إبداع الأطفال من الموضوعات التي زاد الاهتمام بها كثيراً في السنوات الأخيرة، داخل البيوت ووسط المدارس، ولها مساحتها المميزة بالقاعات بمراكز الترفيه والنوادي؛ وذلك بسبب العلاقة المباشرة التي تربط بين الإبداع وتطور المجتمعات، وما أجمل وأروع من الطفل المبدع في عالمنا العربي، وفي عام 2022 بالتحديد؛ حيث أقيمت من أجله المسابقات بمواسم الترفيه والمكتبات. عن قيمة الإبداع وكيفية تنميته داخل الطفل، تتحدث الدكتورة إكرام عبد السلام، الأستاذة برياض الأطفال.
الطفولة مشروع مبدع
- يؤكد التربويون وعلماء النفس أن الإبداع يتأسس في مرحلة الطفولة المبكرة، وكل طفل هو مشروع مبدع، ويمتلك بطبيعته كل مقومات الإبداع وكل أدواته، ومن هنا كان التركيز على أهمية التربية والتعليم.
- والإبداع هو كل عمل خارج المألوف، وكل تفكير خارج الصندوق، وعليه يمكن تعريف الإبداع بأنَّه نشاط إنساني، هادف وموجَّه، ويسعى من خلاله الطفل إلى اكتشاف أمر جديد.
- وقد يكون الإبداع في اختراع شيء جديد، أو حل مسألة مستعصية، أو كتابة قصيدة أو رواية، الإبداع ليس ذكاءً أو تفوقاً دراسياً، بل هو القدرة على السير بطريقة مختلفة، والإتيان بأفكار جديدة.
- وعلى الآباء توجيه الطفل إلى ممارسة ما يحب في المكان الصحيح، وتعليم الطفل كيف يفكر، وكيف يتصرف، وكيف يُخرج ما في داخله دون خوف، بعيداً عن قالب جاهز للتفكير.
تعرّفي إلى المزيد: كيف تستعدين مع أطفالك للاحتفال برأس السنة 2023؟
طرق لتنمية الإبداع عند الطفل
- على الآباء عدم الشك للحظة واحدة أنَّ الإبداع موجود لدى طفل، وغير موجود لدى طفل آخر، فكل طفل يمتلك قدرة على الابتكار والتفكير.
- الإبداع قد يظهر في جانب أو مجال واحد عند الطفل، وعلينا، بصفتنا مربين، اكتشافه؛ غناء، كتابة، تمثيل، أو رسم، ورياضة.
- مسؤولية تطوير وتنمية القدرات الإبداعية عند الأطفال لا تقع على عاتق جهة دون أخرى، فالكل مسؤولون، بدءاً من الأهل، إلى الروضة، ثم المدرسة.
- السلوك الإبداعي المثمر ليس حصيلة لجهد فردي أو استعداد وراثي فطري فقط، بل هو تتويج لجهود العديد من العوامل والظروف بالمنزل والمدرسة.
- علينا أن ندرك جيداً أنَّ الإبداع هو مهارة عقلية، ومن ثمَّ فإنَّ إمكانية تحسينها وتطويرها تكون بتدريب الطفل وتشجيعه.
- إذا أردنا الاهتمام بالجانب الإبداعي لدى أطفالنا؛ فيجب الاهتمام بشكل جدي بنشاط المدرسة ومناهجها وطرائق التدريس.
تعرّفي إلى المزيد: حصاد العام 2022: تزايد معارض الكتاب الدولية تُعرف طفلك قيمة الكتاب
مسابقات للأطفال المبدعين
- قامت مكتبة الإسكندرية بافتتاح الدورة الـ13 لمعرض «الورشة لإبداعات الطفل والنشء» 2022، وذلك بقاعة المعارض بمركز المؤتمرات.
- حيث تحرص اليوم كل القطاعات الحكومية والأهلية بالبلدان العربية على إقامة المسابقات الفنية للمبدعين الصغار، وسط أحضان الطبيعة والجمال.
- وكل طفل يتمتع بالفضول وسعة الخيال والثقة بالنفس، يستطيع التقدم إليها، كل حسب إبداعه، في: كتابة القصص، الغناء، التمثيل.. وربما الطبخ.
- يتضمن المعرض نتاج ورش العمل الفنية التي قامت مدارس الفنون بتنظيمها على مدار العام، سواء للعاديين أو لذوي القدرات الخاصة، وتتنوع الورش بين الفنون التشكيلية والمسرح والموسيقى.
