في مُقابل الأشكال الهندسيّة المحدّدة، تبدو تلك العضوية حرّة وغير منتظمة أو متساوية، بل تتمتّع بالمنحنيات أو الزوايا المستديرة، وتعبّر عن طبيعة سجيّة (الأوراق والنباتات والحيوانات...). الواضح في أعمال التصميم والديكور أن الأشكال الهندسية، خصوصاً تلك ذات الزوايا المدبّبة تتراجع لصالح تلك العضوية الناعمة، التي تتمظهر في الأثاث والإكسسوارات وغيرها.
_
تعبّر الأشكال العضوية عن التلقائيّة والعفويّة، وهي ترتبط بالطبيعة، ومسؤولة عن جعل أي غرفة منزليّة تحلّ فيها تعكس صفة النعومة؛ فقد تظهر الأشكال العضوية في قطع الأثاث أو تركيبات الإضاءة أو قطع الديكور أو السجّاد أو فنّ الجدران... والمفتاح لتحقيق التوازن، المفردة كثيرة التردّد على ألسنة المصمّمين، هو استخدام الخطوط غير المنتظمة مع تلك القطرية والأفقية والعمودية، بدراية.
هويّة المكان
حسب مهندسة التصميم الداخلي وخبيرة الفنون والآثار زهراء بيضون، فإن الأشكال هي جزء لا يتجزأ من هويّة المكان والغرض منه؛ تركّز المهندسة الحديث عن الأشكال العضوية في التصميم والديكور الداخلي، فتقول لـ«سيدتي» إن «الأشكال العضويّة تعكس الانسيابيّة والراحة والانفتاح والترحاب في المساحات الداخليّة، وهي كثيرة الاستخدام، لا سيّما في الأثاث (الصوفا أو طاولة القهوة...) أو تصميم الجدران والأسقف والتفاصيل المعماريّة، بالتناغم مع الألوان الرائقة أو النقوش (هذه الأخيرة ليست سوى أشكال)، خصوصاً مع التوق إلى ارتباط المرء بالطبيعة عبر مكان سكنه، والاستراحة فيه. ما تقدّم هو من ذيول الإغلاق التام للوقاية من «الوباء التاجي»، ما جعل الناس يفهمون أكثر متطلّباتهم من منازلهم». وتضيف أنّه «في حضور الأشكال العضوية المستلّة من الطبيعة، مهما كانت الوسائط، يشعر الإنسان بأنّه في حال أفضل».
حضور الأشكال العضوية، مهما كانت العناصر التي تحملها، تُشعر الإنسان بأنّه في حال أفضل
أمّا الأشكال الهندسيّة، وتحديداً تلك ذات الزوايا الحادّة، مثل: المستطيل أو المربّع أو المثلّث، فإن «حضورها في المساحات الداخليّة، يتطلّب معرفة كبيرة من المصمّم حتّى يخرج المساحة بصورة متوازنة، وذلك لأن المنزل كثير الزوايا المستقيمة «مزعج» للبصر»، حسب مهندسة التصميم.
بالمقابل، الشكلان الدائري ونصف الدائري يقدّمان لمسة معمارية مميّزة إلى المساحة، خصوصاً مع تكرارهما فيها، وذلك في أعمال الجص الدائريّة (أو نصف الدائريّة) والأثاث الذي يحاكي الاستدارات الواضحة في أعمال التصميم الجدارية أو السقفية، ما يعكس الفخامة.
الأقواس في أعمال التصميم والديكور
لناحية الأقواس، التي تعرف استعادة في الفترة الأخيرة، في أعمال التصميم والديكور، فهي حسب المهندسة، عندما تحلّ سواء في النوافذ أو الأبواب أو المداخل أو الممرّات، تحكي عن قيمة تاريخيّة واجتماعيّة. للأقواس هوية قديمة، ترتبط بحضارات وشعوب وأماكن عبادة... استخدامات الأقواس كثيرة، في الديكور والتصميم، فهي قد تكون عبارة عن عناصر معمارية ثابتة في المساحة، خصوصاً مع ارتفاع الأسقف، فتجمل المكان، وتجعل الأشياء الأخرى تتفاعل معها.
التوازن الشكلي في التصميم والديكور
- تقضي المبالغة في حضور عناصر ثابتة ومتحركة ذات أشكال هندسيّة مستقيمة الزوايا، في المساحة، على روحيّة المكان، وجماليته. لذا من المهم الموازنة بين حضور العناصر المذكورة وتلك الانسيابية، مع تكرار الثانية. مثلًا: في المساحة الداخلية الواحدة، قد تحلّ الأشكال العضوية، في أحجام مختلفة أي على الصوفا والسجّادة واللوحة... بالمقابل، يمكن اختيار طاولة القهوة سداسيّة الشكل.
- الاعتماد في التصميم الداخلي السكني، وفي أي غرفة، مهما كانت وظيفة الأخيرة على النقطة المحورية، تلك التي تلتقط العيون. مثلًا: قد يكون الشكل العضوي هو النقطة المركزيّة، الذي تحمله وحدة إضاءة متدلّاة، تتخذ الشكل العضوي، مع طاولة (كوفي تايبل) تحمل الشكل عينه، وقطع الأثاث الأخرى... ما يعكس جمالية المكان.
- النصيحة «الذهبية» هي تلبية التصميم الداخلي والأثاث لأسلوب حياة مستخدميه (أي قاطني المنزل).