احتفى مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" باليوم العالمي للغة العربية، التي تعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية وواحدة من أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وذلك عبر تسليط الضوء على فنّ الموشحات كسمة بارزة للاحتفاء لهذا العام.
الفعاليات
استعرض المركز، على مدى 6 أيام "من 12 وحتى 17 من ديسمبر"، تاريخ نشوء هذا الفن ومراحل تطوره، كذلك صورته الجمالية عبر عدد من الفعاليات المستوحاة من الفن الأدبي للموشحات، الذي يعتبر جزءاً لا يتجزء من التراث العربي، كما أنه مصنف كشكل من أشكال الشعر المبتكر من الأندلس، وذلك ضمن مركز إثراء في مدينة ظهران.
واشتملت الفعاليات على ورش عمل وبرامج تفاعلية مع الزوار إلى جانب جلسات حوارية وأخرى لتوقيع الكتب لنخبة من الكتاب والأدباء العرب والمحليين، إلى جانب العروض الموسيقية التي تستعرض أشهر الموشحات الأندلسية، وتسلط الضوء على أهم الشخصيات التي نظمت هذا الفن.
تطور اللغة العربية
كان الزوار على موعد مع جولة تبين تطور اللغة العربية التي تعد أكثر من مجرد وسيلة للتواصل فهي فن بحد ذاتها، وعنصر أساسي من عناصر الهوية العربية، ولأنها لغة القرآن الكريم، فقد اكتسبت أهمية دينية لدى المسلمين في مختلف أنحاء العالم، ما جعل الكتابة العنصر الأكثر أهمية في الثقافة البصرية للعالم الإسلامي، في هذه الجولة تم تسليط الضوء على فن الخط العربي، الذي يعد أحد أهم عناصر الفن الإسلامي الذي ساهم في تطور اللغة العربية عبر مراحلها ووسائلها المختلفة.
جلسات حوارية
استضافت الجلسات الحوارية المفكر والباحث العراقي الدكتور عبدالله إبراهيم، والدكتور محمد العمري لمناقشة نشأة الموشحات وتكوينها البنائي، تخللتها جلسة لتوقيع كتاب "الأسفار" للدكتور إبراهيم، إلى جانب ذلك تنزه الزوار في حقول البدائع الشعرية بصحبة كل من الكاتب العراقي سعيد الغانمي، والدكتور عدي الحربش.
أثر الرواية المعاصرة في اللغة العربية
في سينما "إثراء"، تحدث كل من منصورة عز الدين وعلاء أحمد فرغلي، عن أثر وتأثر الرواية المعاصرة باللغة العربية، حيث تدخلت الروايةُ المعاصرة بأدواتها الحديثة، وفرض الزمنُ متغيراته على الألفاظ والتعبيرات، وذلك انطلاقاً من كون اللغة كائناً حياً متغيراً، يتأثرُ بظروف الحضارات والابتكارات.
تقنيات وأنماط الخط العربي
تعلم الزوار الخطوات الأساسية وتقنيات صناعة الخزف وأنماط الخط العربي، من خلال نحت خطوط عربية مستوحاة من القطع الأثرية الإسلامية الموجودة في معرض الهجرة، ليتمكنوا في نهاية المطاف من تلوين جميع القطع وزخرفتها من جديد من خلال ورشة عمل "خزف، خط عربي وقهوة".
كما تعرفوا عبر نشاط تفاعلي شارك فيه الصغار والكبار على كيف تكون استعارة الكلمات من اللغات الأخرى سمة طبيعية في تطوّر اللغات.
كما التقى زوار المركز بشخصيتين من شعراء الأندلس وهما: "لسان الدين ابن الخطيب وابن بقي الأندلسي" اللذان برزا في فن الموشحات، من خلال عرض أدائي متنقل في ساحة البلازا، حيث تعرفوا على أشهر موشحاتهما.
تابعي المزيد: مع نهاية عام 2022 كيف احتفلت اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية؟
معزوفات لأشهر الموشحات
توشحت حدائق "إثراء" بمعزوفات لأشهر الموشحات تصحبُ مستمعيها في رحلة موسيقية إلى عالم الأندلس، وارتحل الزوار بين عدة محطات في محاولة للوصول إلى الوجهة النهائية عن طريق الإجابة على الأسئلة المطروحة في مسابقة ترحال دون سفر، فيما خاض الزوار تحدياً لقراءة كلمات من الموشحات الأندلسيّة دون نقاط أو علامات إعراب.
ومن خلال تحدي القراءة في 30 دقيقة، خاض الزوار تحديات متنوعة أخرى لكسر الرقم القياسي الذي حققوه العام الماضي بعدد القرّاء والصفحات المقروءة.
بخلاف الشِّعر الذي كان يتناقله الرُّواة قبل الأندلس، كان الوشَّاحون يَنظِمون موشحاتهم من أجل الغناء، فكانوا ينتقون ألفاظًا رقيقةً عذبة تطرب لها النفس. pic.twitter.com/YfbNy7fTtC
— إثراء (@Ithra) December 17, 2022
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر