يعتقد علماء النفس بأن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الناس تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز ، لا عن طريق الكلام واللسان ( ويقال إن هذه الطريقة ذات تأثير قوى ، أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات ) ،،ومن الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها جميعاَ هي تجاهلنا للغة الجسد والإيماءات في محاولتنا فهم ما يقوله لنا أحدهم أو إحداهن وقراءة أفكاره أو أفكارها بل إننا نمضي ساعات في تحليل الكلمات التي قيلت لنا من دون أن ندرك مغزاها؛ لأننا لا نحسب بالشكل الكافي لغة الإيماءات.
تقول الدكتورة اميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي: لغة الجسد مهارة اجتماعية مهمة جدا فهي تعطيك القدرة على قراءة المتحدثين من حولك وبيان بعض جوانب من شخصياتهم، بعضنا يتمكن من قراءتها بشكل طبيعي وبعضنا يصعب عليه هذا ، للتعرف على بعض الحقائق المتعلقة بقراءة لغة الجسد التي تظهر الشخصية التي أمامك حيث تمنحنا لغة الجسد الكثير من المعلومات المفيدة حول ما يدور في رأس الشخص الذي أمامنا، طرق رائعة تمكّنكم من فهم لغة الجسد للأشخاص من حولكم، والاستفادة منها في بناء علاقات شخصية ومهنية أفضل: -تعرف على من يعارضك من خلال حركة الذراعين أو القدمين : يمكنك معرفة رأي الشخص الذي أمامك حول ما تقوله من خلال تحليل حركة ذراعيه وساقيه. حيث أنّ تقاطع الذراعين والساقين يعني في العادة أن الشخص المقابل لك قد وضع حواجز مادية تشير إلى أنه لا يتقبل ما تقوله، وليس منفتحًا على أفكارك. حتى وإن كان هذا الشخص مبتسمًا ويشاركك الحديث باستمتاع، إلاّ أنّ حركة جسده تعبّر عمّا يشعر به فعليًا دون وعيٍ منه.
-التمييز بين الابتسامة الحقيقية والمصطنعة
حينما يتعلّق الأمر بالابتسام، فالشفتان قادرتان على الكذب حتمًا، لكن ذلك مستحيل مع العينين. حينما يبتسم لك شخصٌ ما بصدق، ستصل ابتسامته إلى عينيه، وتظهر تجاعيد صغيرة حولها أشبه بآثار أقدام العصافير! هذا هو دليلك لمعرفة ما إذا كان أحدهم سعيدًا حقًا برؤيتك أم لا. إذ غالبًا ما تُستخدم الابتسامة كقناع لإخفاء الكثير من المشاعر والأفكار، لكنها في هذه الأحيان تكون ابتسامة غير حقيقية، ولا تتعدّى انثناء الشفتين للأعلى. الابتسامة المصطنعة لا تعني بالضرورة أنّ الشخص الذي أمامك يكيد لك أمرًا ما، لكن قد تكون إشارة إلى أنّ هناك أمرًا آخر يقلقه ويشغله أثناء الحديث، ممّا يدفعه لمجاملتك على هذا النحو دون وعي منه.-تقليد حركات جسدك أمر إيجابي :
يعدّ هذا الأمر إشارة إيجابية للغاية. إذ إننا نقلّد حركة الشخص الذي أمامنا دون وعي منّا حينما نشعر بأنّنا أقرب إليه. ليس هذا وحسب، فحدوث مثل هذا الأمر خلال المحادثة، إشارة جيّدة على أن التواصل يسير جيّدًا وأنّ الطرف الآخر يتقبّل الكلام بصدر رحب. يمكن لأصحاب الشركات الاستفادة من هذه الطريقة في معرفة شعور الآخرين أثناء التفاوض معهم لعقد صفقة ما. فإن كانوا يقلّدون حركة جسد الطرف الآخر، فذلك يعني أنهم يوافقونه الرأي، وأنّ الصفقة ستنتهي على نحو مرضٍ للطرفين.-وضعية الجسد تقول الكثير:
لقد اعتاد الدماغ على الربط بين قوّة الشخص وبين المساحة التي يحتلّها من حوله. لذا فالوقوف باستقامة مع رفع الكتفين يعدّ وضعيّة قوة لأنها تأخذ حيّزًا أكبر. وبالمثل، يُشير ارتخاء الجسم أو تقوّس الظهر إلى الضعف وانعدام الثقة بالنفس، نظرًا لأن الجسم في هذه الحالة يأخذ حيّزًا أقلّ. وهكذا يمكنك معرفة الكثير عن مدى تقدير الشخص لذاته وثقته بنفسه من خلال طريقة وقوفه أو جلوسه، وحجم الحيّز الذي يأخذه من حوله.-العيون لا تكذب :
