موادُ صديقةٌ للبيئة
ستجد النجاح في طريقك إذا اتبعت غريزتك وشغفك، لذلك اتبعت قلبي من دون أن أخاف من الفشل
عمل ماكيفر في صناعة هياكل المركبات، وهذه المرحلة، أهلته لمعرفة كيفية تقليل وزن القطع المنحوتة الكبيرة الخاصة به، وبدأ باستخدام مواد جديدة مثل Kevlar بدلاً من الفولاذ، يتابع قائلاً: «صرت أستخدم مواد صديقة للبيئة، ثم أسّست شركتي Spatial لمحاكاة تدريب الطيران، وعلى أساسها تعمّقت في تكرار المنحنيات والهياكل الديناميكية الهوائية للطائرة نفسها، وتتبع الخطوط، التي ترضي الذوق من الناحية الجمالية. وقد حظيت شركتي بالاحترام في منطقة تسير بخططها نحو التقدم التقني، واليوم تعد Spatial واحدة من أكبر الشركات المصنعة لمحاكاة تدريب الطيارين وطاقم الطائرة في العالم... ستجد النجاح في طريقك إذا اتبعت غريزتك وشغفك، وهو طريق الفن نفسه. فقد اتبعت قلبي من دون أن أخاف من الفشل«.
«أنا الآن جاهز لتدريب هذا الحصان!»
عالم من الرسوم المائية الرائعة ذات الطرز الشرقية، يملأ بها جوزيف الأستديو الخاص به، الذي أقامه في بيته؛ حيث لاحظ خلال فترة وجوده في مركز دبي الدولي للفنون أن الرسامين الإماراتيين والعرب يفضلون العمل بالألون الزيتية، فيما الألوان المائية هي الوسيلة المفضلة للفنانين من أوروبا وشبه القارة الهندية، يستدرك قائلاً: «أجد راحة مع الألوان المائية والرسومات بالقلم الرصاص، وبمرور الوقت ركزت بشكل حصري تقريباً على الأسلوب الشرقي... حتى دعيت من قبل ميدان لزيارة إسطبلات السباق الخاصة بهم في ند الشيب لدراسة تشريح وخصائص خيول السباق الأصيلة، كخطوة أولى في اللجنة لإنشاء منحوتات بالحجم الطبيعي للخيول التي فازت بكأس دبي العالمي في السنوات العشرين الماضية. تم الانتهاء من المنحوتات، وقد تمت صباغتها بألوان الحرير الذي كان يرتديه الفرسان المنتصرون كل عام. عملت لمدة أشهر عدة في الأستوديو الخاص بي لإنشاء النحت «الرئيسي»، وكل أسبوع كان يأتي مدرب ميدان لتفقد التقدم، وتقديم المشورة بشأن جوانب النحت التي كنت بحاجة إلى تحسينها؛ للتأكد من أن العمل كان بمنزلة انعكاس حقيقي للخيول في ميدان. لقد سررت للغاية عندما جاء اليوم الذي أعلنت فيه، «أنا الآن جاهز لتدريب هذا الحصان!»، ثم صنعت قالباً لـ 20 نسخة طبق الأصل من الألياف الزجاجية، وكانت جاهزة للرسم والتسليم إلى ميدان».
تابعي المزيد: معهد دبي يسلط الضوء على مواهب الطلاب خلال أسبوع دبي للتصميم
يعيشون في سلام
العالم الرقميّ سيكون الوسيلةَ المفضّلةَ للعديد من النحّاتين في المستقبل
شاركنا الفنان جوزيف قصة مؤثرة أوحت له بفكرة شعاره الذي يعتمده في أعماله، وكان ذلك أثناء زيارته إلى كاشان في إيران قبل بضع سنوات، يعود بذكرياته قائلاً: «اكتشفت البلاط الخزفي الجميل الذي صنعه الإلخانيون الذين كانوا فرعاً من سلالة المغول التي حكمت إيران في القرن الثالث عشر. كانوا صيادين يميزون الطيور والغزلان والأرانب، وحتى الفهود في فنهم، أحببت رسماً خاصاً يظهر فيه نمر ذكر وأنثى يواجهان بعضهما البعض، وشعاري الخاص اليوم يعتمد على تلك الصورة».
يجد جوزيف أن منطقة الأندلس في إسبانيا هي أفضل مثال على التسامح والتعايش بين الثقافات؛ حيث هيمن الأمويون بسلطتهم على شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها في البداية، يستطرد قائلاً: «يمكن القول إن قصر الحمراء الجميل الذي شيده النصريون هو أفضل مثال على العمارة الإسلامية في أي مكان في العالم. استلهم الحكام المسلمون من النقوش القوطية والأوروبية السابقة، وتأثر الأوروبيون بدورهم بالفن المغربي في القرون التالية. كل هذا يوضح أنه حتى الأعداء يمكنهم احترام بعضهم البعض، وفي النهاية يتعايشون ويعيشون في سلام ووئام».
