في أجواء سادها التفرُّد والإبداع والمنافسة والفخر بتمثيل الوطن، وإبراز الهوية السعودية، نظَّمت هيئة الأزياء النسخة الثانية والعالمية من معرض «100 براند سعودي»، الذي احتضنه مبنى آيرون 23 في منطقة مانهاتن بعاصمة الموضة الأمريكية نيويورك، وسط مشاركة 100 مصمّم ومصمّمة، تمكّنوا بمواهبهم ولمساتهم الإبداعية من عرض تصاميم استثنائية من وحي التراث والثقافة السعودية والطبيعة الجغرافية لمناطقها المختلفة، لتتشكّل لوحة فنية فريدة، جذبت أنظار الزوّار وخبراء الموضة، في سابقة هي الأولى عالميًّا لقطاع الأزياء السعودي. «سيدتي» تنقل لكم أجواء المعرض وتصاميم خاصة بـ 16 مصممة سعودية التقت بهن من ضمن المصممات المشاركات في هذا الحدث العالمي.
عرض رائع
شاركت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، سفيرة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية، افتتاح معرض «100 براند سعودي»، وأشادت في تغريدة لها عبر حسابها بتويتر بالعروض الرائعة التي احتضنها المعرض والتي أكدت إبداعات المواهب السعودية، كما أعربت عن سعادتها بمشاهدة هذا الحدث البارز في هذا المجال، ونشرت صوراً متنوّعة للتصاميم السعودية الإبداعية التي يحتضنها المعرض.
أول معرض دولي
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، بوراك شاكماك، إنّ معرض «100 براند سعودي» يأتي كأول معرض دولي يعرض المواهب السعودية الإبداعية المتنوعة وتصميماتها الاستثنائية المتأصلة في التراث والثقافة السعودية، وقد وقع الاختيار على مدينة نيويورك كأول وجهة؛ كونها مركزاً للإبداع يحتفي بالثقافات المختلفة حول العالم.
تابعي المزيد: الوكالات الإبداعية في الأزياء.. لقاء تنظمه هيئة الأزياء السعودية لتعزيز الكفاءات المحلية
أروى العماري: زي «مجالسنا» من المجلس السعودي
أثنت مصمّمة الأزياء أروى العماري على المعرض: «برنامج بهذا التوجّه تحت إشراف وزارة الثقافة، ويتماشى مع المعايير العالمية في صناعة الأزياء، وطموحات المصمّمين، يجعلنا نتفاءل بتطوير علاماتنا التجارية وتصديرها للعالم، وأعجبني استقطاب المعرض متخصّصين في قطاع الأزياء على أعلى المستويات، ومصمّمين ومصمّمات مخضرمين، مثل كارولينا هيريرا، وريم عكرا، اللتين أبدتا إعجابهما بالإنتاج المتميز المقدّم في الحدث، خاصةً في هذا الوقت الذي يعاني فيه قطاع الأزياء من تكرار الأفكار، ما سيعزز مكانة السعودية في هذا القطاع الحيوي».
وعن مشاركتها في المعرض قالت: «أشارك بقطعة بعنوان «مجالسنا»، التي استوحيتها من المجلس السعودي ببعدَيه الاجتماعي والثقافي، وأهميته كونه مكانَ اجتماع العائلة، واستقبال الضيوف، لذا أستطيع التأكيد أن التفاصيل في هذه القطعة، تعكس واقع حياتنا في السعودية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وحرصت فيها على دمج عناصر فنية مع بعضها لنقل عديدٍ من القصص التراثية عبرها، لا سيما الطبعات المستوحاة من أرضية المجلس، التي تُنسج عادةً بالصوف، ورسمتها يدوياً باستخدام تقنية الديجيتال. أما تفاصيل الصوف على أطراف القطعة، فتعكس تحوُّل حياتنا من قديمةٍ، كانت تقوم على العمل اليدوي الشاق والمجهد، إلى جديدةٍ، تستند إلى التكنولوجيا في جميع مجالات الحياة».
وتابعت أروى: «أما قصة القطعة فمستوحاةٌ من الدقلة، وهي لباسٌ تراثي رجالي، وعبارةٌ عن كوتٍ طويل، يلبسه الرجل فوق الثوب في المناسبات المهمة والأعياد وحفلات الزفاف، وكان يُلبس في الماضي خلال فصل الشتاء، أما الجزء العلوي من القطعة الداخلية، فهو قماشٌ عاجي خام من الخيام، مزيَّن بمثلثاتٍ، تعكس الفتحات الموجودة في بيوت الطين».
