تساؤلات عديدة تدور بذهن الآباء والأمهات حول: كيف أجعل طفلي مستقلاً دراسياً؟ وفي أيّ سن يمكن تحقيق ذلك؟ في الوقت الذي يؤكد فيه التربويون، وجوب تعليم الطفل كيفية الدراسة بنفسه، وأن مسؤولية التوجيه والإشراف لتحقيق ذلك، تقع على عاتق الآباء، والمشكلة تتمثل في معرفة الوقت الذي تجب فيه مساعدة الطفل في الدراسة، والوقت الذي يتوقف فيه الآباء عن المساعدة، وكما هو معروف؛ فإن تربية الطفل على الاعتمادية، تجعل التخلص منها أمراً يحتاج إلى بذل جُهد وطاقة كبيرين! اللقاء واختصاصية التربية ووضع المناهج، الدكتورة نادية يوسف؛ للشرح والتوضيح.
التعليم منذ الطفولة المبكرة
- تعليم الطفل منذ الطفولة المبكرة، يكون باللعب والاستمتاع بالوقت بوسائل منوّعة، منها: الفواكه، الألوان، الصلصال، وقراءة القصص أو الاهتمام بها مسموعة ومرئية.
- التعليم في الطفولة المبكرة، يكون فطرياً، وتقدَّم المعارف وفقاً لكل مرحلة عمرية، من اللعب والتقليد والمحاكاة أو اللعب الجماعي؛ حتى الوصول لمرحلة رياض الأطفال.
- وفي المراحل الأولى للتعليم.. يجب تشجيع الطفل وتمكينه من متابعة دروسه وفهمها، والحرص على متابعة سرعة أداء الطفل، ومقدار الوقت الذي يُنهي به واجباته.. مع التواصل البنّاء معه.
- تعرّفي إلى المزيد: النشاط البدني المناسب للأطفال وفقاً للفئة العمرية
لا تجعلي من نفسك ظلاً مرافقاً لطفلك
- من الضرر البقاء كظل مرافق لحياة الطفل؛ فهذا قد ينفّره ويجعله يتظاهر بالتعلُّم، وعلى الأبوين تجهيز الابن منذ الطفولة المبكرة لممارسة نشاطاته؛ بدايةً من سن مبكر؛ فقبل 4 سنوات، يبدأ الأهل بتهيئة الطفل للدراسة.
- ويتم ذلك بتنمية مهاراته قدرَ الإمكان، بالفن والرسم وإعداد الأدوات الخاصة به، ومساعدته على امتلاك أدوات الدراسة، وفهم المواد؛ حتى نتحقق من قدرته على الدراسة باستقلالية كلما تَقدم العمر به.
- بينما يعتقد كثير من الأهل، أن التصاقهم بأبنائهم مفيد لتعلمهم؛ متغافلين عن أن ذهن الطفل قد يشرد وهم بجواره، والطفل قد يشعر بالضيق وعدم الراحة من وجودهم الدائم بالقرب منه.
- لهذا، من الأفضل أن يُترك الطفل لفترة وحده، مع متابعته والتواصل البنّاء معه؛ فلا يعني القرب، أن التعليم مستمر، ولكن على فترات متقطعة، مع التأكد من قدرات الطفل على التعلُّم ومدى رغبته بالتعلم.
- من سن 4-9 سنوات، تجب مساندة الطفل في المواضيع الدراسية الصعبة، ومن 10-15عاماً، يجب توجيهه وإرشاده للاعتماد على الذات، ومن 15-18عاماً، ينتقل الطفل إلى الاستقلال التام.
- على أن يُعرّف الوالدان الطفل كيفية استخدام أسلوب البحث العلمي؛ للتخلص من الصعوبات التي تواجهه، مع تقديم الدعم اللازم من المتخصصين حسب كل مادة.
- تعرّفي إلى المزيد: احتفالاً باليوم الدولي للتعليم..اهتمي بتعليم طفلك مبكراً
أخطاء الآباء مع الأبناء
- من الأخطاء التي يقع فيها الأهل حبّاً في أبنائهم، أن يجعلوهم معتمدين عليهم في الدراسة بالكامل.. حيث يعتقد بعضهم أنهم كلما ساعدوا أطفالهم؛ فسيكون أداؤهم أفضل في المدرسة، وكذلك في الحياة الاجتماعية.
