بينما يتم استخراج أجود أنواع الألماس الأبيض والملون بأيدي أقوى عاملي المناجم، هنالك ماسة نادرة وُجدت بأيدٍ ناعمة جداً وبأنامل طفلة صغيرة كانت تستكشف محيطها لتجد صدفةً وبدون أي جهد ألماسة صفراء استثنائية بين الأنقاض، فهي ألماسة استثنائية بوزنها قبل القطع وبعده، بشفافيتها، خلوها من الشوائب وبلونها الأصفر البني الغني، أُطلق عليها اسم "الكناري الذهبي"، وقد تم عرضها قبل أيام في حدث إسدال الستار الذي نظمته واحتضنته دار سوذبيز Sotheby's بدبي، "سيدتي" كانت متواجدة في هذا الحدث وعادت للشغوفين بالألماس والمجوهرات بهذه التفاصيل الشيقة.
ألماسة "الكناري الذهبي" الفاخرة
تتميز ألماسة "الكناري الذهبي" بلونها الأصفر البني الراقي Fancy Deep Brown-Yellow Diamond، علماً بأن الماس الأصفر الفاخر يشكل 0.006% فقط من جميع الماس المستخرج في العالم، إذ تكون نسبة ضئيلة فقط من هذه الماسات نقية وخالية من العيوب داخلياً، وبفضل تركيبتها غير المفهومة تقريباً من الحجم والتشبع اللوني، تعد ماسة "الكناري الذهبي" قطعة استثنائية بكل معنى الكلمة. كانت تزن سابقاً ما يزيد عن 407 قيراطاً وسُميت بـ"قطعة الألماس التي لا تضاهى"، أما اليوم وكما رأيناها في المعرض فهي 303.10 قيراطاً بعد القطع وهي بذلك إحدى أكبر قطع الألماس المصقولة في العالم وأكبر ماسة نقية وخالية من العيوب داخلياً كما تم تصنيفها من قبل معهد دراسة الأحجار الكريمة الأمريكي (GIA).
بدأت قصة ماسة "الكناري الذهبي" في أوائل الثمانينات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فكما يقال، تم العثور على هذا الحجر الماس الخام في الأصل بين كومة من الأنقاض من قِبل فتاة صغيرة كانت تلعب في الفناء الخلفي لمنزل عمها، بالطبع لم تعِ الطفلة ما وجدت، كحال عمّال منجم ميبا للماس القريب من منزل العمّ والذين اعتقدوا بأنه مجرد حجر عادي فتخلصوا منه!
ولأن بريق الماس لا يمكن إخفاؤه، فقد دارت السنين وتحولت كومة الأنقاض هذه إلى ماسة خام تزن 890 قيراطاً، وهي إحدى أكبر الماسات التي شهدها العالم على الإطلاق.
تابعي المزيد نجمات يتألقن بأروع المجوهرات الفاخرة في افتتاح مهرجان فينيسا السينمائي 79
أكبر ماسة خام غير مصقولة ينتج عنها أحجاراً أصغر
قُدمت الماسة لأول مرة للجمهور في العام 1984 في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي التابع لمؤسسة سميثسونيان، حيث تم عرضها إلى جانب مجموعة من أكثر الماسات الأسطورية في العالم والتي أثارت ضجةً إعلامية آنذاك باعتبارها أكبر ماسة خام غير مصقولة وبوزنها الضخم.
تم تقطيع الماسة الخام على مدار السنوات الخمس التالية إلى 15 حجراً مكتملاً، حيث أصبحت أكبر ماسة ينتج عنها أحجاراً أصغر، وأصبحت القطعة التي تميزت باللون الأصفر إلى البني الغامق والفاخر، والتي تزن 407.49 قيراطاً، والمعروفةً رسمياً باسم "قطعة الألماس التي لا تضاهى"، وتم عرضها بعد ذلك في العديد من المعارض والمتاحف حول العالم.
تم اتخاذ القرار في نهاية المطاف بإعادة صقل هذه الماسة لزيادة عمق لونها إلى الحد الأقصى وإضافة اللمعان وتحسين شكلها، مما أدى إلى ظهور الماسة المعروفة اليوم باسم "الكناري الذهبي". ويعد تصنيف معهد دراسة الأحجار الكريمة الأمريكي (GIA) في دراسته الأخيرة لا لبس فيه، حيث ذكر المعهد: "إن إعادة صقل هذه الماسة المميزة لتبدو وكأنها جديدة ويصبح وزنها 303.10 قيراطاً ولامعة وعلى شكل ثمرة الكمثرى يعد أمراً رائعاً".
تم كشف النقاب عن ألماسة الكناري الصفراء في صالات دار سوذبيز في دبي، وستتوجه بعد ذلك إلى تايبيه وهونغ كونغ وجنيف، ويتوقع أن تكون "الكناري الذهبي" أبرز معروضات مزاد سوذبيز للمجوهرات الرائعة في نيويورك في 7 ديسمبر، ويقدر سعرها بحوالي 15 مليون دولار أمريكي. وسيتم عرضها بدون مبلغ احتياطي، مما يعني أنها ستكون من نصيب الشخص الذي يعطي أعلى عرض، بغض النظر عن قيمته أو القيمة الجوهرية لقطعة الألماس نفسها.
يتضمن المعرض الذي يفتح أبوابه حتى 4 نوفمبر، مجموعة منتقاة من حقائب اليد المطرزة يدوياً من علامات هيرميس بيركين وكيلي، والتي تم تحويلها من قبل العلامة التجارية الفاخرة "جاي أهر"، لتجعل من كل حقيبة قطعة فنية مميزة. كما تقدم مصممة المجوهرات اللبنانية غاييل خوري مجموعتها الجديدة في المعرض، وهي سلسلة من القطع بتصاميم مميزة من الذهب الأصفر أو الأبيض أو الورديالمرصع بالماس والأحجار الكريمة. تشمل المعروضات الإضافية صور فوتوغرافية معاصرة للفنانة المغربية "للا السعيدي"، التي اشتهرت بتصويرها للمرأة العربية.
تابعي المزيد: مجوهرات راقية للمناسبات الخاصة HIGH JEWELRY FOR YOUR SPECIAL OCCASIONS
