاكية التي تهدر كل سنة." وأضاف: "أهمية استراتيجيتنا تضم 7 ركائز أساسية تمثل سلسلة القيمة، وهي التعليم والإبداع، وتطوير المنتجات، والتصنيع والانتاج، والتجزئة، والاستدامة، والفعاليات والأحداث، وممكنات القطاع، وقد قامت هيئة الأزياء بـ 14 مبادرة حول هذه الركائز." وأضاف: "قطاع الأزياء في المملكة مزدهر ونام لأن فيه الكثير من المصممين والمصممات المبدعين، والمملكة تحتوي على عناصر شابة وممكنة بالتقنية ومطلعة على ما يحدث في العالم، لذلك تتحدث هيئة الأزياء اليوم عن فرص التعاون مع القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع الثالث لتمكين مجال الأزياء تحت رؤية المملكة 2030."
هيئة الأزياء والرؤية الملهمة
من جهتها قالت دنى السياري، مديرة الاستراتيجية: "قطاع الأزياء يقدم منتجات وتصاميم ترمز للتراث، لكنه عمل يتضمن نطاقات متعددة، وأهداف الهيئة تندرج تحت الرؤية القيادية الملهمة التي تسعى لتمكين هذا القطاع وجعله قطاعًا مستدامًا شاملًا ومتكاملًا، ومتابعة القطاع بكافة مراحله بدءًا من المراحل التعليمية وصولًا إلى المشاركات الدولية والشراكات والاستثمارات الكبرى."
حراك ثقافي
عبد الرحمن العابد، مؤسس علامة قرمز، قال في تصريح خاص لـ "سيدتي": "نتطلع دومًا للمزيد وننظر للمستقبل بحماس، ونشعر بالفخر لأن نكون جزءًا من هذا الحراك الثقافي لخدمة هذا البلد، وأن نكون جزءًا من تجربة اليوم، تجربة رفعة قطاع الأزياء، وان شاء الله نستمر بهذه النهضة ونحقق المزيد والمزيد من النجاحات."الوصول للعالمية
لؤي نسيم رئيس جمعية الأزياء ومؤسس براند لومار، اعتبر أن: "مبادرة 100 براند سعودي هدفت من خلاله هيئة الأزياء، إلى دعم تأسيس علامات تجارية محلية ومساعدتها في تصدير منتجاتها للعالم وعبرها نصدر ثقافتنا." وأضاف: "لا ينقصنا أي شيء، القطاع ناشئ وبدأ يتطور ويكبر، المصممين موجودين ومبدعين، والوعي بدأ يزيد، لذلك الأمر ليس صعبًا، نحن على الطريق وخطوات بسيطة ونصدر بعدها للعالم." وأكمل: "كنا في ميلانو منذ شهر وكان الجميع منبهرون بما قدمناه ليس فقط من ناحية التصميم والأفكار والألوان وإنما أيضًا الجودة والإتقان، الجميع أجمع أن معرض 100 براند سعودي كان شيئًا راقيًا ومختلفًا وأعتقد أنه سهل أن نصل به للعالم."شراكات مع القطاع التعليمي
الجدير بالذكر أن الهيئة تراجع دورياً الأنظمة التي ستدعم نمو القطاع بهدف توفير حلول أفضل لسلسلة القيمة، واستقطاب عدد من الاستثمارات في مجاليّ الأبحاث والتطوير، حيث أعلنت مؤخراً عقد شراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية؛ للتعاون المشترك في تسخير التقنية والأبحاث العلمية لتطوير قطاع الأزياء في المملكة، وتمكين طلاب الجامعات والمواهب المحلية في علم النسيج وقطاع الأزياء، وتتضمن مجالات التعاون: تطوير وتنفيذ برامج ريادة الأعمال وتوطين المهارات ذات العلاقة، تقديم مبادرات للبحث والابتكار في مجال المواد والأزياء وعلم النسيج، تقديم التدريب، وفرص التوظيف للشباب السعودي في قطاع الأزياء، وإنشاء مركز أبحاث جديد ضمن مركز الأبحاث والتكنولوجيا بالجامعة، مختص بالابتكار في مجال تصنيع المواد وتطوير المبادرات المستدامة.ملاحظة -الصور مقدمة من هيئة الأزياء