أطلقت وزارة الثقافة السعودية، ممثلةً في هيئة الفنون البصرية، النسخة الأولى من مهرجان شفت 22 لفن الجداريات في العاصمة الرياض. احتضن الحدث مجموعةً من الأعمال الفنية لأشهر الفنانين المحليين والعالميين، وأعمالاً مستوحاةً من العناصر العمرانية لمستشفى عرقة، كما وفر منصةً إبداعية، استعرضت منتجات الفنانين، واشتمل على ورش عملٍ وأنشطةٍ وعروضٍ فنية، إلى جانب منطقةٍ لبيع الأزياء. «سيدتي» تجوَّلت في أرجاء المهرجان، والتقت عدداً من الفنانين والمشاركين، وسألتهم عن رأيهم في الفعاليات.
الرياض | سارا محمد sara Mohamad - يارا طاهر yara taher
تصوير | منال الغلث Manal Alghulth
أدوات الفنانين
بسمة خوجة: اكتسبنا خبرةً كبيرةً في إبراز الفن بشكلٍ حضاري، ونعمل على تحويل الشوارع إلى أماكن جميلة
بدايةً، أشارت بسمة خوجة، المدير العام لشركة ضاد المتحدة للاستثمار، وهي شركةٌ تهتمُّ بالفنانين، وتركز على نشر الفن، إلى أنهم يدعمون الفنانين عبر إقامة أحداثٍ فنيةٍ متنوعة، مع التركيز على الجرافيتي والأعمال الجدارية، إلى جانب تنظيم ورش عملٍ للأطفال والكبار، وإطلاق متجر ضاد لبيع الأدوات الفنية من ماركاتٍ عالمية هي الأفضل في السوق، إذ تبقى سنواتٍ طويلة دون أن تتلف بأشعة الشمس أو الرطوبة، وقالت: «اكتسبنا خبرةً كبيرةً في إبراز الفن بشكلٍ حضاري، ونعمل على تغيير الشوارع والمدينة والمنطقة، وتحويلها إلى أماكن جميلة، والحمد لله وجدنا إقبالاً هائلاً ودعماً كبيراً لما نقدمه خلال مشاركتنا في المهرجان».
ازدياد الوعي الفني
ضياء رمبو: نلحظ اليوم ازدياداً في عدد الفنانين والوعي الفني والثقافي، ونشكر وزارة الثقافة التي تهتمُّ بالفنانين وتحتضنهم
وتحدث ضياء رمبو، فنان جرافيتي وشريكٌ ومؤسِّسٌ لـ «ضاد»، عن مشاركته في المهرجان، مؤكداً أنها «تجربةٌ جميلة، تسهم في نشر فن الجرافيتي، الذي بدأ لدينا عام 2005، وتطور بشكلٍ كبير، حيث نلحظ اليوم ازدياداً في عدد الفنانين والوعي الفني والثقافي، ونشكر وزارة الثقافة التي تهتمُّ بالفنانين وتحتضنهم وتدمجهم مع أبرز الفنانين العالميين من خلال هذه المهرجانات، التي تسهم في تعزيز التبادل الثقافي، ونتمنى استمرار هذا الدعم». وحول عمله الذي يشارك به، قال: «لكوني متخصِّصاً في صناعة الجرافيتي بأسلوب الشخصيات، فقد نفذت عملاً بعنوان هرولة، يعبِّر عن مشي المجتمع بسرعة وخطوات مدروسة نحو التطور، والاستفادة من الماضي في بناء مستقبلٍ زاهر بطريقةٍ متزنة بين السرعة والبطء، واستخدمت فيه البخاخات اليدوية، ولم ألجأ إلى أي مثبتاتٍ، أو أدواتٍ أخرى». مضيفاً «سأقدم دورةً مختصَّة في فن الجرافيتي، حيث سأشرح أساسياته البسيطة، مثل كيفية التعامل مع البخاخ، والتعرُّف عليه وعلى أدواته، والتقنيات المستخدمة، في مقدمتها الخطوط العريضة والنحيفة، وتكوين الرسمة».
تابعي المزيد: جداريات ملونة للحيوانات المهددة بالانقراض والتوعية بصراعها من أجل البقاء.
ورش العمل
رأفت السليماني: نجاح اللوحة يرتبط بتوافر مساحةٍ كبيرة لاستعمال البخاخ عليها، وتدريجها وتحديدها
فيما تطرَّق رأفت السليماني، فنان جرافيتي يمتلك خبرةً تتجاوز 12 عاماً في هذا المجال، إلى ما سيقدمه من دوراتٍ في سبيل نشر فن الجرافيتي قائلاً: «أتعاون مع أقدم متجر جرافيتي في جدة، وهو ضاد تول في تقديم ورش عملٍ عن رسم الجدارياتٍ باستخدام البخاخ، وتقديم لوحاتٍ بلا تداخلٍ، مع دمج الألوان بطريقةٍ إبداعية على مدى يومين للصغار والكبار». لافتاً إلى أن «نجاح اللوحة يرتبط بتوافر مساحةٍ كبيرة لاستعمال البخاخ عليها، وتدريج وتحديد اللوحة، إلى جانب إتقان الظل»، كاشفاً عن أنهم سيعلِّمون الأطفال كيفية التلوين بالبخاخ، والتحكُّم في استعماله، والرسم على مساحةٍ معينة.
