كما عهدناها دبي، ساحة كبيرة للفن والإبداع الذي تجسد بقوة مع نهاية 2022 في أسبوع دبي للتصميم الذي انتهت فعالياته في نسخته التاسعة تحت رعاية كريمة من الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي وعضو في مجلس دبي. كاميرا «سيدتي» في جولة داخل المعرض، في حي دبي للتصميم (d3)، الذي ضم أحدث مجموعات التصميم ونتاج التعاون المبتكر والمفاهيم الإبداعية في عالم التصميم المعاصر، والتقينا ببعض المصممين الذين تحدثوا عن مشاركاتهم في أسبوع دبي للتصميم.
جوزيف ماكفير: استخدمت مجموعةً من الأنماط الهندسية من الحقبة الأموية في القرن السابع
«أميّة» تتويج لفن النقوش الإسلامية
توقفت كاميرا «سيدتي» أمام لوحة «أمية»، للفنان الإيرلندي جوزيف ماكفير، التي، كما قال، كانت تتويجاً لرحلته التي دامت أربع سنوات في دراسة فنّ النقوش الإسلامية، من دبي إلى لندن والقاهرة والمغرب وقرطبة في إسبانيا؛ إذ يقول: «في هذا العمل الفنّيّ، استخدمت مجموعةً من الأنماط الهندسية النابضة بالحيوية من الحقبة الأموية في القرن السابع، لأبدع لوحةٍ من الصلصال منحوتة يدوياً».
ماكفير وضع اللوحة في فرن بحرارة 1220 درجة مئوية، أنشأه في أستديو خاص به في دبي التي يقيم بها منذ 27 عاماً، يعلّق قائلاً: «استخدمت مجموعة متنوّعة من الزجاجات تتراوح ألوانها بين الأزرق السماوي، والأصفر المشبع بالحياة، والأزرق والليموني الحاضر في مراكش».
رانيا فهمي: تصاميمي مستوحاة من الحياة اليومية والتجارب التي نمرّ بها
في جناح يحكي سيكولوجية الألوان، بدءاً من اللون الأصفر ومروراً بالأزرق الفاتح والأزرق السماوي المريح للأعصاب، وليس انتهاء بلون الموف الفاتح الذي يبعث على الهدوء بالمكان.. قطع أثاث في حضور لافت للذكر والأنثى، وهما يجسدان سوياً ذاك التلاحم الروحي الذي يمكن تفسيره بأنه مفعم بالحب.
لقاؤنا مع المصممة رانيا فهمي من مصر، التي أقدمت بجرأة على صناعة الأثاث الأصلي غير المُقلد بالتعاون مع مصممين موهوبين وفنانين ومُصنعين في أفضل المصانع بمصر، تقول رانيا: «مجموعتي R’KAN Edition التي أشارك بها في أسبوع دبي للتصميم، مستوحاة من الحياة اليومية والتجارب التي نمرّ بها». تستدرك قائلة: «أستقي الإلهام من تجاربي الشخصية في الحياة، لا بل أيضاً من تجارب الآخرين. لذا تحمل كلّ قطعة في طيّاتها قصةً فريدةً. فأنا على قناعة تامة بأنّ هذه التجارب تلقى صدى لدى الأشخاص، وتعطي معنى وقيمة أكبر لتصاميمنا».
تابعي المزيد: الفنّ المبتكر" ينطلق في حي دبي للتصميم بمجموعة متنوعة من المعارض الفنية والعروض المباشرة
عفراء وشيخة بن ظاهر: «تغرودة» أناشيد شعر بدوي أثناء الترحال
عفراء وشيخة بن ظاهر: انتقلنا إلى حيث هبت علينا الرياح
هي مجموعة متناسقة من السجاد المعاصر تتألف من ثلاث قطع من السجاد تم تصميمها على يد المبدعتين الإماراتيتين عفراء وشيخة بن ظاهر مستوحاة من ثقافة الإمارات، تحت رعاية شركة «إيوان مكتبي»، تركّز مجموعة «تغرودة» على التواريخ المشتركة والمناظر الطبيعية والعناصر الثقافية في منطقة الخليج، وهي مستوحاة من أناشيد الشعر البدوي الذي يُؤلف ويُلقى تقليدياً أثناء الترحال عبر الصحاري. الأنشودة الآسرة لا تسلّي السائرين في القوافل فحسب، بل تشجع القطيع أيضاً على التحرك بتناغم.
