تحتفل دول العالم، وعلى رأسها الأمم المتحدة، باليوم العالمي للتضامن الإنساني، في 20 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، وعُرّف التضامن في إعلان الألفية؛ بأنّه "أحد القيم الأساسية للعلاقات الدولية في القرن 21"؛ حيث يستحق الذين يعانون (ومن لم يستفيدوا كثيراً من العولمة) المساعدة والعون ممن استفادوا كثيراً منها".
ورغم انتشار المجاعات وتفشّي الأمراض والأوبئة في الكثير من دول العالم، إلا أنّ الأمم المتحدة تسعى بوصفها هذا اليوم بـ"يوم التضامن الإنساني"، إلى خلق مبادرات تُشرك الجميع في مكافحة الفقر والعَوَز، وتدفعهم للتضامن في سبيل هذا الهدف السامي، كمبادرة إنشاء صندوق تضامن عالمي للقضاء على الفقر.
يقول مصطفى عز العرب، منسق وزارة الشباب بمنظمة اليونيسيف: بحسب تعريف موقع الأمم المتحدة؛ فإنّ اليوم العالمي للتضامن الإنساني، هو يوم للاحتفاء بوحدتنا في إطار التنوّع، ولتذكير الحكومات بضرورة احترام التزاماتها في الاتفاقات الدولية، ولرفع مستوى الوعي العام بأهمية التضامن أيضاً، كما أنّه يوم لتشجيع النقاش بشأن سُبل تعزيز التضامن؛ لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، بما في ذلك القضاء على الفقر، وللتشجيع على مبادرات جديدة.
وكانت الجمعية العامة قد أعلنت اليوم الدولي للتضامن الإنساني؛ إيماناً منها بأنّ تعزيز ثقافة التضامن وروح المشاركة، هو أمرٌ ذو أهمية لمكافحة الفقر.
أهداف اليوم العالمي للتضامن الإنساني
- محاربة الفقر
وضعت الأمم المتحدة على سلم أولوياتها وأهدافها لليوم العالمي للتضامن، محاربة الفقر ووضع الخطط وإطلاق المبادرات، التي من شأنها المساهمة في القضاء عليه، وتؤكد أيضاً على ضرورة توحيد كل الجهود المبذولة لتحقيق هذا المطلب، بالإضافة للعمل على إزالة الفروقات الطبقية، وردم الهُوّة العميقة ما بين الطبقات، وتأمين الغذاء؛ حتى تتقلص مساحات المناطق التي تتعرض للمجاعات، والتي يتعرض فيها الأطفال لخطر الموت جوعاً بنسبة كبيرة.- التوعية بالوحدة رغم الاختلاف
الاحتفاء بالغنى الثقافي والحضاري واختلاف الأعراق والأديان والانتماءات للشعوب؛ فهذا الاختلاف لا يعني الخلاف؛ بل هو حافزٌ للتعاون بين شعوب العالم.- تذكير للحكومات بالتزاماتها
إحياء هذا اليوم هو تذكيرٌ للدول وحكوماتها بضرورة الالتزام بما وقّعته من معاهدات دولية واتفاقيات، والقيام أيضاً بدورها المنوط بها.- التأكيد على صون الحقوق وحفظ الكرامات
كحق التعليم للجميع، والعلاج الطبي والدواء يجب أن يكون كذلك بمتناول كل الشرائح ومختلف الطبقات في المجتمع.بالإضافة لحق الإغاثة ومد يد العون؛ للتخفيف من آثار الكوارث والحروب في البلدان التي تتعرض لهذه المخاطر.
كيف يتم الاحتفال بيوم التضامن الإنساني
تؤكد الأمم المتحدة على أن هذا اليوم، بالإضافة إلى أنَّه تذكيرٌ للحكومات في العالم بضرورة أن تلتزم بالاتفاقيات العالمية والمعاهدات الموقَّعة مِن قِبلها، وضرورة أن تحترم التزاماتها تجاهها.. هو أيضاً دفعٌ لهذه الحكومات بأن تعمل على تشجيع مواطنيها للتحلي بروح التضامن والإخاء، باتخاذ ما تملكه من وسائل وإمكانيات وخطط جديدة.
لهذا فإنه في كل عام، تقام الكثير من الأحداث والأنشطة حول العالم؛ احتفالاً بهذا اليوم، والتي تروّج لمفهوم التضامن والإخاء الإنساني، مثل:
• الندوات وورشات العمل والمحاضرات التثقيفية.
• الأفلام الوثائقية والعروض المسرحية، التي تتناول موضوع الفقر والتضامن الإنساني.
• إطلاق المبادرات لتشجيع الناس على موضوع التضامن والإخاء الانساني، وللبحث أيضاً عن طرق وأساليب مبتكرة تساعد في القضاء على الفقر.
• توظيف كل وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، من مجلات وصحف وبرامج تلفزيونية وإذاعية، بالإضافة أيضاً لشبكات الإنترنت وكل وسائل التواصل الاجتماعي؛ للترويج والتعريف بهذا اليوم المهم.