هل يُمكن تحويل الخيال إلى واقع ملموس؟ هل سبق لأحد أن يُنشيء مشروع بناء مستوحى من تأثيرات الفيديو جيم وديزني لاند واللوحات الفنية؟ الإجابة نعم.. قام مصمم ألعاب فيديو جيم ببناء قصر فاخر مستوحى من مهنته. وفقاً لموقع Metro، عندما كان "ديفيد دوتسون" يحلم بمنزله، كانت حياته المهنية الطويلة كمطور لألعاب الفيديو هي القوة الدافعة. يقول "ديفيد دوتسون".. الذي اشترى له والده جهاز كومودور فيك -20 ، وهو كمبيوتر منزلي مبكر، في ثمانينيات القرن الماضي: "لقد استفدت من مهارات تخيل الفضاء، وإيجاد إحساس بالإثارة وكوني دائماً متقدماً بخطوة. أنا أعيش من أجل كل الأشياء التقنية، لذا أنشأت نموذجاً ثلاثي الأبعاد مفصلاً بدقة، من الخارج إلى الداخل، وقدمته إلى المهندسين المعماريين لي حتى يتمكنوا من وضع الخطط وإنشائها وتنفيذها".
كانت رؤية "ديفيد"، التي استخدم من أجلها برنامج SketchUp، عبارة عن قصر زجاجي معاصر للغاية تبلغ مساحته 10300 قدم مربع، في منطقة Over Alderley، على بعد حوالي 17 ميلاً من وسط مانشستر. الشكل الرئيسي لبناء المنزل بارتفاع مهيب ومنحنٍ، بخمس غرف نوم وثمانية حمامات وأربع صالات استقبال. ويطل القصر على خلفية لا تقل جمالاً، عبارة عن 16 فداناً من منطقة شيشاير الريفية ذات المناظر الخلابة الطبيعية. يقع المنزل العصري المنحني المكون من طابقين في حدائق معاصرة، ويتركز حول قاعة مدخل دائرية مركزية، مضاءة بردهة زجاجية متصلة بمكتب، وغرفة وسائط، وغرفة موسيقى، ومساحات معيشة. يحتوي المطبخ وغرفة الطعام ذات المخطط المفتوح على جزيرة مركزية ضخمة ونوافذ ممتدة من الأرض حتى السقف تسمح بدخول الضوء. وللتكنولوجيا الحديثة مكان في المنزل الخيالي. يتحكم نظام المنزل الذكي من Intecho في الإضاءة والستائر وبوابات الأمان وكاميرات المراقبة والصوت، ويتم تشغيل غرفة سينما مخصصة عبر تطبيق iPad Control4، مما يجعل البحث عن أجهزة التحكم عن بُعد متاحة. كما يضم القصر أيضاً مسبحاً غاطساً وصالة ألعاب رياضية وغرف بخار وساونا وحوض استحمام ساخناً ومنطقة معيشة؛ ما وراء الحدائق ذات المناظر الطبيعية، والبستان. هذا بالإضافة إلى الإسطبلات وأراضي الرعي، التي ترفع من مستوى المنزل إلى ملكية ريفية حقيقية. يقول "ديفيد"، الذي صنع اسمه في إنشاء ألعاب Lego و Transformers لـ PlayStation في TT Games: "كنت أعيش في ويلمسلو، في منزل من ثلاثينيات القرن الماضي، ولكني كنت دائماً أتطلع إلى ابتكار شيء حديث حقاً. كنت أعاني من أجل العثور على قطعة أرض، لذلك قمت برحلات طويلة في الريف حول مانشستر، واستكشفت الطرق الخلفية. كنت قد اكتشفت هذا الموقع وأُعجبت به، لذلك عندما تم طرحه للبيع، كنت أعرف أنه هو. كانت الإطلالات البانورامية بزاوية 270 درجة على سهل شيشاير والتلال خلفها مذهلة للغاية، فقد جاء التصميم بشكل طبيعي بالنسبة لي".
في عام 2013، بميزانية تتجاوز معظم الأبنية، اشترى "ديفيد" الموقع- الذي جاء بمزرعة قديمة ومظلمة ومنخفضة المستوى- مقابل حوالي 2.1 مليون جنيه إسترليني. كانت خطوة محفوفة بالمخاطر للغاية، لأنها لم تأتِ مع إذن تخطيط لهدم الموقع الحالي وبناء منزل جديد. وبشكل لا يُصدق، أثبتت الخطط، التي وضعها "ديفيد" مع شركة للهندسة المعمارية، نجاحاً فورياً. وبحلول صيف عام 2014 ، كان البناء قد بدأ. وكان "ديفيد" مستعداً لإنفاق 5 ملايين جنيه إسترليني على البناء والديكورات الداخلية، باستخدام أجود المواد. يقول "ديفيد": "لقد استمتعت حقاً بعملية التصميم، ورؤية مخطط المنزل والمنحنى الجميل يصبح حقيقة واقعة، كان أمراً مذهلاً". عندما اكتمل البناء أخيراً في صيف عام 2016، كانت النتيجة تستحق كل العناء الذي مر به "ديفيد" لتحقيق حلمه. كانت النتيجة مذهلة للغاية. يقول "ديفيد": مجرد التواجد في الفضاء كان بمثابة شفاء لما مررت به من عناء، حيث أفسح التوتر المجال لإحساس مذهل بالهدوء. إنه ملاذ حقيقي". ولكن، ومما هو مثير للدهشة، بعد أن قضى "ديفيد" عدة سنوات في التخطيط ثم الاستمتاع بإبداعه، فهو يخطط الآن للانتقال إلى كرايستشيرش، في دورست، وطرح المنزل في السوق، مقابل 6 ملايين جنيه إسترليني!!