وذكر السليماني، أن «الدورات تشتمل على الرسم على الجلد، إذ يُخرج الفنان في هذا النوع إبداعاته في إعادة تدوير المقتنيات، مثل المحافظ والأحذية والحقائب لتبقى معه دائماً، لكن بنمطٍ مختلف»، مبيناً أن «هذا الفن يختلف عن الجداريات لضيق المساحة فيه، وحمل شعار العلامة التجارية»، ناصحاً كل مَن يهوى فن الجرافيتي بأن يتعلم ويطوِّر نفسه عبر الدورات والورش المتخصصة.
النجاح في الاختلاف
عبدالله الخريف: الإقبال الجيد على المهرجان لكونه يقدم جوانب مختلفة عن بقية الفعاليات المماثلة
وكشف عبدالله الخريف، من براند Bani Beast، عن أن اسم البراند مستوحى من «مدل بيست»، لكن استُبدلت كلمة «مدل» بكلمة القبائل «بني». وأوضح أن الهدف من أزياء البراند، الذي انطلق العام الماضي، مزجُ الحضارات، لافتاً إلى أن البراند طرح تصاميم عدة لتيشيرتات، وبلوفرات شتوية، وفروات عصرية، ليست ثقيلة مثل الفروات المعروفة، وقال: «إلى الآن قدَّم البراند عدداً محدوداً من الفروات المميزة، وللعلم جميع تصاميمنا تناسب الجنسين، وطرحناها في موقعنا الإلكتروني، والحمد لله لاقت إقبالاً كبيراً من الحضور». وحول سبب الإقبال الجيد على المهرجان ونجاحه، ذكر: «المهرجان يقدم فعاليات مختلفة عن بقية الفعاليات المماثلة، وبسبب ضيق الوقت استهدفنا من مشاركتنا فئةً معينةً، وهي الفئة التي تفضل الفن».
تابعي المزيد: ألمانية في الثمانين تتحول إلى فنانة غرافيتي مشهورة
نحاكي أسلوب الشباب
خالد السويد: الإقبال على الفعالية في تزايد منذ تدشينها بسبب اهتمام الشباب السعودي بالفن والأزياء
وبيَّن خالد السويد، من براند Proud Angeles، أنهم تميَّزوا بطرح مجموعةٍ مختلفةٍ من الأزياء، بالتعاون مع الفنان الجرافيتي ريكس من جدة، حيث قدموا أعمالاً فنية، ومجموعةً متنوعةً من البلوفرات والتيشيرتات التي تحاكي أسلوب الشباب وما يفضلونه. وحول الإقبال على المهرجان، قال: «الإقبال على الفعالية في تزايد منذ تدشينها بسبب اهتمام الشباب السعودي بالفن والأزياء، وأعجبني كثيراً الرسم الذي نراه على الجدران في كل مكان، وهذا يدل على محاكاة وزارة الثقافة ذوق الشباب السعودي ورغباتهم».
عن المهرجان
جدير بالذكر، أن «شفت 22» مهرجانٌ سنوي يختصُّ بفن الجداريات، ويقام في مستشفى عرقة بالرياض خلال الفترة من 13 إلى 30 أكتوبر 2022، ويستهدف تسليط الضوء على واحد من أحدث أشكال الفن في السعودية عبر تقديم مجموعةٍ من الأعمال الفنية المنفَّذة من قِبل أشهر الفنانين المحليين والعالميين بشكلٍ خاصٍّ للمهرجان من أجل الاحتفاء بفن الجداريات في السعودية وجميع أنحاء العالم. وتركز النسخة الأولى من المهرجان على أسلوب الأنماط الهندسية المستوحاة من العناصر المعمارية لمستشفى عرقة، وتشتمل على أعمالٍ لأكثر من 30 فناناً، إلى جانب ورش عملٍ متنوعة، يقدمها أشهر الفنانين المحليين والعالميين، كما تضمُّ ساحةً للتزلج، ليمارس فيها محبو لوح التزلج هوايتهم الإبداعية، ومنطقةً لبيع الأزياء العصرية الشبابية، وعربات الطعام.
تابعي المزيد: شخصيات الفرنسي ليفاليت levalet تجوب شوراع باريس في مواقف سريالية وعبثية