قصص الأطفال من أحب العادات والجلسات التي ينتظرها الطفل كل يوم، في أي زمان وفي كل مكان، وما أجملها عندما تحكيها الجدة بصوتها الحنون لأحفادها الصغار، فتمزج في حكاياتها بين الطرافة والحكمة والنصيحة التي تريد توصيلها للحفيد.
- أحمد طفل صغير عمره 5 سنوات، اعتاد منذ صغره على الذهاب إلى الحضانة -3 سنوات- وهناك تعلم الكلام باللغة الانجليزية، قبل أن يدرس حروف العربية، وبمرور السنوات أتقن أحمد الانجليزية وصارت-هي- لغته مع والديه بالمنزل وخارج المنزل ووسط الأقارب.. والأهل مرحبون..لا يعترضون.
- أم أحمد كانت سعيدة بابنها الصغير الذي يتكلم الانجليزية بطلاقة، وخاصة بعد أن جلبت له مربية تعزز لغته الانجليزية وتساعده، و حدث في يوم الجمعة وهو موعد زيارة الجدة، ولظرف عمل لم تستطع الأم مرافقة أحمد، وهو لم يرفض ولم يغضب؛ لأنه يحب جدته وطعام وحلوى جدته، والأهم حكاياتها المسلية الجميلة.
- تعرّفي إلى المزيد: إبداعات الأطفال في عام 2022
- أحمد والجدة وحدهما بالبيت، تناول أحمد إفطاره مع جدته، وأكمل وجبة غذائه وسط ترحيبها الحنون الدافئ، ورغم تأخر الأم لم يشعر أحمد بالضيق أو الملل، فهو يعرف أن بداخل جدته صندوقاً كبيراً مملوءاً بالحكايات، وكان شغوفاً بها..متلهفا على سماعها ..ينتظرها عند كل لقاء يجمعه بجدته.
- وبطبيعة الحال لم يخف على الجدة أن أحمد يكثر الكلام بالانجليزية..وبها يعبر عن مشاعره وما يريد بطلاقة..تاركاً اللغة العربية، لغة بلده ولغة القرآن والتعاملات الأكثر انتشاراً، وهاهي اللحظة الحاسمة - هكذا حدثت الجدة نفسها- ولم تجد الجدة وسيلة إلا تأليف حكاية من خيالها لتخبر حفيدها بها عن قيمة اللغة العربية وحلاوة الكلام بها.
- تعرّفي إلى المزيد: السلوكيات الصحيحة والخاطئة للأطفال
- استعد أحمد وانتظر سماع الحكاية والجدة لم تبدأ بعد، وقبل أن يسألها ويلح عليها، فاجأته الجدة بقولها: اليوم لن أحكي لك حكاية كما تعودنا، ما رأيك أن نجلس ونتشارك تأليف حكاية مختلفة أخرى؟!
:سوف أخبرك بكلمات، وتخبرني أنت بأول حرف منها! أسد، بطة توت، ثعلب! لم ينطق أحمد بحرف! تلعثم في الإجابة! حاول ولم يتمكن! هنا أخبرته جدته بالكثير والكثير.
:ألا تعرف أن اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القرآن على سيدنا محمد؟
: اللغة العربية هي لغة بلدك التي تنعم بخيراتها، وتعيش على خضرة وأمان أرضها!
:لغتنا العربية من اللغات المعترف بها بالمحافل الدولية.. وحب اللغة وتحدثك بها أولى الخطوات التي تعلن بها حبك واحترامك وانتماءك لبلدك يا حفيدي الصغير، فكيف لا تتعلمها وتتحدث بها، حتى لو واصلت تعليمك بالمدارس الأجنبية؟!
- لم يستوعب أحمد معظم كلمات جدته، أو المعاني التي كانت تقصدها، لكنه أحس بصوتها عاتباً حازماً، وشاهد ملامح وجهها غير سعيدة، وقبل أن يسمع رنين جرس الباب وطرقاته، معلنة وصول الأم، تقدم أحمد لجدته وأخبرها بحبه لها، ولبلده ولغته العربية..ولم تعلق الجدة بكلمة!
- بادر أحمد: لا تقلقي يا جدتي، سأطلب شراء القصص من أبي، وستعلمني أمي حروف العربية، وسأربط بين كل حرف وكلمة أو صورة..كما سألتني، وسيكون هناك حرف جديد كل يوم، وسوف أرسل لك "رسالة صوتية، أشوفك قريباً، بحبك ياجدتي.-" قالها بالإنجليزية وخرج مع أمه-.