تقول الأختان عفراء وشيخة: «لم يُقصد بالمجموعة فك الرموز، بل تُركت مفتوحة للتأويل؛ حيث تمثل الخطوط العريضة السميكة الموجات الصوتية المتنقلة وأصوات مغنيي التغرودة وهم يتنقلون عبر البلاد. تقول إحدى التغرودات الشائعة: «انتقلنا إلى حيث هبت علينا الرياح؛ حيث وجدنا مصادر الحياة، وحيث دعت الفرصة، وكالرمال، انتشرنا، واندمجنا في مجتمعاتنا وازدهرنا»».
هدى بارودي وماريا حبري: «بقجة» دعوة للانتصار واستخدام القوة
هدى بارودي وماريا حبري: فكرة تصاميمنا تدور حول الامتناع عن الغضب ببساطة
في زواية من d3 استوقفنا مجسّم تبدعه «بقجة» يحكي عن المشاكل المختلفة التي تواجه جنسنا البشري، وهو عبارة حلقة ملاكمة، في وسطها كيس يحكي عن «الهاجس الذي يثير غضبك؟» .. «بقجة» هي شغف الثنائي المشترك بالأثاث والمنسوجات والفن والتصميم هدى بارودي وماريا حبري. وبينما قضت هدى حياتها في جمع الأقمشة من طريق الحرير، كانت ماريا خبيرة في قطع الأثاث العتيقة ذات الجمال الخفي، تقول هدى: «يمثل هذا المجسّم الفني خلال هذا الحدث دعوة انتصار من جانب بقجة: «لا تغضب ببساطة، افعل شيئاً حيال ذلك. استخدم قوتك»!
التقطت كاميرا «سيدتي» صوراً لأشرطة ربطتها «بقجة» بحلبة الملاكمة، تعلّق ماريا: «الحلبة قصة بشرية، مكتوبة من سطور آلامنا الحالية». وكشفت المصممتان أنه في نهائيات كأس العالم 2022 التي ستقام في قطر، ستتم مشاركة هذا المجسّم الفني لإلقاء الضوء عليه من جانب المشاركين في حي مشيرب (وسط مدينة الدوحة).
تابعي المزيد: احتفاءً بتخريج الجيل القادم من المبتكرين معهد دبي للتصميم والابتكار ينظم "معرض الخريجين"
هدى العيثان وريما المهيري تبدعان «أنامل» و«تِبراة»
هدى العيثان وريما المهيري: الارتباط بالهوية في الأعمال أساس أي مجتمع في زمن العولمة واندماج الأفكار
تكرّس المصممة السعودية هدى العيثان أعمالها للجوهر والهوية، فهي تجدهما أساس أي مجتمع في زمن العولمة واندماج الأفكار، تستدرك قائلة: «طالما تساءلت عن تراثنا وثقافتنا، كيف أحافظ عليهما، في تصميمي «أنامل» الذي شاركت فيه عبر برنامج «تنوين»، الذي أطلقته «تشكيل»، في أسبوع دبي للتصميم، كان عملي «أنامل» عبارة عن إضاءة تتمحور حول السفينة، وهي نسج الخوص، الذي عشت فيه صراعاً بين المحافظة على هذه الحرفة كما هي، وبين عالم التصميم الحديث». كما صممت ريما المهيري إضاءتها المميزة «تِبراة»، مستلهمة إياها من البيئة الإماراتية، تتابع ريم: «صرت أبحث عن الكتابات التي تخص صيد اللؤلؤ، القطعة التي صممتها كانت تعبيراً حياً عن حماية البيئة التي نتسبب نحن البشر بالضرر اليومي لها. فقد لفت انتباهي أننا نرمي نصف السمكة قبل طهوها، ومنها القشور وهي مادة صلبة قابلة للغسيل والتجفيف؛ حيث تذهب عنها الرائحة، وتتحول إلى اللون الأبيض، الذي يشبه اللؤلؤ، وهو قابل أيضاً للصباغة، ثم توصلت إلى لاصق طبيعي بعيداً عن البلاستيك قابل لإعادة التدوير». تستطرد قائلة: «كانت تصلني من الصيادين في إمارة عجمان، 10 كيلوغرامات من قشور السمك يومياً».
