المصمم كريكور جابوتيان: التفاصيل هي مصدر قوتي

في عام 2005، اكتشفت دور الأزياء العالمية اسماً جديداً: المصمم اللبناني كريكور جابوتيان، البالغ من العمر 18 عاماً، والذي تمكّن من جذب انتباه أشهر النجمات. يعرف كريكور جابوتيان بإبداعاته الرائعة، وهو لطالما اهتمّ بالتفاصيل، إذ يمتلك حرفية عالية، ويستخدم أقمشة فاخرة لابتكار قطع فحواها التراث والتقاليد والأناقة المتجددة. «منذ الطفولة، لفتت التفاصيل انتباهي. لم يسبق لي أن نظرت إلى الأشياء بشكل شامل، بل كنت أتحقق دائماً من التفاصيل»، يقول جابوتيان. واليوم، يصف المصمم الشاب رحلته بأنها «طبيعية وسلسة». تعرفي أكثر إليه من خلال هذا اللقاء الخاص معه.
 

كيف كانت بداياتك في عالم الموضة؟

لقد أظهرت اهتمامي بالموضة في سنواتي الأولى. منذ أن كنت طفلاً، كنت متأكداً من أنني أريد أن أصبح مصمّم أزياء. لقد دعمتني عائلتي دائماً، لذلك لم أكن أبداً متردّداً بشأن المسار الذي سأسلكه. بعد تخرجي في معهد ESMOD في بيروت، بدأت العمل في قسم الإبداع لدى إيلي صعب Elie Saab لمدة 7 أشهر، وهي مقدّمة شاملة ومثيرة لهذه الصناعة. بعد ذلك بدأت في تطوير تصميماتي المستقلة، وتم اختياري من قبل مؤسسة Starch، وهي منظمة غير ربحية أسسّتها ميزون ربيع كيروز Maison Rabih Keyrouz، لعرض أعمالي في مساحتها الجميلة في حيّ الصيفي في بيروت. كانت المجموعة الأولى التي صمّمتها باسمي الخاص، والتي يمكنني القول بثقة، إنّها كانت بداية مسيرتي المهنية المستقلة، أي بداية أتيليه كريكور جابوتيان Atelier Krikor Jabotian.

دفعني نجاح مجموعتي في Starch إلى إنشاء أول ورشة عمل خاصة بي، في سن 23، وتصميم أول مجموعة لي. تطوّرت الشركة سريعاً إلى شركة مزدهرة تديرها عائلتي، والدي وأمي وأختي، لتحويل مؤسستنا إلى علامة تجارية فاخرة كما هي اليوم.

بعد سنوات من الإبداع الجميل، ما الذي تغيّر في كريكور جابوتيان؟

ظلّ جوهر العلامة التجارية كما هو منذ البداية، ولكن هناك دائماً طرق أخرى لتتعلّمها عندما يتعلق الأمر بصقل مهاراتك في فنّ الخياطة.

كيف ترى مشهد الموضة في العالم العربي؟

أصبح العديد من مصمّمي الأزياء في العالم العربي بارزين جداً، خاصّة فيما يتعلق بملابس المشاهير. أصبحت أثوابهم مرادفة لنموذج أوّلي شديد التألق على السجادة الحمراء. وترك مصمّمو الأزياء العرب بالتأكيد بصمة على الساحة، لكنني أيضاً أحبّ أن أرى العديد من العلامات التجارية التي تظهر استعداداً لابتكار الأزياء المريحة.

تابعي المزيد: المصمم حسن إدريس: تصاميمي مستوحاة من ثقافتنا العربية وفلاسفتنا القدامى

لا حدود

من أين تستوحي تصاميمك؟

من أي شيء، ومن كل شيء.. الإلهام ليس له حدود. أنا منغمس في محيطي وأشعر بالإلهام عند الانخراط في الموسيقى والفن والسينما، وكذلك بالخوض في عصر معيّن. كما أنني أسمح لعفويتي وغريزتي في التدخّل في عملي الإبداعي. ومع ذلك، ألجأ دائماً إلى المرأة التي أحبّها، فهي مصدر إلهامي النهائي.

