العديد من الناس يرغبون في تغير حياتهم إلى الأفضل، وهذا لا يأتي سُدى ولكن يأتي من خلال خطوات لابد على كل إنسان أن يخطوها، وتغير الإنسان لنفسه يأتي من خلال الإرادة التي يتسم بها. لأن الإنسان دون إرادة لا يستطيع أن يغيّر من حياته أو أن يصل إلى أهدافه أو حتى يصل إلى النجاح الذي يرغب فيه. لذلك فإن تغير الحياة للأفضل من أهم الأشياء المتغيرة في حياة كل شخص، ولكي يصل إلى التغير الأفضل. يقول الدكتور تامر شلبي خبيرالتنمية البشرية لسيدتي : إن التغيير للأفضل مطمح لكل الناس وغاية كل شخص في هذه الدنيا. فالتغيير ليس مجرد كلام تنطق به ألسنتنا، ونردده على مسامع الآخرين، بل هو سنة الكون ومنهاج تسير عليه كل الموجودات. والإنسان أيضاً بطبيعة الحال يسعى دائماً للأفضل ويطمح للتفوق والنجاح في الحياة، فلابد من متابعة عدة خطوات من أجل تغير حياتك من الداخل وهي:
-إدراك دوافع التغيير
إن من أهم عوامل النجاح والتفوق في الحياة هو معرفة الأسباب و الأهداف التي من خلالها يمكنني تغيير ذاتي وشخصيتي للأفضل.يسعى الإنسان دائماً للنجاح والسعادة وتجاوز الصعاب والمحن، ولتحقيق ذلك لابد من إدراك دوافع التغيير لأنها هي التي تمهد الطريق التي يجب السير عليها من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة. فمثلاً عندما تلاحظ أن اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في كثير من الدول والأكثر استعمالاً في المجالات الحيوية، حتى إن أغلب الدول العربية تعتمد عليها في المعاملات اليومية، وهنا أنت عرفت مكامن الضعف وأدركت دوافع التغيير، وبالتالي تتشكل داخلك الرغبة في تعلم اللغة الإنجليزية وتبدأ في مرحلة التطبيق والإنجاز.
-الثقة بالنفس
تعتبر الثقة بالنفس من الميزات الشخصية التي تحدد شخصية الفرد ومدى قدرته على التوافق مع ذاته ومع المجتمع، كما أن الثقة بالنفس تشكل شرطاً مهماً من شروط النجاح، بحيث إن الشخص الواثق من نفسه وقدراته يستطيع الخوض في تجارب جديدة دون الخوف من الفشل والإحباط ويسعى جاهداً من أجل تطوير ذاته ومؤهلاته والاستفادة من الفشل والإخفاقات من أجل الوصول إلى النجاح والتفوق. على عكس ذلك، فالشخص الفاقد للثقة، غالباً ماتجده محبطاً ويائساً من الحياة وغير مدرك لأهمية تطوير الذات والعمل على تقوية أسس الثقة في النفس.-التخطيط للمستقبل
إذا بحثت عن الشركات التي فشلت ولم تعد موجودة ستجد أن كلها لم تخطط للمستقبل واكتفت بالحاضر فقط، فلاحظ على سبيل المثال شركة نوكيا التي كانت في يوم من الأيام مستحوذة على سوق الهواتف المحمولة إلى شركة منهارة فقدت كل إمكاناتها، والسبب يعود إلى أنها لم تضع استراتيجيات العمل للمستقبل.نفس الشيء ينطبق على الإنسان حيث إن أساس تطوير الذات والنجاح في الحياة يقتضي التخطيط للمستقبل.
