لا تكفّ الطبيعة، بعناصرها وتغيّرات ألوانها على مدار العام، عن إلهام الفنانين والمصممين، ومنهم هايدي روبر Roper Heidi، الفنّانة البريطانية، والمؤسِّسة لـ Dingley Dell Creative. تقوم روبر بالرسم على قطع الأثاث، مُتأثّرة بالفنّ الشعبي (هو نوع من الفنّ الذي ينشئه الناس العاديون، ويعكسون من خلاله التقاليد الثقافية والممارسات وقيم المجتمع، باستخدام تقنيات تقليدية ومواد محلية)، والمشي في الطبيعة، الروتين اليومي في حياتها.
في مجموعة الفنانة العصاميّة: خزائن ملابس، وخزائن ذات أدراج، وطاولات سرير جانبية، وقطع من طراز عتيق، منها صناديق الخياطة، مميزة في ألوانها ورسومها المنمنمة، التي تبين عن ذوق أنثوي وهوى بالطبيعة وتجلياتها. في السطور الآتية، تسأل «سيدتي» هايدي روبر عن فنّها، وأعمالها.
رسامة ديكور
حدّثينا عن علاقتكِ بالرسم؟ متى بدأتِ هذه الرحلة، وهل كان الرسم شغفاً شخصيّاً أم سعياً أكاديميّاً رسمياً؟
بدأتُ زخرفة الأثاث منذ سنوات عدة، عندما اشتريتُ منزلي الأول. أنا رسّامة ديكور علّمتُ نفسي بنفسي، وبدأتُ مشروعي الإبداعي الصغير من طاولة المطبخ؛ مُتأثرةً بشغفي بالرسم وحماستي له.
ما الذي أثار اهتمامكِ بالرسم على الأثاث؟ متى بدأتِ استكشاف هذا المجال؟
أرسم على الأثاث منذ حوالي عشر سنوات؛ مستوحية من الفن الشعبي، ومُحتفية بالطبيعة.
الأثاث العتيق
هل تعتمدين بشكل أساس على الأثاث الخشبي، أم تُضفين لمستك الفنّية على مواد أخرى؟ ومن أين تحصلين على هذه القطع، وما هي خصائصها المميزة؟
أحبّ الاشتغال بـالخشب، بخاصّة الأثاث العتيق؛ لعشقي لطابعه المميز، لكنني أضفتُ أيضاً صناديق تذكارية مزخرفة إلى مجموعتي. أجمع القطع من مصادر متنوّعة عند العمل على طلبات العملاء، وأتعاون معهم لاختيار المثالية لمنازلهم.
فد يهمكِ أيضاً الاطلاع على المصممة السورية ميريام هلال: أدمج الاتجاهات الحالية بأعمالي بتصرف كبير
بيت دافئ
في المنازل التي تتبع ديكوراتها الأسلوب المودرن غالباً، هل يُعيد الرسم على الأثاث إلى الأذهان ذكريات الماضي؟
يُساعد تصميم قطع مُصمّمة خصّيصاً حسب الطلب ومستوحاة من الطبيعة وفصول السنة، على تحويل المسكن إلى بيتٍ دافئ؛ مما يُثير في النفس شعوراً بـالحنين إلى الماضي.
قطع أثاث فريدة
ما هي الصفات الجمالية الفريدة التي تعتقدين أن قطعة الأثاث المرسومة تضيفها إلى مساحة المعيشة؟
القطع التي أرسمها فريدة من نوعها؛ حيث يتم الاشتغال على كلّ عنصر، بصورة يدويّة؛ مما يساعد على طبع المساحة التي يحل فيها بشخصية مميزة.
قد يهمكِ أيضاً الاطلاع على المصممة دانيا رشيد: الضوء المتسلل من الأباجورات يلهمني الإبداع
الاحتفاء بالطبيعة
كيف تصفين القطع التي تُشكّل مجموعة أثاثكِ المطلية؟
تختلف كلّ قطعة عن الأخرى، لناحيتي الحجم والتصميم؛ فلا توجد قطعتان عتيقتان متشابهتان، إلا أن الموضوع الرئيس الذي يُميّز مجموعتي، هو الاحتفاء بالطبيعة بكلّ تجلياتها.
الفن الشعبي
ذكرتِ أن الفن الشعبي مؤثر بارز في أعمالك. هل يمكنكِ توضيح ذلك؟ وكيف يُشكّل نهجكِ الفني؟
لطالما كان الفن الشعبي يُرسم على أشياء مستخدمة بصورة يومية، كاحتفاء بالمناظر الطبيعية المحيطة بها. أعشق فكرة استحضار الحياة البرية؛ مستوحيةً من الطبيعة.
تُدرجين جولاتكِ اليومية في الطبيعة ضمن روتينكِ اليومي. كيف يُؤثر هذا الروتين على تعبيركِ الفني؟
مشاهدة تغيُّر الفصول هبةٌ عظيمة؛ إذ أتمكن من رؤية ألوان الطبيعة وأنماطها وهي تتكشف أمامي. إنها ثروةٌ حقيقيةٌ من الإلهام.
قد يهمكِ أيضاً الاطلاع على المصممة لينا منصور: جمالية الأعمال ترجع إلى جموح الخيال
ما الذي تتخيلينه حالياً لمشاريعكِ الفنية المستقبلية؟
الاستمرار في الرسم يومياً؛ مع الاستلهام من فصول السنة، هو أعظم هبة، وأتمنى أن أستمر في ذلك لأطول وقت ممكن.
___
- الصور تعكس أعمال الفنانة هايدي روبر Roper Heidi، ومقدمة من Dingley Dell Creative.
