تنسجم مع الديكور الداخلي.. طرق متقدّمة في عزل الصوت

سواء تعلّق الأمر بموقع المنزل، في الطريق العامّ، حيث حركة المرور كثيفة، أو بتعدّد نشاطات ساكني المنزل في وقت واحد أي أن أحدهم يذاكر دروسه فيما الآخر يجري اجتماعاً «أونلاين»، والثالث يشاهد التلفزيون، أو بمجاورة شقّة أهلها «مزعجين»، أو يكبر فيها صغار أشقياء أو يمارس مالكها العزف، مع الإكثار من النغمات النشاز... فإن البحث عن حلول لامتصاص الضوضاء أمر لا بدّ منه، علماً أن بعض الحلول «اقتصادي»، وبعضها الآخر يقضي الاستعانة بخبير.
__
لناحية الطرق الهادفة إلى الحدّ من الضوضاء، من دون إنفاق المال، فإن قطع المفروشات تتقدّمها، على أن تكون منجّدة بأنسجة، مثل: الجلد المدبوغ أو الألياف الدقيقة أو «الشنيل» أو القطن أو المخمل المضلّعين، إذ هي تمتصّ عندئذ الصوت، مع إضافة الوسائد إلى الأرائك أو المقاعد أو الكراسي، لفعاليّة أكبر. في هذه الحالة، توزّع قطع أثاث عدة، على الجدار، الذي يخترقه الصوت، من دون القفز عن عامل التوازن في ديكور الغرفة. تقوم الستائر السميكة، بدور أيضاً، في هذا الإطار، خصوصاً إذا كانت النافذة تنقل أصواتاً غير مرغوب بها. وكذا يفعل السجّاد، في حال الأرضيّات الخشبية. في أحيان أخرى، يكفي نقل السرير من حائط إلى آخر للاستغراق في النوم.
يؤيّد المهندس المعماري والاختصاصي في عزل الصوت همام الكحالة، استخدام السجاد والستائر والأثاث للتقليل من مستوى الضوضاء، لكن يحصر الكحالة هذا الدور بحالة الأصوات ذات المستوى المعتدل. ويلفت إلى أنّه في بعض الأحيان، قد يكون تأثير إعادة توزيع المتاع قليلاً أو غير ملحوظ، وذلك حسب المساحة التي يوضع فيها الأثاث والسجاد أو الستائر، كما نوع الأنسجة المختارة للعناصر المذكورة، علماً أن بعض أنواع القماش يسمح بامتصاص الموجات الصوتية، فيما البعض الآخر يقوم بدور سلبي في هذا الصدد.

ألواح «البوليستر فايبر» الجداريّة

الطرق المتقدّمة في الحدّ من الضوضاء، لا تخلو من جاذبيّة، ومنها: استخدام ألواح «البوليستر فايبر» التي تسمّى اختصاراً بـPET. عن هذه الألواح، يقول الكحالة إنّها تحلّ على جدران غرف النوم والمعيشة والأطفال والممرّات... وتوفّر أداءً عالياً، في إطار امتصاص الأصوات المرتفعة وعلاج الصدى داخل الغرف، مع جعل المساحة تبدو أنيقة، لناحية الديكور، وذلك لتعدّد ألوان الألواح المذكورة، وتقديم خيارات متعدّدة لتركيبها على الجدران، علماً أن تركيب الألواح والاعتناء بها سهل للغاية. ويوضّح أن «الألواح المذكورة مصنوعة من مواد معاد تدويرها، وتتوافر في أكثر من عشرين لوناً، وتصاميم وأشكال لا حصر لها، ما يحقّق الانسجام مع عناصر الديكور الداخلي الأخرى».

مواد عزل الصوت تتطوّر يوماً بعد يوم، لنواحي النوعيّة والأداء وسهولة التركيب

الزجاج المزدوج

من الطرق المتقدّمة لحجب الضوضاء أيضاً، هناك زجاج النافذة المزدوج العازل للضوضاء، كما الزجاج ثلاثي الألواح؛ عن الفرق بينهما، يقول الخبير إنّه، بالمقارنة مع الزجاج المزدوج، فإن الزجاج الثلاثي يقلّل الضوضاء الآتية من الخارج، شريطة أن تحقّق النافذة ذات الزجاج الثلاثي الشروط الآتية:

• استخدام طبقة على الأقلّ (أو طبقتين) من الزجاج المقسّى.
• صنع النافذة من زجاج ذي سماكات مختلفة.
• التأكّد من أن النافذة مجهزة لعزل الصوت ومنع تسرّبه.

