لا شك أن تربية الأطفال هي مسئولية الأم الأولى، وغالباً ما تقوم بذلك بمفردها سواء لغياب الأب القسري أو المؤقت، فقد يقضي الأب معظم نهاره في عمله، وفي نفس الوقت هناك أمهات أصبحن وحيدات بعد سفر أو موت الشريك، وتبقى المسئولية في كل الحالات على الأم، وترغب في الحصول على نصائح تساعدها على تربية طفلها بمفردها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث يقدم بعض النصائح لنجاح تلك المهمة كالآتي:
رعاية الطفل منذ صغره
- غالباً ما تجد الأم نفسها وحيدة مع طفل جديد بحاجة للرعاية، فقد تفقد الأب سواء بسفره أو وفاته أو حتى بحدوث الطلاق.
- ولذلك فرعاية الرضيع تكون متعبة خاصة في مرحلة النفاس، وعلى الأم أن تتلقى الدعم المعنوي ممن حولها.
- وعليها أن تعرف أن وجودها بمفردها لا يعني أن تكون فاشلة بل إنها تستطيع بقليل من التنظيم أن تجتاز مرحلة الرضاعة والنجاح فيها سواء كانت رضاعة طبيعية أم صناعية.
- ويمكن للمحيطين بها سواء أمها أو والدة الزوج أو شقيقتها تقديم الدعم المعنوي لها، وذلك لا يمنع التواصل مع اختصاصية أسرة لكي تقدم لها نصائح لرعاية المولود بنجاح وتجاوز مرحلة الفقد.
تعرفي إلى المزيد: السن المناسبة لعقاب الطفل
تقديم الطعام الخارجي للطفل
- لا شك أن هذه مرحلة صعبة كون الأم تكون وحيدة ولا يجد الطفل من يشجعه.
- في هذه الحالة يمكن أن يكون للأب دور مهم في ترغيب الطفل بالطعام الصلب حسبما تشير الدراسات، كما أن الطفل في عمر مبكر يقلد الأب، ويحاول أن يأكل مثله بل إنه يتبع نفس أسلوبه في مضغ الطعام.
- ويمكن للأم أن تكون بديلاً عن الأب بأن تعلم طفلها بالتدريج أن يأكل من يدها ثم بيده، ويمكن أن تغني له أغنية محببة مقابل أن يبتلع الطعام الجديد، وتبدو المهمة شاقة ولكن لابد منها لأن الطفل يجب أن يتدرج في تغذيته.
تدليل الطفل بمفردك
- في مرحلة لاحقة يجب الطفل أن يحصل على التدليل من الأب والأم، وينظر للأطفال الآخرين في الأماكن العامة مثلاً يمرحون بين والديهم، ولذلك فأنت أمام مهمة شاقة وهي أن تكوني عالمه وفي نفس الوقت أن تدمجي الصغار في حياته بحيث يكون صداقة مبكرة.
- ويمكن أن تكوني صداقة مع طفل يتيم مثلاً أو طفل وقع الطلاق بين والديه وهكذا، فهو سوف يدرك أن وجود الأم هو الأساس وأنه يشعر بالسعادة وبالتدليل وبفيض من مشاعر الحب.
- وفي نفس الوقت لا تذكري الأب بأي سوء بل على العكس فحين يكبر أخبريه بأن والده لو كان موجوداً كان سيلاعبه بطريقة أفضل منك وهكذا.
الحديث عن غياب الأب
- في وقت مبكر يبدأ الطفل السؤال عن الأب، وربما تلفظ بكلمة "بابا" قبل كلمة ماما، والطفل بعد ذلك يبدأ في تكوين عالمه الناقص من وجود الأب وفي حضور الأم الدائم.
- ولذلك فعلى الأم أن تربط الابن بغياب الاب وبأنه قد ذهب إلى السماء، وسوف نلتقي به يوماً ما وذلك في عمر متقدم.
- وفي حال سفر الأب فيمكن أن تربطه به عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
- أما في حال الطلاق فهذه المشكلة تحل بالتوافق والتراضي والحرص على مصلحة الأبناء قبل أي شيء بحيث لا تذكر الأم أمام الطفل الأب بأي سوء مهما بلغت المشاكل بينهما.
- يمكن تجنب ذكر المناسبات التي تستوجب وجود الأب أو اللقاء بأطفال فقدوا آباءهم؛ لكي يعرف أنه ليس الوحيد في العالم الذي يحيا بلا أب وأن الحياة قد تعطي بعض الأطفال أمهات رائعات.
تعليمه المسئولية
- ما دمت كأم تحملين المسئولية بنفسك فيجب أن يتحمل الطفل جزءاً من مسئولية نفسه وحسب طاقته.
- ولا تتحدثي كثيراً عن قلة المال مثلاً أمامه، وفي نفس الوقت لا تسرفي في تقديم المال له.
- علميه الاقتصاد وأن المال يجب أن ينفق بحساب لأننا لا نعرف الأيام القادمة كيف ستكون.
- ويجب أن تعلميه أن يعتني بنفسه حين يصبح في سن المدرسة وينجز الكثير من الأمور الحياتية دون وجودك؛ لكي لا يزيد العبء عليك.
العناية بدروسه ومتابعتها
- تقع عليك مسئولية متابعة دروس طفلك في غياب الأب، ويمكن أن يكون الأب مساعداً في هذه المهمة، ولكن الظروف أدت لأن تتحمليها بكاملها.
- ولذلك فعليك أن تعلمي طفلك أن ينجز واجباته لوحده بعد أن يصبح في الصف الرابع.
- وقبل ذلك دعيه يحصل على مساعدة متدرجة؛ لكي لا يكون كل العبء عليك خصوصاً في وجود أطفال آخرين.
- لا تنسي طلب المساعدة من المدرسة وربط علاقة جيدة مع معلماته؛ لتسهيل مراجعة الدروس والحصول على أفضل الدرجات.
العناية بنفسك
- لا تهملي نفسك واهتمي بممارسة الرياضة والمشي في الهواء الطلق.
- ويجب أن تهتمي بنومك الصحي وبأن تقومي بالحصول على تدليك ومساج لجلدك؛ لكي تشعري دائماً بالطاقة والنشاط والحيوية.
- ويجب أن تحرصي على الطعام الصحي والحصول على أغذية تكميلية.
- التقي بصديقات ولا تعيشي وحيدة في قوقعة الحزن أو الفشل وجددي نشاطك من أجل بث الطاقة الإيجابية في حياة أطفالك.
- وفي حال العناية بأطفالك لوحدك بسبب الطلاق فيجب أن تتوقفي عن لوم نفسك أو تقريع الأطفال والحديث عن ثقل مسئوليتهم، بل عليك تقبل الواقع والرضا بما حدث والبدء بحياة جديدة من أجلهم.
تعرفي إلى المزيد: