في أسبوع دبي للتصميم المصمّمة رانيا فهمي: أعشق مزج الألوان في الأثاث 

في أسبوع دبي للتصميم المصمّمة رانيا فهمي: أعشق مزج الألوان في الأثاث 
في أسبوع دبي للتصميم المصمّمة رانيا فهمي: أعشق مزج الألوان في الأثاث 
ترينا جانبية تسمى «التوأم»؛ حيث مشهد لوجهين يمثلان كل جانب
ترينا جانبية تسمى «التوأم»؛ حيث مشهد لوجهين يمثلان كل جانب
طاولة قهوة على شكل وجهين، يحمي أحدهما فجوة عين الآخر
طاولة قهوة على شكل وجهين، يحمي أحدهما فجوة عين الآخر
كرسيان مع خلفيتين تجسّدان حالة لرجل وامرأة في موقف إنساني لا يخلو من العتاب
كرسيان مع خلفيتين تجسّدان حالة لرجل وامرأة في موقف إنساني لا يخلو من العتاب
طاولة جانبية
طاولة جانبية
كرسي أطلقت عليه المصممة اسم «الوعد» بين الرجل والمرأة
كرسي أطلقت عليه المصممة اسم «الوعد» بين الرجل والمرأة
منحوتتان لرجل وامرأة بعنوان «لمحة منّا«
منحوتتان لرجل وامرأة بعنوان «لمحة منّا«
في أسبوع دبي للتصميم المصمّمة رانيا فهمي: أعشق مزج الألوان في الأثاث 
ترينا جانبية تسمى «التوأم»؛ حيث مشهد لوجهين يمثلان كل جانب
طاولة قهوة على شكل وجهين، يحمي أحدهما فجوة عين الآخر
كرسيان مع خلفيتين تجسّدان حالة لرجل وامرأة في موقف إنساني لا يخلو من العتاب
طاولة جانبية
كرسي أطلقت عليه المصممة اسم «الوعد» بين الرجل والمرأة
منحوتتان لرجل وامرأة بعنوان «لمحة منّا«
7 صور

عندما تتجوّل في أسبوع دبي للتصميم، ستتوقف كاميرتك بالتأكيد عند جناح يحكي سيكولوجية الألوان، بدءاً من اللون الأصفر الذي يضفي البهجة على المكان، ومروراً بالأزرق الفاتح والأزرق السماوي المريح للأعصاب، وليس انتهاء بلون الموف الفاتح الذي يبعث على الهدوء بالمكان.. قطع أثاث بتفاصيل دقيقة توغل في مفاهيم الابتكار، في حضور لافت للذكر والأنثى، وهما يجسدان سوياً ذاك التلاحم الروحي الذي يمكن تفسيره بأنه مفعم بالحب، أو الوعود بين الرجل والمرأة، أو ربما هو صراع يخفي تحدياً بالنظرات وطريقة التجسيد. حوارنا مع المصمّمة رانيا فهمي من مصر، التي أقدمت بجرأة على صناعة الأثاث الأصلي غير المُقلد من خلال تأسيسها Arkan Collection، بالتعاون مع مصممين موهوبين وفنانين ومُصنّعين في أفضل المصانع بمصر.


سحر غريب يفوق الخيال

ترينا جانبية تسمى «التوأم»؛ حيث مشهد لوجهين يمثلان كل جانب

 


هناك منشأ بالتأكيد لهذا الذوق الراقي، الذي أعادتنا رانيا فهمي به إلى طفولتها، وتلك المواقف التي جعلتها جزءاً من فن التصميم، فلطالما عشقت الفنّ والابتكار، متأثرة به بوالدها، رحمه الله، الذي كان مهندساً معمارياً، تتابع قائلة: «أنا متأثّرة به بأشكال عدة. فكان يشجّعني على الدوام، وهو من عرّفني إلى عالم الفنّ والتصميم الداخلي؛ حيث تابعت دراستي في هذا الاختصاص، وها أنا أمارسه منذ ما يقارب 20 سنة. ومن خلال عملي في مجال بيع الأثاث بالتجزئة إلى جانب التصميم الداخلي، أدركت مدى شغفي بالأثاث، وبالتالي فُتِحت أمامي أبواب عدة، لأمتلك مجموعتي الخاصة، وأستكشف شغفي أكثر فأكثر. كما أنّ حبّي للفنّ دفعني إلى التعامل مع الأثاث وتصميمه وتصوّره على أنّه تحف فنّية«.

بما أن رانيا مصرية الجنسية، فهذا يفسّر تأثر أعمالها بالحضارة الفرعونية، التي تراها سحراً غريباً يفوق الخيال بالتصميم، ولديها كما تقول بصراحة، هوس بالمزج بين الألوان والتصاميم والتفاصيل الدقيقة التي استخدمها المصريّون القدامى، خصوصاً في مجوهراتهم، وهي غالباً ما تستمدّ منهم الإلهام لابتكار تصاميمها.

تابعي المزيد: المصمّمتان تيسا وتارا ساخي: أعمالنا هادفة إلى خلق تفاعلات اجتماعية وحسية

 


تلهمني تجاربُ الآخرين

كرسيان مع خلفيتين تجسّدان حالة لرجل وامرأة في موقف إنساني لا يخلو من العتاب

أغوص في المتعة الجمالية لأصمّم قطعة أثاث من يوميات الناس المرحة

 

 


التصميم الصناعي والمكاني، هو ما يمكن إطلاقه على ذلك العالم الجديد من المنتجات، خصوصاً في مجموعة رانيا الجديدة R’kan Edition التي لفتتا في أسبوع دبي للتصميم، فهي، كما تقول، مستوحاة من الحياة اليومية والتجارب التي نمرّ بها. تستدرك قائلة: «أستقي الإلهام من تجاربي الشخصية في الحياة، لا بل أيضاً من تجارب الآخرين. لذا تحمل كلّ قطعة في طيّاتها قصةً فريدةً. فأنا على قناعة تامة بأنّ هذه التجارب تلقى صدى لدى الأشخاص، وتعطي معنى وقيمة أكبر لتصاميمنا.»

لكنّ المتابع لقطع الأثاث التي تبدعها رانيا، يرى الرغبة في التحول كما يبدو، في تصميماتها، التي يمكن تسميتها بـ «العجائبية»، لا ندري إن كانت تقصد تغيير الذوق العام، أم مجرد عيش التجربة، وهذا ما فسّرته رانيا بتعليقها: «أردت أن يقتني الأشخاص هذه القطع، وأن يعرضوها في منازلهم، بوصفها مصدراً للمتعة الجمالية... أن يتفاعلوا معها على المستوى العاطفي بتواصل من الفرح والمرح في حياتهم اليومية. كما أن المكان يحتمل اقتناء أكثر من قطعة أثاث فنية في مساحة واحدة، لكن من الضروري انتقاء القطع بعناية، أو وضعها في مساحة مريحة يحلو الجلوس فيها».

 

 

منحوتتان لرجل وامرأة بعنوان «لمحة منّا«

تلهمني التفاصيل الدقيقة التي استخدمها الفراعنة في صياغة المجوهرات


«أليس في بلاد العجائب»

طاولة جانبية

 


من يتابع هذه التصميمات الفريدة، يخيّل له أنه يعيش في عالم «أليس في بلاد العجائب»؛ حيث تجد رانيا أن لا وقت محدداً ليغيّر المرء ذوقه، ليحلق في أفكاره كل يوم، وربما لهذا السبب تحاكي تصاميمها، كما تقول، عالم الخيال؛ حيث تعتقد أنّ التغيّر في الذوق والأساليب والتصاميم أمر لا بدّ منه، تستطرد قائلة: «شهد التاريخ الفني نقاط تحوّل على مرّ المراحل والحقبات الزمنية. وخير مثال على ذلك، حقبة «الآرت ديكو»، التي وُصفت آنذاك بأنها خارجةً عن المألوف، علماً أنّها تلقى حالياً استحساناً هائلاً«

وتعليقاً على المزج بين الكلاسيكي والمعاصر، من خلال وضع قطع قديمة كالمخطوطات على سبيل المثال، تؤكد رانيا أن كلّ تصميمها مستوحاة من شيء تمّ تنفيذه أو رأته العين، تعلّق بقولها: «هذا لأنّنا نفكّر بهذه الطريقة؛ حيث يضفي المزيج بين الأساليب على القصة الكامنة وراء القطعة طابعاً من الأصالة، ويعطيها معنى أكبر ليتفاعل معها الأشخاص بعاطفة أكبر، ويجعلون منها جزءاً من منزلهم.»

