التفاهم هو أساس نمو واستقرار واستمرار العلاقة الزوجية، حيث إن كل شخص يعطي الحب ويستقبله بشكل مختلف عن الآخر، لذلك نحن بحاجة إلى معرفة من حولنا من أجل منحهم النوع المناسب من الحب الذي يستحقونه.
تختلف طريقة التعبير عن الحب بين الناس وطريقة تليقهم الحب أيضاً، لكن من السهل تعلُمها وستساعدنا حقاً في تكوين علاقات زوجية أكثر نجاحاً ووضوحاً وحباً! تقول الدكتورة آمال إبراهيم خبيرة الأسرة لسيدتي: واحدة من أكثر مشاكل العلاقة الزوجية الشائعة التي يواجهها الناس اليوم هي النضال للتعبير عن الحب بطرق مقصودة وذات مغزى للطرف الآخر، ومن هنا جاءت أهمية العلم بلغات الحب الخمس. ترغب جميع الزوجات تقريباً في إظهار اهتمامهم بالزوج ومع ذلك، تكافح الكثير من الزوجات للقيام بذلك بطريقة تلمس قلوبهم وتُظهر الحب.
كيف نجد لغات الحب؟
-تقديم الهدايا
تقديم الهدايا هو واحد من لغات الحب الخمس، حيث يعبّر الشريك بهذه الطريقة عن عشقه للطرف الآخر من دون أية مناسبة. كما أنها وسيلة تكشف مدى اهتمامه بالحبيب، خصوصاً أنه يقوم بمجهود لاختيار الهدية المناسبة له حتى ولو كانت بسيطة. لغة الحب هذه تدلّ على تقدير الشخص للطرف الآخر، كما أن إعجاب الحبيب بالهدية هو تقدير لمجهود الشريك.
- البوح بكلمات التقدير والإطراء
بعض الأشخاص يعبّرون عن حبّهم للشريك، من خلال كلمات الإطراء والتقدير. هم لا ينتظرون مناسبة لفعل ذلك، بل على العكس يحرصون دائماً وبشكل يومي على تقديم الإطراء. "أحبك، شكراً، أنت الأفضل على الإطلاق"... وغيرها من العبارات الجميلة التي تقوّي العلاقة بين الطرفين وتؤكّد مدى تعلّق الشريك بالطرف الآخر. كذلك لغة الحب هذه تزيد من ثقة الشريك وتجعله يقدّر نفسه أكثر فأكثر، كما أنّها طريقة لرسم البسمة على وجهه ومضاعفة سعادته ليكون يومه جميلاً.
-تكريس وقت خاص للشريك
إن قضاء وقت خاص مع الشريك هو واحد من لغات الحب الخمس، حيث يعبّر الطرف الآخر عن حبّه اللامتناهي. مهما كان الزوج مشغولاً بأعماله، فهو سيجد حتماً وقتاً لزوجته (أو العكس صحيح) حتى يقضي معها أجمل اللحظات، من خلال القيام بنشاطات مسلية مثل ركوب الخيل، تناول العشاء سوياً، مشاهدة السينما، ممارسة الرياضة معاً وغيرها. هذه الطريقة ستولّد الشعور بالمرح، كما سيقضي الثنائي وقتاً وذكريات لا تنسى مهما مرّت السنوات.
- أعمال الخدمة
بعض الثنائيات يعبّر عن حبّه عن طريق الأفعال وليس من خلال الكلمات، من أجل إسعاد الطرف الآخر. مساعدة الشريك في بعض الأعمال، تحضير الطعام، كيّ الملابس، ترتيب المنزل، الاهتمام بالأطفال وغيرها من أعمال الخدمة، التي تعتبر من أشكال التعبير عن الحب بطريقة غير اعتيادية. كما أن هذه الوسيلة تساعد في تقوية العلاقة بين الثنائي وفهم الطرفين لبعضهما البعض. كذلك سيكون الشريكان في قمة سعادتهما لأنهما يتشاركان كلّ الأشياء معاً تقريباً.
- الاتصال الجسدي
إمساك اليد، العناق وتبادل القبلات... كلّها طرق تعبّر عن حب الشريك للطرف الآخر! إن الاتصال الجسدي ينقل الكثير من المشاعر التي بداخل الحبيب إلى قلب الآخر، وكأنه يقول له "أحبّك" بصوت عال. لغة الحب هذه تساهم في تقرّب الشريكين من بعضهما البعض أكثر، وقد تعبّر عن مدى اهتمام الحبيب بالطرف الآخر والحرص الدائم على حمايته على طريقته الخاصة. في الواقع إن الاتصال الجسدي يساهم في ارتفاع نسبة الأدرينالين في الدم بسرعة ما يشعر الثنائي بالنشاط والحيويّة. بالإضافة إلى ذلك، يفرز الجسم الأكسيتوسين الذي يُعرف باسم هرمون الحب ما يزيد الغرام والثقة بينكِ وبين شريككِ.
كيف تستفيد العلاقات من لغات الحب :
-يعزز الإيثار..
عندما تكونين ملتزمة بتعلم لغة حب شخص آخر ، فإنك تركزين على احتياجاته بدلاً من احتياجاتك الخاصة. فيجب على الأزواج العمل لتعلم لغة حب شريكهم بدلاً من محاولة إقناع شريكهم بتعلم لغتهم.
من الناحية المثالية، سيريد كلا الزوجين التعبير عن الحب بطريقة ذات معنى للآخر، لكن الغرض الكامل من لغات الحب هو أنك ستتعلمين كيفية حب شريكك بطريقة منطقية له.
-يخلق التعاطف..
عندما يتعلم الأزواج المزيد والمزيد عن كيفية تجربة شركائهم للحب، يتعلمون التعاطف مع شخص مختلف عنهم، ويساعدهم على الخروج من أنفسهم للحظة وإلقاء نظرة على ما يجعل شخصاً آخر يشعر بالأهمية والمحبة.
ونتيجة لذلك، عندما يلتزم الأزواج بتعلم واستخدام لغات الحب، فإنهم يزيدون من ذكائهم العاطفي ويتعلمون كيفية وضع احتياجات شخص آخر فوق احتياجاتهم، بدلاً من التحدث بلغة حبهم لشريكهم، يتعلمون كيفية التحدث بلغة يفهمها شريكهم.
-يحافظ على الألفة..
إذا كان الأزواج يتحدثون بانتظام حول ما يجعل خزانات حبهم ممتلئة، فهذا يخلق المزيد من الفهم - والألفة في نهاية المطاف - في علاقتهم.
فهم لا يتعلمون المزيد عن بعضهم البعض فحسب، بل يتواصلون أيضاً مع بعضهم البعض بطرق أعمق وذات معنى.
وعندما يحدث هذا، تبدأ علاقتهما في الشعور بمزيد من الحميمية.
- مشاركة الحب بطرق ذات معنى..
عندما يبدأ الأزواج في التحدث بلغة حب بعضهم البعض، فإن الأشياء التي يفعلونها لشركائهم لا تصبح أكثر تعمداً فحسب، بل تصبح أيضاً أكثر معنى، جزء من هذا يتعلق بحقيقة أنهم يقولون "أحبك" بطرق منطقية لشريكهم، وعندما يفعلون ذلك، يشعر شركاؤهم بالرضا والسعادة.