«العُلا»
نظم جوزيف ورشاً في كل من القاهرة وفاس ومؤسّسة الأمير في لندن. درس من خلالها الأنماط المنحوتة الموجودة في الواجهات الجميلة في شارع المعز في القاهرة القديمة، يعلّق قائلاً: «كنت مفتوناً بالمجموعة الرائعة من القطع الأثرية المعروضة في المتحف الإسلامي في القاهرة. وأثناء وجودي في فاس في المغرب، زرت العديد من مصنّعي بلاط Zillig الرائع، وأستخدم أيضاً نمطاً وجدته في أعمال الجص في مسجد بو عنانية في فاس؛ لإنشاء معرض مصفوفة البلاط، الذي حصل على المركز الثاني في جائزة دبي السنوية الرابعة للسيراميك، التي استضافتها الجامعة الأميركية في دبي كجزء من أسبوع دبي للتصميم في 2020.
يخطط الفنان ماكيفر لزيارة المملكة العربية السعودية في مارس من العام المقبل لزيارة العُلا على وجه الخصوص. يستدرك قائلاً: «لقد سمعت الكثير عنها من الأصدقاء، وحول جذب السعودية للسياح والترحيب بالزوار لاستكشاف التاريخ والثقافة الإسلامية الغنية للمملكة».
تابعي المزيد: انطلاق النسخة الثالثة من "الملتقى الإقليمي للهندسة المعمارية" في حي دبي للتصميم
«أميّة – رافقني»
اسم أعمال ماكيفر في أسبوع دبي للتصمصم كان UMAYYAD - Walk with me. ويشير عنوان العمل إلى رحلته الشخصية لدراسة الأنماط الإسلامية التي بدأت في دمشق، تلتها زيارات إلى القاهرة وفاس في المغرب، ومدن الأندلس، بما في ذلك إشبيلية وغرناطة وقرطبة. وبطريقة ما تشبه رحلته، كما يقول، رحلة الأمويين الذين كانت عاصمتهم دمشق في القرن السابع، والذين سافروا إلى القاهرة عبر شمال أفريقيا إلى المغرب، وانتهوا في قرطبة بعد 600 عام.
يجد ماكيفر أن النوعين الأكثر شيوعاً من الأنماط الإسلامية، هما: الإنشاءات الهندسية الأكثر صلابة وتعقيداً الموجودة في منطقة الخليج، وأنماط الأشكال الحيوية الشائعة في إيران وتركيا وسوريا والأندلس. يستطرد قائلاً: «أركز هذه الأيام على البلاط المنحوت باليد؛ حيث أبدأ بالطين، وأجففه قبل وضعه في الفرن على درجة حرارة 950 درجة مئوية. ثم يتم تطبيق الزجاج الملون وأعيده إلى النار مرة أخرى على 1220 درجة مئوية. أنا أستخدم الأنماط الإسلامية وزهرة اللوتس الموجودة بكثرة في الشرق الأقصى».
غريزة الإبداع
أتاح أسبوع التصميم للفنانين إمكانية عرض أعمالهم على مجموعة واسعة من المهندسين المعماريين والمصممين وعشاق الفن والمتفرجين الفضوليين، كما يحب ماكيفر تسميتهم، ويجدها فرصة رائعة للترويج لأعماله، وهو يخطط الآن لما يمكن عرضه في D3 للعام 2023. يتابع قائلاً: «لدي أيضاً طموح للمشاركة في آرت دبي 2023. لكنني أشعر بأن العالم الرقمي سيكون الوسيلة المفضلة للعديد من الفنانين والنحاتين في المستقبل. ستكون هناك زيادة في استخدام الضوء والظلال والليزر والتأثيرات الخاصة المختلفة الناتجة من استخدام الفنون الرقمية. من ناحية أخرى، أعتقد أيضاً أن هناك بالفعل حركة لإنشاء الفن والنحت باستخدام التقنيات القديمة التي أتقنها الحرفيون الذين أنتجوا أعمالاً فنية رائعة منذ قرون باستخدام عيونهم وأيديهم الماهرة. من وجهة نظر شخصية، هدفي تسخير غريزة الإبداع لدي، ومشاركة ما تعلمته مع الآخرين، وإلهامهم على طول الطريق».
تابعي المزيد: مصممة الديكور دارا عماد خضر: خيالُ المرأة فيه شيءٌ من الجنون الجميل