مساحات زجاج السيارات التي يمر عليها حاليا أكثر من 121 عاما على اختراعه والذي ظل أكثر من 17 عاما دون أن يدعمه إحدى شركات صناعة السيارات وكانت سيارة كاديلاك هي أول شركة تضعه ضمن معايير جودة السيارات ففي 10 نوفمبر من عام 1903، تقدمت ماري بطلب للحصول على براءة اختراع، والتي حصلت عليه؛ وعاشت فترة كافية لترى تطور مساحات الزجاج من ابتكار ثوري إلى تجهيز قياسي في كل سيارة.
وبالرغم من أن ماري سجلت براءة اختراع المساحات إلا أن شركات التصنيع وقتها لم تعتقد أنه اختراع يستحق البيع، ولهذا رفضت شراءه منها..وفي عام 1920 وبعد أن انقضت فترة براءة الاختراع وازدهرت صناعة السيارات كانت كاديلاك أول شركة سيارات تجعل من اختراع اندرسون معيارا ثابتا يتواجد في جميع السيارات، حيث أصبحت مساحات الزجاج الأمامي موجودة بشكل قياسي في جميع السيارات. وقد ظهرت مساحات الزجاج الأمامي للسيارات مع بدايات القرن العشرين وبالتحديد في عام 1902، عندما لاحظت السيدة ماري اندرسون الأمريكية خلال رحلتها إلى مدينة نيويورك في فصل الشتاء من نفس العام؛ أن سائقها يجد صعوبة في المحافظة على نظافة زجاج السيارة الأمامي من الصقيع الذي تعذر معه الرؤية على الطريق.. وفي نفس العام لاحظت ماري أيضًا سائقًا للترام وهو يضطر للخروج من الترام باستمرار لتنظيف الزجاج الأمامي في أثناء تساقط الثلوج، لكن هذا الوضع كان خطرًا للغاية وفي كثير من الأحيان يسبب تصادم لبعض المركبات بسبب عدم الرؤية، وفي المركبات الأخرى، كان السائقون يقومون بتنظيف الزجاج الأمامي يدويًا أثناء القيادة، لكن هذا قد يعيق الحركة ويسبب الإزعاج للسائق أثناء القيادة.
يرجع الفضل في اختراع مساحات الزجاج الأمامي لـ ماري اندرسون، فبعد مراقبتها سائق الترام، عادت أندرسون إلى منزلها ورسمت تصميماً لجهاز يقوم بمسح الزجاج بشكل أوتوماتيكي، حيث جاءتها فكرة اختراع ذراع من المطاط تتحرك من جهة إلى أخرى على الزجاج لتنظيفه.. وعلى مدار عدة أشهر، استقرت أندرسون على نموذج أولي وقد كان عمليًا وهي مجموعة من أذرع المساحات مصنوعة من الخشب والمطاط يمكن تشغيلها من خلال استخدام رافعة مثبتة بالقرب من عجلة القيادة.