رزان العزوني: في فستاني رؤيتي للجزيرة العربية
تشارك مصممة الأزياء رزان العزوني بفستانٍ جميلٍ، تسرد فكرته قصة تطوّر السعودية، واستخدمت فيه قماش العباية بوصفه لوحةً قماشيةً «فارغةً» من أجل ترك المجال للزائر لإدراك روعة وجمال الطبيعة السعودية، وعن ذلك قالت: «بعد بحث مكثَّفٍ، أدركنا أننا نعيش في بلدٍ مميزٍ غني جداً بالثقافة والناس والإبداع والموهبة، وغني بالطبيعة، لذا بدأنا في دراسة المناظر الطبيعية في السعودية، والحيوانات النادرة التي تعيش في بيئاتها المختلفة، واستخدمنا التطريز والديكور لإنشاء صورةٍ، تجسِّد رحلةً ثلاثية الأبعاد عبر البلاد، واخترنا اللون الوردي، لأنه يرمز إلى الصحراء والجبال وأعماق البحار، لونٌ يأخذنا في رحلةٍ عبر مرجان البحر الأحمر، مع تموُّجات كثبان الصحراء في الحياة البرية، وصولاً إلى سفوح الجبال، مع الحرص على ربط كل هذه العناصر مع بعض تعبيراً عن الحياة البرية في السعودية. باختصار سردنا في تصميمنا رؤيتنا للجزيرة العربية الملقَّبة بأرض العجائب».
تابعي المزيد: هيئة الأزياء السعودية تختتم برنامج "سمو".. استهدفت من خلاله 14 من رائدات الأعمال
سجى اليوسف: حقائب «صدف» من شواطئ الشرقية
تقدم مصمّمة الأزياء والحقائب سجى اليوسف «حقيبة صدفٍ»، استوحتها من رمال السعودية الحمراء المائلة للون الذهبي، وبحارها الممتدة في كل الجهات، مستفيدةً في الوقت نفسه من تراث أجدادها في المنطقة الشرقية، الذين كانوا يعملون في مهنة استخراج المحار للحصول على اللؤلؤ.
وعن تفاصيل مجموعتها، قالت: «قدَّمت في مجموعة «صدف» حقائب يدوية كلاسيكية من الصدف الطبيعي، والخشب، والنحاس المطلي بالذهب، واستوحيت ألوانها من تموُّجات البحر ورمال الشاطئ، بين الأخضر والأزرق ودرجات البني المائل للذهبي. ولأن الصدف يعدُّ من المكوّنات الثمينة، صمَّمت قفلاً للحقيبة على شكل نحاسٍ مطلي بالذهب عيار 18 قيراطاً، ما أضفى أناقةً عليها». كما وكشفت عن أن هذه المشاركة تختلف عن مشاركاتها السابقة في عواصم الموضة، مثل لندن وميلانو «إذ إننا نمثِّل فيها السعودية بعلاماتنا المحلية، ونعكس تراثنا وهويتنا بأفكارٍ وإبداعاتٍ عصرية وفريدة في إحدى عواصم الموضة».
منى الشبل: حلم وتحقق
شاركت المصمّمة منى الشبل في المعرض بقطعةٍ، تتكوّن من خمسة أجزاءٍ، وهي الكيب بليزر، والجاكيت الداخلي، والبنطلون، والحزام، والطرحة التول، وطرَّزتها جميعاً بالفصوص، وتجسِّد فيها تراث السعودية، إذ استوحتها من الأبواب النجدية القديمة ذات الطراز المميَّز، وزيَّنتها بالأشكال الهندسية، والألوان الجميلة، وركزت فيها على «شكل المثلث» لإبراز جمال التصميم، كما اعتمدت اللون الأحمر الغامق في التطريز، حيث تجده أفضل لونٍ يحاكي تقاليد بلادها وماضيها العريق. وفي حديثها لـ «سيدتي» قالت منى: «المعرض جعلني كسعوديةً أفتخر بوطني. إنه حلمٌ وتحقق بفضل الله أولاً، ثم بفضل ثقة ودعم وطني الغالي لنا». وأبدت الشبل فخرها بمنافسة القطع الفنية في المعرض مع ما تقدمه أرقى دور الأزياء العالمية، مؤكدةً أن «100 براند سعودي»، بشهادة جميع مَن حضر فعالياته، ينظَّم بأعلى مستوى، ويشتمل على قطعٍ مميزة جداً.