-الاعتناء بالنفس
يعتبر الاعتناء بالذات من الأولويات التي أوصانا بها الإسلام، وذلك من خلال الاهتمام بالمظهر الخارجي كالملابس الجميلة الأنيقة والعطر والأكل الصحي والنظافة الشخصية، وأيضاً الاهتمام بالذات بصفة عامة كتنمية المواهب الفردية والتدرب على مهارات جديدة، حيث إن إهمال الذات تتسبب في مشاكل كثيرة للفرد مما تجعله ضعيف الإرادة وفاقداً للراحة والنشاط ومؤمناً بالفشل ومحبطاً وكئيباً.-التعلم من الناجحين
توجد مئات القصص للأشخاص الناجحين في العالم، فلماذا لا نسير على خطاهم ونهجهم من أجل تحقيق النجاح؟ تصادفنا في بعض الأحيان صعوبات وعراقيل تجعلنا نرغب في التوقف عن أحلامنا ورغباتنا ونود الاستسلام للحياة والقدر، لكن بمجرد أن تدرس قصص الناجحين وتتمعن فيها، تنهض من جديد بعزيمة أقوى لاستكمال ما بدأته، مستفيداً من تجارب الناجحين وخبراتهم وتتعلم من أخطائهم للسير في الطريق الصحيح، طريق النجاح.-تجربة أشياء مختلفة
غالباً ما نسعى للقيام ببعض الأمور لكننا نكون خائفين ومترددين لأننا ببساطة غير متعودين عليها، لكن في الحقيقة يجب علينا الخروج من منطقة الراحة أو كما تسمى في بعض الأحيان منطقة الأمان. إذا كنت تريد تجربة السفر لوحدك، هيا سافر لوحدك لاتخشى شيئاً، تريدين تعلم اللغة الإنجليزية أو أي لغة، ماذا تنتظرين؟ لا تهتموا بالآراء السلبية للناس.-تعلم مهارات جديدة
لا يكتفي الإنسان بمعرفة المهارات التي يجيدها، بل يبحث عن مهارات جديدة ليتعلمها ويستفيد منها في حياتها المهنية أو الدراسية. إلى جانب أن الإنترنت وفرت عدة مصادر ومواقع مجانية تساعد على تعلم مهارات جديدة.-ممارسة الرياضة :
تساعد الرياضة على تهذيب النفس ورفع المزاج والشعور بالحيوية والنشاط. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام، تعتبر طريقة جيدة لتفريغ الأحاسيس السلبية والتدرب على الانضباط والالتزام.-قراءة الكتب :
تعتبر مطالعة الكتب متنفساً فريداً للكثير من الناس، فهي لها القدرة على تنمية القدرات الفكرية والإبداعية. توجد آلاف الكتب في شتى المجالات كعلم النفس، تطوير الذات، ريادة الأعمال والسيرة الذاتية للأشخاص الناجحين تساعد الشخص على أن يرى الحياة بشكل مختلف ويسعى لتطوير ذاته وشخصيته للأفضل.-الاستيقاظ مبكراً :
يقول مثل مغربي مشهور "الفياق بكري بالذهب المشري" فعند الاستيقاظ مبكراً يستطيع الفرد إنجاز الكثير من المهام وبالتالي تحسين الإنتاج والمردودية، بالإضافة إلى أن أغلب المليارديرات مثل بيل غيتس ووارن بافيت ينصحون بشدة على الاستيقاظ مبكراً.-تغيير روتين الحياة :
يُحدث الروتين اليومي المتكرر فتوراً في الحياة ويصاب الشخص بالملل والضجر من تكرار نفس الشيء مرات عديدة، لذلك يجب على الفرد القيام ببعض الأعمال غير الروتينية البسيطة من أجل تغيير نمط الحياة المتكرر، مثلاً : ممارسة الرياضة، زرع حديقة منزلية جميلة، الخروج للتنزه، تكوين صداقات جديدة، إعادة ترتيب أثاث البيت، الاتصال بأفراد العائلة، تعلم مهارات و أشياء مفيدة.-خفض سقف التوقعات :
يسعى الإنسان دائماً للمثالية أثناء القيام ببعض الأمور، ولا يحبذ الوقوع في الأخطاء. وهذا الأمر من ناحية فهو شيء جيد ومرغوب فيه، لكن من ناحية أخرى فهو أمر سييء جداً، لأنه لايوجد شيء في هذه الدنيا صحيح مئة بالمئة، حيث إن البحث عن المثالية غالباً مايسبب خيبات الأمل، لذلك لاتهتم إن أخطات في أمر ما، حاول أن تصحح الأمور وتتعلم منها وتستفيد منها مستقبلاً.