سارة الريّس: «القرقور» تراثٌ يحكي حياة الأسلاف
سارة الريّس: أعيد صياغة المواد المهملة
تحت عنوان «القرقور»، قدمت المصممة البحرينية سارة الريس، تصميماً شكّلته من أقفاص الصيد التقليدية بعد أن أضافت إليها بعض اللمسات المعاصرة، في إعادة صياغة المواد المهملة، تتابع سارة: «حولت شباك الصيد إلى كراسي وطاولات، ومساحة للجلوس والعمل. وأقصد بذلك تسليط الضوء على التراث المرتبط بالصيد وأهميته في حياة الأسلاف، وإعادة الوصل بين الجمهور وبين هذه الأدوات التقليدية، في ظل التطور الذي تشهده الحياة المعاصرة، وقد شغلت المساحات الداخلية للتصميم بمجموعة من الأشغال المحاكة من سعف النخيل والنسيج».
تابعي المزيد: التصميم في عالم الميتافيرس جديد "أسبوع دبي للتصميم 2022" مع برنامج غني ومتنوع يحتفي والإبداع
الفنان الأمير سلطان بن فهد: «المَسَرَّاتِ» مجموعة لنشر الفرح
الأمير سلطان بن فهد: عبارة «طابت أيامكم بالأفراح والمسرّات»، مدعاة للتفاؤل، ويمكن أن تقال كل يوم
شارك الفنان والمصمم الأمير سلطان بن فهد آل سعود، في أسبوع دبي للتصميم، ضمن «ترمينال جي»، لعلامة «إيوان مكتبي»، بمجموعة؛ حيث تتحاور قطعها الفنية في مواضيع من روح منطقة الخليج، وقد أطلق عليها «ديلايتس.. المسرّات»، وهي بمفهومها دعوة مباشرة للفرح، لفنان يحمل في داخله رغبة في إبعاد الحزن عن حياة الناس.
يستدرك قائلاً: «أفراحنا في الفترة الماضية صارت عن بعد، والإلهام الذي جاءني في المجموعة ناتج من عودة الفرح للناس، فعبارة «طابت أيامكم بالمسرات» المنسوجة على إحدى السجادات، لفت انتباهي إليها بعض الأصدقاء الأجانب، الذين سألوني ما معنى المكتوب؟ وعندما حاولت ترجمتها، اكتشفت أنها مقولة يمكن للمرء أن يقولها كل يوم؛ لأنها مدعاة للتفاؤل».
يشارك الأمير سلطان في أسبوع دبي للتصميم للمرة الأولى، وهو يجد إضافة لقب مصمم إلى مسيرته الفنية، فرصة كان يتمناها وينتظرها منذ زمن، يستدرك قائلاً: «أطلب من الناس أن يعطوا الفن فرصة، ولا يعمموا مسألة الفشل على جميع الفنانين المعاصرين.. فمن أخفق مرة.. قد ينجح لاحقاً».
باسكوال جونيور ناتوزي: نهتم بفكرة الاستدامة الأخلاقية
باسكوال جونيور ناتوزي: تمثل مجموعة الانسجام انعكاساً لموضوع له تأثير في العصر الحديث
لفتت الأنظار مشاركة ناتوزي من إيطاليا Natuzzi Italia، وهي علامة تجارية لتصميم الأثاث، ذات هوية متوسطية. التزمت بحماية ثقافة البحر الأبيض المتوسط، محققة الانسجام الحيوي في حلول التصميم.
وقد كشف باسكوال جونيور ناتوزي، الرئيس الإبداعي لـ «ناتوزي إيطاليا»، عن مبادئ الشركة، محتفلاً بـ «مجموعة الانسجام – الحياة الثانية»، قائلاً: «تصميماتنا تهتم بفكرة الاستدامة الأخلاقية والجمالية؛ إذ تمثل مجموعة الانسجام انعكاساً لموضوع له تأثير في العصر الحديث، الذي يوجّه عملية إنتاج المفروشات لبلوغ مستوى من الاستدامة يكون فيها دائماً أكثر تماسكاً وحتميّة».
تابعي المزيد: معهد دبي يسلط الضوء على مواهب الطلاب خلال أسبوع دبي للتصميم