أدخلنا في تفصيل يوم تصميمي كامل لديك.

يبدأ الأمر دائماً برسم أضعه في صورة ظلية خشنة، ثمّ أبني عليه. بعدها أحدّد التفاصيل على هذا الرسم. تأتي القطعة إلى الحياة، قبل أن نجري العديد من التعديلات عليها. المشغل هو ملعبي، وهو المكان الذي أشعر فيه في أفضل حالاتي.

تابعي المزيد: المصممة نور أزهري: أسعى لدعم مكامن القوة والأنوثة في المرأة العربية

أستمتع بوحدتي

كيف تفضل تمضية أوقات فراغك؟

يعتمد هذا كله على مزاجي. أنا أستمتع بوحدتي، حيث أكون مرتاحاً في منزلي، كما أنني محاط بالأصدقاء، وحينها أكون في مزاج احتفاليّ لمجرد كوننا معاً.

من هي أيقونتك؟

أمي هي أيقونتي المطلقة في المنزل والعمل، أنا معجب بقوتها. فقد دحضت القواعد العمرية، وأظهرت لي أنه لم يفت الأوان لتغيير حياتك.

من هو مصمّمك المفضل؟

المايسترو كريستيان لاكروا Christian Lacroix هو المصمّم المفضّل لديّ طوال الوقت، وتصميماته عبارة عن أعمال فنّية يمكن ارتداؤها.

من هي امرأة كريكور جابوتيان؟

أهم سمة أقدّرها في المرأة هي ثقتها وقدرتها على تمكين النساء الأخريات. امرأة ذات شخصية حادّة وأخلاق حميدة.

كيف تعكس ذوق المرأة العربية من خلال تصاميمك؟

النساء العربيات دائماً في صميم عملي. لا أحب فقط التصميم لهنّ، حيث لدينا أيضاً معهنّ صلة وثيقة نتيجة ثقافتنا وتراثنا المشترك. لقد عهدن إليّ بتحقيق رؤيتهن، بناءً على فهمي لقيمهنّ الأساسية. وأكثر ما أقدّره في العديد من النساء العربيات اللواتي كان من دواعي سروري العمل معهنّ، هو رغبتهنّ في أن يكنّ في طليعة الموضة، دون اتباع الاتجاهات ببساطة.

هل تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لعلامتك؟

تعدّ وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا جزءاً لا يتجزّأ من نموّ ونجاح أي علامة تجارية. نحن بالتأكيد نولي أهمّية لوسائل التواصل الاجتماعي، ونستخدمها كوسيلة للتواصل مع متابعينا.

تابعي المزيد: غاينايل بيرو مارينكوفيك Gaenaelle Perrot Marinkovic: نتحدى اختبار الزمن بتصاميم من المواد المستدامة

عدم الاستقرار

ما هي العوائق أو المشاكل التي واجهتها في مسيرتك؟

العمل في الشرق الأوسط هو عبارة عن عمل في بيئة مليئة بالعقبات والاضطرابات. من المستحيل أن نبقى غير سياسيين! لأنّ كلّ جانب من جوانب حياتنا يتأثر بالاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي تحدث، وتؤثر على الأعمال التجارية في جميع الصناعات. إنّ حالة عدم الاستقرار هذه تجلب معها تحدّيات للتعامل معها.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنا متحمّس دائماً لمعرفة ما يخبّئه المستقبل. وأحدث مشاريعنا ينتمي إلى المجوهرات الراقية. هذا أمر يثيرني بشكل خاص، لأنه نابع عن خبرة موجودة في العائلة، والتي يتفوق فيها والدي.

تابعي المزيد: المصممة ميرنا جوهري: الرفاهية والاهتمام بالأناقة جزء مهم من الثقافة العربية