تابعي المزيد: هلا الغرباوي: تصميمي في معرض ١٠٠ براند سعودي استغرق شهراً من العمل
نورا الحارثي: تصميمي من فنّ القط العسيري
تطرَّقت مصممة الأزياء نورا الحارثي إلى تصميمها بالقول: «استوحيت فكرة تصميمي من فن القط العسيري الذي ينتشر بشكلٍ واسعٍ في بلادي، خاصةً في منطقة عسير، وقد اخترته تحديداً لأثبت للجميع أنني أستطيع تقديم شيءٍ فريد في هذا الفن، وحقاً ابتكرت قطعةً خارجةً عن المألوف، بمشاركة المدرّبة آلاء مغاوي، التي قدَّمت دورةً في رسم وتلوين القط العسيري، وكانت تجربةً ممتعةً، استلهمت منها فكرة القطعة، بمساعدة سارة الماضي، التي قامت بحياكة الفستان باستخدام 18 خيطاً من الصوف، و22 من الفوركس الذهبي». مضيفةً «اخترت هذه المواد عمداً لتأكيد أننا نستطيع استخدامها في الملابس، خاصةً الفساتين، وحياكتها بمواد مختلفة، وتعريف الآخرين بتراثنا الغني والمتنوع، واستوحيت الألوان من طبيعة المنطقة الغائمة والممطرة والخضراء طوال العام، حتى الفرشاة المستخدمة في تزيين القط، كانت مصنوعةً من شعر الماعز، مايثبت قدرة النساء في تلك القرى على استخدام مثل هذه الأدوات البسيطة للغاية لإنشاء قطعٍ فنيةٍ مذهلة، دون أي خطأ. ويأتي تصميم هذا الفستان المستوحى من القط العسيري تقديراً للعمل الجاد لهؤلاء النسوة اللاتي ابتكرن هذه القطع الرائعة.
كوثر الهريش: أجسّد في قطعتي كنوز حائل
حول مشاركتها في المعرض، أكدت المصممة كوثر الهريش مالكة العلامة التجارية «كاف بي كاف» أن الحدث مناسبةٌ لإخراج مواهبها في التصميم، وتحدي نفسها، بعد أن قرَّرت التوجُّه للأزياء، مع عدم اخفاء تأثَّرها بالهندسة المعمارية، التي درستها، في تصاميمها، خاصةً من ناحية الهيكلة والتفاصيل وقالت: «أقدِّم أول فستانٍ صنعته في مسيرتي العملية، وأجسِّد في القطعة تراث وتاريخ مدينة حائل وكنوزها وعادات وتقاليد أهلها، وصمَّمتها بـ 400 ألف خرزة، واعتمدت فيها اللون الذهبي، والبنفسجي الذي يمثِّل مزارع الخزامى شمال حائل».
تابعي المزيد: إطلاق برنامج 100 براند سعودي لدعم علامات سعودية
أروى القاضي: الأبواب النجدية مصدر إلهامي
كشفت أروى القاضي، مصممة أزياءٍ، عن فشلها في البداية بمحاولة تسجيل معلوماتها والمشاركة في المعرض، بسبب عطلٍ فني، ما دفعها إلى تأجيل خطوة المشاركة، لتتفاجأ في اليوم التالي بوصول بريدٍ إلكتروني يطلب منها إكمال معلوماتها، ما عزَّز من ثقتها في علامتها التجارية، وزاد من تصميمها على المشاركة في الحدث. وتتابع: «شعورٌ جميلٌ جداً أن تحالفني الفرصة للمشاركة في إيصال ثقافتنا وحضارتنا الجميلة إلى جميع دول العالم، ونشارك إبداعنا مع الآخرين، كما أنها تجربة أضافت لي الكثير، وأسهمت في اتساع مداركي، لا سيما المحاضرات التي استلهمت منها أفكاراً جديدة».
وتشارك أروى بقطعةٍ مستوحاةٍ من نقوش الأبواب النجدية، التي ترمز للحضارة السعودية، وتقدّمها بتصميمٍ معاصرٍ، يمزج بين التراث والحداثة، وتحمل تفاصيلها الطابع الأنثوي بإضافة اللؤلؤ إليها، واختارت لها اللونين الأسود والذهبي في التطريز لما يمنحانه من فخامةٍ وأصالةٍ لأي قطعة.