تابعي المزيد: مصممة الديكور دارا عماد خضر: خيالُ المرأة فيه شيءٌ من الجنون الجميل

 


حرفيّةٌ لها رؤيتها

طاولة قهوة على شكل وجهين، يحمي أحدهما فجوة عين الآخر

 


ذكرت رانيا مراراً في حواراتها، أن هناك قطعاً لفنانين مثل الرسّامة ومصمّمة الأزياء كارولين دي سوزا، والفنان التشكيلي هادي برعي، وفنانة الزجاجيات مها عبد الكريم، وغيرهم الكثير، يسهمون في ابتكار قطع الأثاث التي تنتجها، توضح رانيا: «غالباً ما نستمدّ الإلهام من عمل هؤلاء الفنّانين، ومن ثمّ نبدأ بتصميم قطعة؛ حيث يمكننا إدخال بصمتهم. وبالتالي، فنحن نتعامل معهم، ونستهلّ الرحلة التجريبية وتطوير التصميم إلى حين تنفيذه، لتعكس كلّ قطعة الأفكار الفنية الفريدة للأشكال بيننا. هناك دور كبير يقوم به الحرفيون في صنع هذه القطع، فعمليّة تطوير التصميم رحلة طويلة نمرّ خلالها بالكثير من التغييرات. ليس من السهل تنفيذ قطعنا؛ إذ لا يمكننا بأي طريقة الحصول على رسومات تنفيذية دقيقة لمنتجاتنا؛ لأنّ جزءاً كبيراً من القطعة يعتمد على الفنّان والحرفيّة اليدوية وطريقة العمل والرؤية. لذا، يختلف الأمر عن النماذج ثلاثية الأبعاد التي نقوم بإنتاجها.»

توافق رانيا على أن ما تبدعه قابل للسرقة الفنية، لهذا تبحث دوماً عن فنّانين وشركاء مرموقين وذائعي الصيت لتفادي هذا الموقف، وعلى الرغم من ذلك فإن الأمور قد تخرج أحياناً عن السيطرة، تعلّق قائلة: «بعض الأشخاص لن يكفّوا عن التقليد. ولكنّني على يقين بأنّه من المستحيل أن تكون التصاميم المقلّدة نسخة طبق الأصل عن تصاميمنا الأصيلة والأصلية.»

ابتكرت رانيا بعض القطع المعروضة في معرض داون تاون ديزاين حصرياً لهذه المناسبة، بوصفها تكملةً لمجموعتها القديمة. في حين أنّ القطع الأخرى تشكّل جزءاً من المجموعة محدودة الإصدار التي طرحتها في العام الماضي، وهي مقبلة على عرض كافة التصاميم في صالة عرضها الجديدة في القاهرة، تتابع قائلة: «ها أنا أبدأ مشواري من دبي على أمل أن أستكشف سوق الخليج العربي، وأتوسّع نحو السوق العالمية، فأنا على ثقة تامة بقدرة مجموعة R’kan Edition على ترسيخ مكانتها على الساحة الفنية العالمية، وأنا الآن أفكّر في قطعة من وحي الفنّان جيف كونز وأتمنى أن أتعاون معه يوماً ما».

 


قطعٌ متوارثة

كرسي أطلقت عليه المصممة اسم «الوعد» بين الرجل والمرأة

 


تتصوّر رانيا أن يشهد عالم التصميم في 2023 ابتكاراتٍ كثيرة في الألوان والمواد؛ حيث تحمل مجموعة كبيرة من التصاميم طابعاً مميّزاً ومبهراً للعين، كما أنها تلاحظ أيضاً أنّ العالم بأسره يتّجه نحو التصاميم والمواد المستدامة؛ إذ تقول: «نهجنا للتصميم سوف يتخذ هذا المنحى في المرحلة القادمة، ولا يسعنا إلا أن نتوقف عند أهمّية الحفاظ على البيئة»، تتابع بقولها: «تبتعد المجموعة كل البُعد عن قطاع الأثاث السريع. فكافة منتجاتها هي ثمرة لعمليات تجريبية طويلة، لا بل نابعة من شغفنا العميق بالابتكار والتغيير. تتمثّل في ابتكارات يتزاوج فيها الفنّ والأثاث بفرادة نادرة؛ ما يفضي إلى ولادة عالم جديد من المنتجات تتبدل فيه تماماً طريقة تفاعل المستهلكين معها. وقطعنا محدودة الإصدار مصمّمة ليتمكّن العملاء من الاحتفاظ بها إلى الأبد ونقلها إلى الأجيال اللاحقة.»

 

  • (الصور من أعمال مصمّمة الديكو رانيا فهمي)


تابعي المزيد: الفنان التشكيلي الأمير سلطان بن فهد آل سعود أعشق تكريم الأشياء المتروكة وتحويلها إلى قطع فنية