تقنيّات جديدة

يجيب الكحالة عن سؤال «سيدتي» حول التقنيّات الجديدة، على صعيد طرق التخفيف من الضوضاء، بغرف المنزل، قائلاً إن «مواد عزل الصوت تتطوّر يوماً بعد يوم، لنواحي النوعيّة والأداء وسهولة التركيب». ويستشهد بـ «اللصوق الصوتي» Acoustic Plaster، فهذا الأخير عبارة عن لصوق (بلاستر) معالج لارتدادات الموجات الصوتية، التي تتسبب بالصدى، يرشّ على الجدران والأسقف، وذلك عند تنفيذ الطبقة النهائية من الدهان، بعد تركيب مواد العزل الصحيحة، ما يساعد في امتصاص أكثر من 70 % من الضوضاء غير المرغوب بها ضمن المساحات والغرف الكبيرة.

نصائح...

يوضّح الكحالة، للقارئ، الذي يشكو من الضوضاء، في محلّ سكنه، أن «مصادر الإزعاج والضوضاء في المنازل متعددة؛ بعضها خارجي متمثّل في حركة مرور السيارات وأعمال الطرق، وبعضها داخلي، مثل: أصوات التلفاز وأجهزة التكييف وجلبة الصغار». ويدعو إلى «تحديد المصدر الرئيس للضوضاء، وعلاجه باستخدام مواد عزل الصوت الصحيحة والخاصة بهذا النوع من الضجيج، بعد استشارة المتخصّصين في عزل الصوت»، لافتاً إلى أن «بعض الطرق الأوّلية أي زيادة عدد المفروشات والسجّاد قد يفيد لدرجة معينة، لكن لا يحقّق النتيجة المطلوبة».
وينصح بعزل الصوت وعلاج صداه، خلال المراحل الأولى من تصميم المنزل، الأمر الذي يوفّر الكثير من المبالغ الماليّة، ويأتي بنتائج ناجحة. في هذا الإطار، يُعالج الصوت عن طريق عزل عناصر البناء من أسقف وجدران وأرضيّات بمواد عزل خاصّة بكل عنصر منها، وذلك للحؤول دون نقل الأصوات بين الغرف والمساحات. في خطّة الديكور، بعد ذلك، تستخدم مواد ذات أسطح ماصّة للموجات الصوتية، وتكسى بتكسيات، مثل: «اللصوق الصوتي»، والألواح النسيجية، و«البوليستر فايبر»، والخشب المثقب.

اجتماعات العمل عن بعد

يتطلّب أنموذج العمل الهجين المنتشر كثيراً، في الآونة الأخيرة، الأنموذج الذي يقضي بأداء المهام في بعض الأيّام من مقرّ الشركة، وفي أخرى عن بعد (من المنزل)، تأثيث مكتب منزلي، في مساحة هادئة، للتركيز، كما حسن المشاركة في الاجتماعات «أونلاين». أمّا في حضور الأصوات الخارجية وتلك الداخليّة وصداهما، في المنزل، فإن في الأمر تحدّياً للعامل عن بعد، الأمر الذي قد يخفّض الإنتاجيّة.
في المواجهة، ينصح الكحالة باختيار الغرفة الأكثر هدوءاً، وتحويلها إلى مكتب، مع إضافة نظام عزل الصوت لكلّ من الجدران والسقف والباب والنافذة، ما يخلق جوّ عمل مناسباً. لكن، إذا لم تكن الأمور المذكورة آنفاً متاحة، ينصح الكحالة بشراء حجرة عازلة للصوت، وهذه الأخيرة عبارة عن غرفة صغيرة قد تتسع لشخص واحد أو أكثر، وتضمن الحلّ الأفضل لعزل الصوت، و«تنسج» بيئة عمل أكثر هدوءاً و«إنتاجيّةً».