سارة عنتابي: عبايتي تمثّل الكثبان الرملية
وصفت سارة عنتابي، مصممة عباياتٍ، التجربة بأنها رائعةٌ جداً وفريدةٌ من نوعها، وأضافت: «أفتخر بأن أكون ضمن المصممين والمصممات الذين يمثِّلون الفن والأزياء في السعودية خلال هذا الحدث، الذي نُعرِّف فيه الجميع بعراقة تراثنا، وقدمت في المعرض عبايةً أشبه ما تكون بلوحةٍ قماشيةٍ، تعكس الكثبان الرملية المتلألئة والناعمة في السعودية، وتصوِّر طبيعة أرضنا الجميلة، وأصالة شعبنا».
تابعي المزيد: هيئة الأزياء السعودية وشركة فترا العالمية يوقعان مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمار
نوف السديري: مبادرة «السعودية الخضراء» ألهمتني
تميزت بدورها نوف السديري بتصميمها المصنوع من قماش مستدام من الألياف ومواد صديقة للبيئة صمّمته بالتعاون مع شركة بريطانية مخصّصة بالبيجامات، وتعتمد القماش العضوي المأخوذ من خلايا الشجر. وبينما تم تصميم العباية بأكثر من نقشة، استلهمت الفكرة من مبادرة «السعودية الخضراء» لولي العهد السعودي. ويتميز التصميم بتطريز البشت السعودي ويُرتدى بأكثر من طريقة في البحر أو الإطلالات اليومية أوالمناسبات، كما تميز عن تصاميمها الأخرى بتكلفته العالية، حيث يُعد من الابتكارات التي شددت عليها هيئة الأزياء. وعلقت نوف: «نحن كنساء سعوديات نعيش في عصر ذهبي في مجال التجارة والعمل، ونمتلك علامات تجارية خاصة، ووصلنا للعالم بشكل مميز، ومن تجربتي في افتتاح أكثر من فرع في السعودية، والاتجاه من تصميم العبايات للثياب الرجالية، فإن الوصول للعالمية أضاف لي الكثير، والشكر لهيئة الأزياء على الدعم والتطوير والجهد الجبار، الذي جعل العالم بأكمله يذكر مجال الأزياء السعودي».
علياء وعبير عريف: زيّنا يحكي تاريخ جدة
الشقيقتان علياء وعبير عريف وصفتا هذه التجربة بـ «عالم مليء بالشغف والفن والتحديات الجميلة»، وأوضحتا أنهما تشاركان في المعرض بقطعةٍ فنيةٍ مستوحاةٍ من قصص جدة التاريخية، ورسمتا فيها أول رسمةٍ سعوديةٍ بطريقة toile المستلهمة من toile de jouy الفرنسية، وأطلقتا عليها اسم «قصة جدة»، وهي عبارة عن قطعة مصممة بخيوطٍ ذهبية بطريقة 3D، جسِّدتا من خلالها شبابيك جدة التاريخية، وزهور الجهنمية المتشعبة بينها».
وقالت علياء وهي عضو مؤسِّس لأول جمعية أزياء مهنية غير ربحية في السعودية، أُطلقت تحت مظلة وزارة الثقافة، واعتمدها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، خلال مارس 2021: «حرصنا على تمثيل وطننا بأفضل صورةٍ ممكنة»،
مضيفةً «بدأ شغفنا بالأزياء في الصغر، وكبرنا وسطٍ يزخر بالابتكار والجمال، إذ كان جدنا من مؤسِّسي قسم النسيج في كسوة الكعبة، وتأثَّرنا به كثيراً، بينما كان والدنا يحرص على أخذنا إلى أسابيع الموضة في إيطاليا وفرنسا، للاطلاع على آخر ما أنتجته دور الأزياء. ولمسيرتنا محاور عدة، منها الحلم، والإرادة، والابتكار، وهي من أساسيات النجاح لكل مصممٍ يرغب في نحت اسمه على جدار التاريخ».
