سعى المصمّم اللبناني الشاب، نيكولا جبران، وراء مسار حياته المهنية منذ أن كان طفلاً، وقاده حبه للفن إلى مدرسة الموضة، التي فتحت أمامه الأبواب لدخول صناعة الأزياء. أنشأ علامته التجارية الخاصة، والتي تحمل اسمه: «نيكولا جبران»، وجعلها بوابته لما يعتقد أنه تفكير وتفسير مستقبلي للموضة. اشتهر جبران في جميع أنحاء العالم، وفي البلدان العربية، فاز بجوائز محلية وعالمية، وارتدت ملابسه أهم النجمات. ابتكر أزياء ذات طابع خاص، وتصميمات يمكن أن تحكي قصة كاملة. تصاميمه مستوحاة من الطبيعة والهندسة المعمارية، وذات تفاصيل مبهرة. «سيدتي» كان لها فرصة لقاء المصمم نيكولا جبران، تحدّث فيه عن أمور كثيرة تتعلق بالأزياء والحياة والمشاريع المستقبلية. تابعيه معنا في هذا الحوار.
الأجيال الجديدة لديها فضول لمعرفة كيف كانت بدايات نيكولا جبران؟
إنها ببساطة قصة طفل لديه حلم، لديه إرادة لصنع شيء فريد ومختلف. ونتيجة لذلك، شققت طريقي في السراء والضراء، ودرست بجد، وقدّمت الكثير من التنازلات، وسافرت للحصول على تعليم أفضل، وقمت بالكثير من التدريبات، قبل أن تتاح لي الفرصة لإطلاق علامتي التجارية من لبنان إلى العالم.
بعد سنوات من الإبداعات الجميلة، ما الذي تغيّر في نيكولا جبران؟
لا يوجد شيء ثابت في العالم، فنحن جميعاً نختار التغيير، وسنحتضن التغييرات التي تحدث لنا، للمضي قدماً وعيش الحياة بشكل كامل. ولكن مهما تغيرنا، يبقى الجوهر كما هو. لا شك في أنّ إبداعاتي أصبحت أكثر كمالاً ونضجاً، وموجهة بحكمة نحو الهدف، أو حتى الرسالة التي أرغب في استنهاضها في مجموعاتي. في أعماق المصمّم الجديد، الباحث عن التغيير، لا يزال الإبداع موجوداً، ولكن ما تغيّر هو الطريقة التي أترجم بها هذه المفاهيم إلى ملابس مثالية من عدة زوايا، وتناسب تماماً الهدف الذي أريده.
كيف ترى مشهد الموضة في العالم العربي؟
هذا المشهد مُرضِ، حيث هناك الكثير من الإبداعات، والناس الذين يحدّدون الاتجاهات. يدهشني هذا الاندفاع، ما يجعلني دائماً أعيش الإثارة.. إنه شعور صحّي وحيوي، وأنا فخور بأن أكون جزءاً من هذا المشهد، وأن أساهم في نجاح كبير نحققه معاً كمصممين عرب.
أدخلنا في تفاصيل مجموعتك الأخيرة.
تتعلق هذه المجموعة بالحب والسحر والأحاسيس، وتبحث عن القصص التي لا توصف... إنها سطر جديد في اتجاه مختلف، يحمل دفء الشتاء، العاطفة، كلّ ذلك ناجم عن ثراء المخمل الهادف إلى إثارة الدفء والعاطفة.
كيف تعكس أسلوب المرأة العربية من خلال تصاميمك؟
المرأة العربية راقية وأنيقة وحديثة.. تعرف ماذا تختار، وكيف تنسّقه بأفضل الطرق.. نميل إلى منحها هذا الجمال، ونضيف إليها لمسة من التميّز الذي أريدها أن تعكسه، وفي الوقت نفسه تبرز بأنوثة مطلقة.
تابعي المزيد: الموضة نحو الاستدامة وريادة الأعمال والابتكار Fashion Futures
عدنا إلى الجذور
كيف تعاملت مع فترة الأزمة العالمية، وما كان روتينك خلال أوقات كورونا؟
كانت فترة الوباء مدمّرة للجميع، لكنها كانت فرصة لترتيب الأمور بشكل جيد، وفترة إعادة تقييم، وتحديد الأولويات بشكل صحيح وربطها بالطبيعة. عدنا إلى الجذور، والاستلهام من الطريقة التي اختارتها الأرض للتعافي.
من هي أيقونتك في عالم الموضة؟
أثّر العديد من المصمّمين على مسيرتي المهنية، فكان لدي وحي من نجاحهم وأذهلني شغفهم.
من هي امرأة نيكولا جبران؟
ببساطة أمي.. أكثر امرأة محبة وقوية يمكنك مقابلتها!
كيف تفضّل أن تمضي أوقات فراغك؟
أحب السفر، لاكتشاف ثقافات جديدة، ومدن جديدة، والتمتّع بجمال الدول المختلفة التي نعيش فيها.
هل تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتك؟
لا أحد يستطيع أن ينكر أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في استراتيجيات التسويق للقرن الحادي والعشرين.. من المفيد حقاً الترويج للعلامات التجارية وإلقاء الضوء على العمل الذي يتم إنجازه.. بصراحة، من لا يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي؟ فهي تكمّل عمل بعض استراتيجيات التسويق الجيدة، ووكالات العلاقات العامة الداعمة حول العالم.
تابعي المزيد: المصممة والفنّانة شروق رحيم: أهوى التعبير عن الترف بعيداً عن التكلّف
ثقوا بأنفسكم
ما هي النصحية التي تسديها للأجيال الجديدة الذين يودّون دخول مجال الموضة؟
فقط كونوا أنفسكم، أطلقوا العنان للمصمّم داخلكم، لا تخافوا من السلبيات وثقوا في أنفسكم، ولكن من خلال كلّ ذلك، تذكروا أن تبقى أقدامكم على الأرض.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
يفتقر الأشخاص الذين ليس لديهم خطط مستقبلية إلى الحافز للاستمرار، ولديّ دائماً شيء ما في ذهني. في الوقت الحاضر، أتجه بخطوات ثابتة نحو مشروعي القادم.. دعينا نعطيه وقته، وننتظر ونرى!
بدايات نيكولا جبران
- بدأ يهتمّ بالأزياء في مرحلة مبكرة من حياته، وبالتحديد عام 1990، ما شكل حافزاً لديه للاشتراك في مسابقة «استوديو الفن» في تلفزيون الواقع اللبناني عام 1999، ليحتلّ المرتبة الثانية في فئة الأزياء.
- في عام 2000، أسّس جبران دار الأزياء الخاصة به في أبوظبي، ثم بدأ الانطلاقة العملية الحقيقية في عالم الموضة من خلال إصدار خطه الأول في عام 2001، واهتم بمتابعة دراساته في تصميم المجوهرات والإكسسوارات في بيروت.
- دعم جبران نجاحه وتألقه بافتتاح دار أزياء أخرى في بيروت. واكتسب شهرة واسعة، حيث ارتدى تصاميمه نجوم عرب وعالميون مشهورون.
تابعي المزيد: المصممة هالة الغرباوي: أزيائي تتفاعل مع نساء قويات يعتنقن أنوثتهنّ