- كما تتضمن الدورة أعمالاً فنية منذ عام 2020 وحتى عام 2022، وسيتم كذلك تنظيم ورش عمل مصاحبة للمعرض مخصصة للأطفال من المؤسسات والجمعيات.
فعاليات متنوعة مستوحاة من حياة الطبيعة والأدغال
- وفي موسم جدة 2022، كانت الفرصة لا تعوض للمشاركة والإبداع، ما جذب أنامل الأطفال المبدعين لعرض إبداعاتهم الفنية؛ وذلك عبر إظهار مواهبهم المميزة في الرسم بكل ثقة وهدوء، ووسط أحضان الطبيعة.
- كما جسد أطفال لم تتجاوز أعمارهم سبع سنوات، الفن بأبعاده المختلفة، وسط إعجاب العديد من مرتادي الحديقة، وكانت الأم بجانب بعضهم، والتي تحدثت عن كيفية تعليم أطفالها الرسم، والذهاب بهم للمعارض؛ لإكسابهم المهارة.
- بينما عبّر بعض الأطفال عن سعادتهم بهذه التجربة، والرسم أمام الجمهور مباشرة، وقاموا بشكر آبائهم على الدعم الدائم.. والتشجيع المستمر؛ لحضور مثل هذه الفعاليات.
كيف تربين طفلاً مبدعاً؟
- الإبداع عند الأطفال أمر فطري، فالأطفال لديهم مخيلة خصبة، وقدرة طبيعية على الابتكار، وإذا أردتِ لطفلك أن يكون مبدعاً على الدوام؛ فعليكِ بتشجيعه وتحفيز الإبداع والابتكار لديه.
- إن الهدف الرئيسي للتربية هو تنشئة أفراد قادرين على فعل أشياء جديدة، وليس تكراراً لما فعلته الأجيال القديمة، وتنشئة أفراد يتميزون بالإبداع والابتكار والاكتشاف، وصنع أفراد مختلفين لهم نظرتهم الخاصة.
شجعي طفلك على كتابة قصة
كل ما تحتاجينه هو بعض الورق المقوى والأقلام والألوان؛ ليبدع طفلك ويكتب قصة ممتعة وجميلة.. قومي بتأسيس نادٍ لقراءة قصص أطفالك، وتحدثي معهم عن إبداعاتهم الكتابية؛ لتشجعيهم على كتابة المزيد.
شجعي الفضول لدى طفلك
الفضول مؤثر رئيسي على الإبداع عند الأطفال، فإذا أردتِ تربية طفل مبدع؛ لا تتذمري من أسئلته الكثيرة، أجيبي عنها وأطيلي، وحفزي فضوله؛ من خلال توجيهه، ليسأل ويبحث ويتقصى.
أعيدي تدوير واستخدام الأشياء القديمة
إعادة التدوير وإعادة استخدام الأغراض القديمة هي أفضل شرارة لإشعال شعلة الإبداع عند الأطفال، علب حبوب الإفطار الفارغة، وصناديق الأحذية، وقوارير الماء البلاستيكية.. كلها أدوات ستسمح لطفلك بصنع أشياء جديدة ومبتكرة .
شجعي طفلك على الغناء
اجعلي الموسيقى والغناء جزءاً رئيسياً من يومك، شجعي طفلك على الغناء، وعلى تأليف الأغاني وتأليف الألحان، فالموسيقى والغناء والرقص من أكثر محفزات الإبداع والابتكار عند الأطفال.
عززي ثقة طفلك بنفسه
امدحي طفلك كثيراً، وامنحيه الكثير من العناق والقبلات والمديح، وامدحي إنجازاته، وحفزيه على تحقيق المزيد، الطفل الواثق بنفسه اليوم؛ هو طفل مبدع على الدوام. ثقة الأطفال بأنفسهم مهمة، وهي نابعة من تشجيع الأهل.
كوني مثلاً أعلى
قيامك بفعل ما تحبين من نشاطات؛ سيجعل أطفالك يقلدونك، ويعتبرونك مصدر إلهام. ارسمي، لوني، غنّي، ومارسي الرياضة التي تحبينها، اقرئي واكتبي القصص، شاركي أطفالك بما تكتبين وتقرئين؛ لتلهمي أطفالك وتشجعيهم على الإبداع.