تابعي المزيد: في لقاء افتراضي.. هيئة الأزياء السعودية تناقش استدامة القطاع لتعزيز الابتكار والإبداع
نجلاء الراجح: أخذت الوحي من طبيعة العلا
رغم مشاركة نجلاء الراجح، مهندسةٌ معماريةٌ ومصمّمة أزياءٍ، في محافل متخصِّصة بالسعودية وقطر والإمارات وبريطانيا وفرنسا، إلا أنها تفتخر بتمثيل السعودية في هذا المحفل العالمي بفستانٍ باللون البني المائل إلى البرتقالي، يتميَّز بطبقاته ومنحنياته من قماش التفتة، وخطوط الشك اليدوي. وقد استوحت فكرته كما أشارت في تصريحها لـ «سيدتي»: «من الطبيعة الرملية في العلا، والخطوط المعمارية وتشكيلات الصخور الرملية ذات الطبقات المختلفة، والمساكن القديمة العريقة، والمعالم الأثرية التي نحتتها يد الطبيعة وصنعتها إرادة الإنسان. تلك المعالم، تزخر بإرثٍ بشري، يعود إلى 200 ألف عامٍ، وإذا كانت السعودية تشكِّل ملتقى الحضارات القديمة، فإن العلا نبع تلك الحضارات».
وأضافت نجلاء «تجربتي في التصميم بكل المعايير رائعة، خضتُ فيها رحلةً جميلةً، ملأى بالصعوبات، فلا يوجد حلمٌ سهل التحقيق، والتحديات هي التي تعطي الجمال النهائي للوحة رحلتنا». كما وتميزت بتصميم فساتين السهرة والجاكيتات والعبايات، فكل قطعةٍ من «جولي ديزاين» تُصنع بحبٍّ، فالتطريز والشك يدويٌّ، والرسم خاصٌّ بعلامتها».
شوق عبد الرحمن المبارك: تصميمي يحكي حضارة الأحساء
عن تفاصيل تصميمها أوضحت شوق عبد الرحمن المبارك أنها اختارت اللون الأبيض، لكونه لون النقاء والصفاء، وهذه هي الصفات الغالبة على أهل الأحساء، والتي عُرِفت عبر التاريخ، وشُهد لهم بها. التصميم يُحاكي تراث وحضارة الأحساء العريقة؛ فهو يجمع بين أبرز الحِرف، من صناعة البشوت، والزخارف الجصية التي تُستخدم في العمارة الأحسائية القديمة، وصيد اللؤلؤ في ميناء العقير قديماً، واعتمدت على الأقمشة التي ترمز لشخصية الأنثى التي في مخيلتها، فالتفتة يمثّل الثبات والقوة، والجازار يمثّل المرونة والانطلاق في نفس الوقت، والشيفون يمثّل الرقة والأناقة، وتطريز البشت الملكي يمثّل الأصالة، واللؤلؤ يمثّل الجوهر والندرة والجمال. وأكدت أيضاً أنها تعتزّ بانطلاقها من السعودية ومع هيئة الأزياء ووصولها للعالم، مبينة أن طموح كل مصممة سعودية مبني على المحفِّز الكبير له؛ وهو قائدنا المُلهم الأمير محمد بن سلمان؛ في مقولته «طموحنا عنان السماء»، وقد تعلمت الصبر، والمثابرة، والتركيز، والشجاعة، والهمّة، والعزم، والإقدام في هذه المشاركة، مضيفة: «طالما هُناك هدف فبلا شك هُناك طريق للوصول».
تابعي المزيد: هيئة الأزياء تُطْلِق معرض 100 براند سعودي في نيويورك
دلال عبد الله الملّوح: استوحيت من رواشين جدة وقصر سلوى
استلهمت مصمّمة الأزياء دلال عبد الله الملّوح، مالكة براند «المها ديزاينز»، تصميم فستانها المشارك في المعرض من الهندسة المعمارية القديمة والديكورات الداخلية الجذابة في السعودية، باستخدام قماش الشامواه، بقصّة ليزر مستوحاة من رواشين مدينة جدة القديمة، وألواح النوافذ الخشبية التقليدية ذات التصميمات الخشبية المحفورة الجميلة. كما وقدمت معه معطفاً من الجلد باللون الذهبي الوردي، مع حزام أحمر متطابق مصنوع من الجلد المقطوع بفن بالليزر، والذي استوحته من قصر سلوى في الدرعية القديمة، والذي يظهر بالهيكل المكون من ثلاثة طوابق من العمارة الرائعة في الحجارة والطين والطوب. بالإضافة إلى ما سبق صممت الملوح وشاحاً ملوناً مطرزاً بالخرز ومزيناً باللون الرمادي، مستوحى من القط العسيري كعنصر فني رئيسي قديم في منطقة عسير؛ تمارسه النساء على جدران الغرف بأشكال هندسية متناغمة وألوان زاهية. وعبَرت الملوح عن سعادتها بلقاء الأميرة ريما بنت بندر، وقالت: «هي مثال نفتخر به لنجاح وتمكين المرأة السعودية».