اعتمد آباؤنا هذه الطريقة انطلاقًا من اعتقادهم بأنّه من الصعب على الشخص التحديق في الطرف الآخر عند الكذب، وهو أمرٌ صحيح إلى حدّ ما، لكنه أصبح معروفًا للغاية لدرجة أنّ الكثيرين يحافظون على التواصل البصري أثناء الكذب. ومع ذلك، لا يزال بإمكانك الكشف عمّا إذا كان أحدهم يكذب عليك أم لا... إن كنت تتحدّث مع أحدهم، وكان يحدّق فيك بطريقة غريبة تشعرك بعدم الارتياح، فذلك يعني على الأغلب أنّه يخفي شيئًا ما، خاصّة إن كان لا يرمش إطلاقًا أثناء التحديق إليك. - رفع الحاجبين يدل على عدم الراحة يوجد ثلاثة مواقف رئيسية قد تتطلّب منك رفع حاجبيك: عند الشعور بالخوف. عند الشعور بالمفاجأة. أو في حال الإحساس بالقلق. وعليه، فمن الصعب حقًا أن تقوم بهذه الحركة أثناء التحادث حول موضوع يُشعرك بالراحة والأنس. لكن كيف تستفيد من هذه المعلومة في معرفة ما يفكّر فيه الآخرون؟ حسنًا، إن كنت تتحدّث مع أحدهم، ورأيته يرفع حاجبيه، على الرغم من أنّ موضوع الحديث لا يدعو إلى القلق والخوف، المفاجأة، فاعلم هنا أنّ هذا الشخص يشعُر بعدم الارتياح، وباله منشغل عنك بأمر آخر مختلف.- إيماءات الرأس المبالغ فيها تشير إلى القلق :
لا تعني إيماءة الرأس الموافقة على الدوام، فقد يكون هنالك إلى جانب "الموافقة" مشاعر أخرى تجهلها، غير أنّها تظهر جليّة من خلال لغة الجسد. حينما تطلب شيئًا من أحدهم، وتجد أنّه يهزّ رأسه موافقًا بشكل مبالغ فيه، فاعلم أنّه يشعر بالقلق حيال ما تفكّر فيه اتجاهه، وربما يحسّ بأنّك تشكّك في قدرته على إتمام هذه المهمّة بنجاح، ممّا يدفعه إلى هزّ رأسه أكثر في محاولة لا واعية منه لإقناعك بقدرته على تنفيذ ما طلبته منه بنجاح.- الفك المشدود يشير إلى التوتر :
الفكّ المشدود، الرقبة المشدودة أو الحاجب المعقود...كلها علامات على الإجهاد. بغض النظر عما يقوله لك الشخص، فإنّ إظهار هذه العلامات يعدّ دليلاً قويًّا على شعوره بالإنزعاج. ربما يكون موضوع المحادثة مقلقًا له، أو ربّما هو يفكّر في موضوع آخر يثير قلقه ويتعبه. عليك هنا التركيز على التناقض بين ما يقوله الشخص وما تخبرك به لغة جسده المتوتّرة لتحديد ما إذا كان السبب هو موضوع المحادثة، أم شيئًا آخر لا تعلمه. نستنتج ممّا سبق، أنّه وعلى الرغم من أنّنا قد لا نستطيع قراءة ما يدور في رأس أحدهم بالضبط، إلاّ أنّنا مع ذلك قادرون على معرفة الكثير من خلال لغة جسدهم، خاصّة حينما تتعارض لغة الجسد مع ما يقولونه لفظيًا. هذا الأمر يُسهم بلا شكّ في تحسين عملية التواصل، وفهم ما يشعر به الآخرون تجاه ما نقوله أو نفعله. كما يساعدنا على فهم أنفسنا، ومعرفة ما نشعر به حقًا من خلال مراقبة لغة جسدنا الخاصّة نحن أيضًا.- فرك الأصابع علامة تدل على عدم الراحة
إذا كنت تحاور شخصاً و لاحظت بأنه يفرك أصابعه أو يشبكها، فاعلم بأنه غير مرتاح، أو متوتر، لأي سبب من الأسباب، وقيامه بهذه الحركة التي تسمى في علم النفس بالملامسة الذاتية للحصول على بعض الراحة، أما إقدامك على هذه الحركة فهو دليل على ارتباكك، و يجب عليك تجنبها، في المواقف التي تتطلب الثقة بالنفس.-التراجع إلى الخلف بسرعة من بعد الانتهاء من الكلام دليل على الكذب
إذا تراجع شخص إلى الوراء قليلاً بعد إخبارك بحقيقة ما فاعلم أنه كذب عليك، و يحاول من خلال تراجعه للوراء الهروب من كذبته.- حك الأذن، الأنف، أو الذقن مع عبارة لقد فهمتك دليل على عدم الفهم
إن كنت تشرح فكرة معينة، ولاحظت أن الشخص الذي تحاوره يحك أنفه، أذنه، أو ذقنه مع تحريك رأسه نحو الأسفل و الأعلى موحياً بأنه فهم ما تقصده، فاعلم بأنه لم يفهم شيئاً مما قلته.-تغطية الأعضاء عند الجلوس دليل على عدم الثقة بالنفس
نجد بأن بعض الأشخاص يميلون إلى وضع حقائبهم أو قبعاتهم لتغطية أعضائهم عند الجلوس، و هذا يوحي بعدم ثقة الشخص بنفسه،أو عدم رضاه عن جسمه.-لغة اليدين أثناء الحوار
نستعمل اليدين بكثرة أثناء الحوار و من أهم إيماءات لغة اليدين: • وضع الشخص لإحدى يديه على رقبته أثناء الحوار دليل على أن الحوار مفتوح و بأنه بدأ فعلاً في التخلي عن موقفه و الاقتناع بكلامك.• تقاطع الذراعين يكون دالاً في العادة على نفوذ الشخص و ثقته بنفسه و موقفه.
• أما إن كان الشخص مكتئباً غير مبالٍ بما سيحدث ستجد بأنه يضع يديه في جيبيه مع طأطأة الرأس، و قد يدل هذا أحياناً على الندم.