تقوم العلاقات الرومانسية بين الرجل والمرأة على أساس الحب، والثقة والشعور بالأمان بالإضافة للاحترام المتبادل بين الطرفين، حيث يَعِد الطرفان أحدهما الآخر بالسعادة والعيش فى هناء دائم، ولكن عندما يتعرض أحد الشريكين لبعض المشكلات لا مفر من أن يتاثر الآخر أيضاً بل وتبقى العلاقة ذاتها مهددة حتى يجدان حلاً لتلك المشكلات، وربما لاتنتهى هذه المشكلات قبل انتهاء العلاقة بينهما.
تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي : تفشل العديد من العلاقات العاطفية هذه الأيام، وتلقى الاتهامات على وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة التى حالت دون التواصل بين الناس، لكن على عكس الشائع فهناك عدد من الأسباب المهمة والجوهرية التى تتسبب فى فشل العلاقات العاطفية.
الفشل في العلاقات العاطفية
هناك مجموعة كبيرة من الأمور الذي إذا وُجدت في أي علاقة عاطفية فإنها جديرة بأن تتسبب في فشل تلك العلاقة، العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة ومن تلك الأمور :
• التسلط والاستحواذ:
السعي للسيطرة يكاد يكون فطرة لدى الإنسان، لكن محاولة فرض السيطرة في علاقة الحب تولّد صراعاً بين الشريكين يوتّر العلاقة ويسبب فشلها، ومن الحالات النادرة أن يتفق شريكان على وجود طرف كامل التسلط والسيطرة وطرف خاضع تماماً، خصوصاً أن الذي يعاني من هوس الاستحواذ يفضل المقاومة ولا يحب السيطرة دون مقاومة وعناد من الطرف المقابل.
• الأنانية:
الأنانية في الحب تفقد العلاقة توازنها، فعندما لا تهتم بما يحصل عليه الشريك من هذه العلاقة بقدر اهتمامك بما تحصل عليه أنت؛ غالباً ما تصل العلاقة إلى طريق مسدود، حتى وإن استمرت العلاقة ووصلت إلى الزواج والارتباط، ستظل علاقة غير متوازنة وفيها طرف تعيس.
• الغيرة المفرطة:
لا شك أن الغيرة من أقوى علامات الوقوع في الحب، لكنها أيضاً من أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل العلاقات العاطفية، فالغيرة المنطقية والصحيّة تولّد شعوراً لدى الشريك بالاهتمام والرعاية، أما الغيرة المرضية فتستبدل هذا الشعور بالضيق والتشكيك وعدم الثقة.
• الكذب:
لتنجح في الحب لا تكذب، ليس لأن الكذب يدمر الثقة بين الحبيبين وحسب؛ بل لأن العلاقة التي تدفعك للكذب ليست علاقة صحيحة ولا متوازنة، والحب الحقيقي مبني على الصدق والشعور بالأمان عند قول الحقيقة بانتفاء دوافع الكذب.
• الخيانة:
بعيداً عن الدوافع المعقدة للخيانة في علاقة الحب؛ تعتبر الخيانة بأشكالها العاطفية والجسدية من أهم أسباب انهيار علاقة الحب وفشلها، خصوصاً عندما تكون الخيانة سبباً لفشلك أكثر من مرة في علاقة الحب، ما يعني انخفاض قدرتك على الالتزام تجاه الشريك وحاجتك لمساعدة متخصصة للسيطرة على دوافعك وسلوكك على الأمد الطويل.
• الاختلاف الثقافي بين الطرفين الحب يجب أن يقوم في الأساس على مجموعة من المبادئ المشتركة بين الطرفين.
أهم تلك المبادئ، هو وجود تقارب في الفكر والثقافة العامة لدى الرجل والمرأة، حتى لا يشعر أحد الطرفين أن هناك مسافة كبيرة بينه وبين الشخص الآخر؛ لذا عند دخولك في علاقة عاطفية يجب أن تتأكد من وجود تقارب في الفكر والثقافة بينكما.
• عدم الاهتمام بالطرف الآخر
غياب الاهتمام يقتل أي مشاعر إنسانية نقية مهما كانت عميقة، فكثيراً ما نرى علاقات قوية لكنها تنتهي بشكل مفاجئ لنا، لكن إذا بحثت عن أسباب نهايتها ستجد أنه نتج عن تراكم مواقف تدل على عدم اهتمام أحد الطرفين بالآخر مما أدى لقتل كل المشاعر بينهما تدريجياً، ولهذا السبب كان الإهمال من أبرز أسباب فشل العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة.
• المقارنات مع الآخرين
إذا أردت السعادة في حياتك بشكل عام حاول دائماً أن تتجنب النظر إلى ما عند الآخرين، وكذلك في العلاقات العاطفية، فلعل من أبرز أسباب فشل العلاقات العاطفية هو قيام أحد الطرفين بعقد المقارنات بشكل مستمر بين الطرف الآخر وغيره من الأقران، هذا الأمر من شأنه أن يقوي إحساس أن الطرف الآخر غير كافٍ في نظرك، فحاول تجنب هذا الأمر للحفاظ على العلاقة في أفضل شكل ممكن.
• إشراك طرف ثالث في العلاقة
يعتبر وجود طرف ثالث متطلع على كل تفاصيل العلاقة من أبرز أسباب فشل العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة، سواء كان هذا الشخص صديقاً لأحد طرفي العلاقة، أو كان أحد الأقارب أو غيره، فإن تدخله في مشكلات العلاقة سيؤدي إلى تفاقمها وليس إيجاد حلول لها، لذا ننصحكم بالحفاظ على سرية تفاصيل العلاقات العاطفية بأكبر شكل ممكن؛ حتى تستمر العلاقة لأطول فترة ممكنة.
• اقتحام خصوصية الطرف الآخر
وجودك في علاقة عاطفية مع شخص ما لا يعني أنكما أصبحتما إنساناً واحداً..صحيح وأن المشاركة في أدق تفاصيل الحياة يدل على شدة الحب والتعلق، لكن المشاركة في التفاصيل يختلف كلياً عن اقتحام الخصوصية، فاقتحامك لخصوصية الطرف الآخر سيجعله يشعر وكأنه في سجن كبير، إذا لم يتخذ قرار حاسم بشأنه الآن فإنه سيظل أسير هذا السجن طوال عمره، مما قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى هروب أحد الطرفين من الاستمرار في العلاقة!.