ليلى بشارة: رويت قصة ليلة الحنة وثوب الزبون
أشارت المصممة ليلى بشارة أن «المعرض فرصة استثنائية من هيئة الأزياء لصقل المواهب المحلية، وتطوير إمكانية المبدعين ليكونوا قادة الأزياء في الأسواق المحلية والعالمية». واستلهمت ليلى تصميمها المشارك في المعرض من ليلة الحنة وثوب «الزبون» الذي طالما تزينت به المرأة الحجازية في مناسباتها وأفراحها، والذي ما زال إلى اليوم يُلبس في كثير من المناسبات، ويتكون من عدة طبقات مصنوعة من التول غالباً باللون الوردي، ويتميز بتطريزاته اللامعة التي تظهر بها خيوط باللون الذهبي والفضي، ومن أهم وأشهر العادات التي تحدث في ليلة الغمرة هي وضع الحنة على يديّ وقدميّ العروس على شكل ورود صغيرة وجميلة. ولجمال هذا التراث ورغبتها في استمراره للأجيال وتعريف العالم عليه، قدمت ليلى بشارة التصميم بطريقة مبتكرة وعصرية؛ حيث أن تطريزه مستوحى من وردة الحنة، وهو مرصع بالإكسسوارات الفضية التي كانت النساء والعرائس في الماضي يتزينَّ بها. وأشادت بجهود هيئة الأزياء في تقديم الدعم من خلال المشورات الفردية والتدريب وورش العمل التثقيفية حول موضوعات عديدة.
تابعي المزيد: "100 براند سعودي" يشارك ضمن فعاليات كأس السعودية لسباق الخيل
نهى المطيري: رسمت القصور التاريخية في قطعتي
استعانت المصمّمة نهى المطيري، مالكة دار nh designer بمصادر متعدّدة، مثل البيئة المحيطة وتزاوج الماضي وتطلّعات المستقبل، في تصميم فستان من وحي الهندسة المعمارية، التي تستمد منها الكثير من الأفكار، وتحقق من خلالها نتائج تفوق الخيال. هنا، اختارت المصممة الهندسة المعمارية من نجد على الطراز السلماني، وتصاميم القصور التاريخية للملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، لتصميم فستان يأخذ في مجمله العديد من القيم من الماضي والحاضر والمستقبل. وأضافت: «المشاركة تعد مختلفة على الرغم من أنها ليست الأولى خارج السعودية، فسبق أن شاركت في معرض Paris Fashion Week Luxury، ولكن هذه المشاركة لها شعور آخر، وذلك اعتزازاً بما شاهدته في هذا المعرض من قيم وإرث وتاريخ في السعودية».
نسرين محمد: محظوظون باستثمار بلدنا بنا
حول مشاركتها في المعرض تحدَّثت المصممة نسرين محمد، صاحبة براند «روزا كانينا» وهو الاسم العلمي لزهرة النسرين: «أقدم قطعةً باللون الأخضر، وتحديداً بدرجتي المفضَّلة من اللون rich green، وحرصت على أن تكون أنيقةً وتناسب الحفلات والمعارض الرسمية، وأضفت إليها أحجاراً متعددة لمنحها بريقاً فريداً. وحرصت على أن تكون قصَّة الجاكيت الذي أقدمه غير متساوية، فجزء منه طويلٌ، والآخر قصيرٌ، ما أعطاه أناقةً مختلفة». كما وأكدت أنها «تجربةٌ فريدةٌ، ونحن محظوظون باستثمار بلدنا بنا، وإيمانه بقدراتنا ومواهبنا، وسأبذل كل جهدي لتقديم قطعةٍ فريدةٍ في المعرض المقبل بميلانو».
ملاحظة: صور المعرض من هيئة الأزياء - وزارة الثقافة السعودية
تابعي المزيد: مشاعل الشنيفي لـ "سيدتي": اكتشفت قدراتي في "100 براند سعودي".. والخيمة ملهمتي