- حتى أنهم يحاولون جاهدين مساعدة أطفالهم في الدراسة بإكمال الواجبات المنزلية بدلاً منهم؛ ليحافظوا على المستوى الأعلى في الفصل، لكن الأبحاث التربوية أكدت أن المشاركة المفرطة تُضر أكثر مما تنفع.
- هذه التصرفات من قِبل الأهل، ليس لها أيّة آثار إيجابية على الطفل؛ بل إنها تجعل الأطفال أكثر قلقاً، والأفضل والأهم، أن يشارك الوالدان في احتياجات الطفل الدراسية، والبقاء داعمين للعملية التعليمية الخاصة به.
- المشاركة المفرطة طريقة خاطئة، وبدلاً منها، يجب أن تساعد طفلك على أن يصبح متعلماً مستقلاً، وفي الوقت ذاته، يجب أن تكون متاحاً عند حاجة الطفل إلى مساعدتك.. دورك الإشراف من دون الاعتماد الكامل.
- تعرّفي إلى المزيد: خطوات لتعديل سلوك الأطفال
العواقب الوخيمة للاعتمادية
- الاعتمادية من جانب الأبناء على الوالدين في الدراسة وأداء التزاماتها.. لها عواقب وخيمة على المدى البعيد.
- الطفل من عمر 6 سنوات حتى 11 عاماً في مرحلة التأسيس، والتي يُصقل فيها أسلوب الطفل في الدراسة؛ فيتعلم الاعتماد على ذاته أو على الآخرين.
- وعلى الأهل بذل الجهد الكافي في التوجيه والإشراف على العملية التدريسية في المنزل، من دون الاعتماد الكامل عليهم في كل شيء يخص الدراسة.
- هيا، دع ابنك يحاول قراءة الكلمة مراراً وتكراراً قبل إعطائه القراءة الصحيحة بسهولة، ودعه يحاول جمع الأرقام أو طرحها وحده، حسبما تعلّم في المدرسة.
- وبعد المحاولة الجادة من جانب الطفل، صحح له الخطأ، وأيضاً دعه يحفز ذاكرته وحده، وإن أخطأ، رُده ردّاً جميلاً.. فاعتماد الطفل على ذاته وبذل الجهد الشخصي، له آثار إيجابية مباشرة على تحصيله الدراسي.
- التقييم الفعلي للطالب، هو الامتحان المدرسي، الذي لن يكون فيه سوى الطالب وورقة الامتحان من دون أيّ وجود لمساعدة الأهل، وحينئذ يتميز الطالب المعتمد على ذاته؛ مقارنةً بمن يحظى بالاعتماد المباشر على أهله.
- ولهذا الاعتماد نواحٍ خطيرة في المراحل الدراسية المتقدمة، بخاصة في الثانوية العامة التي لا يجوز للطالب فيها أن يعتمد على أحد سوى نفسه، والتخلص من التربية على الاعتمادية يحتاج إلى بذل جُهد وطاقة كبيرين.
نصائح تربوية
- آمن بطفلك.. ودعه يعرف أنك تؤمن بقدراته، واسمح له بالعمل من خلال تحدياته، فقط احتفظ بالمراقبة، وستعلم متى يحتاج حقاً إلى المساعدة.
- اسأله عما يحتاج إليه، اسأله مباشرة عن احتياجاته، ودعه يطلب المساعدة منك.. حينئذ ستكون لديه فكرة واضحة عما يفعله ويحدد متطلباته أيضاً.
- شجع جهود طفلك.. وليس نجاحه فقط؛ فعندما تفعل ذلك؛ فإنك تركز على النتيجة فقط، وهذا ينقل رسالة بأنه يجب الحصول على درجات جيدة.
- امدح طفلك على الجُهد الذي يبذله، والعمل الذي استغرقه للحصول على درجات جيدة؛ حتى يشعر بالتعزيز، ويفعل ذلك مراراً وتكراراً.
- هيئ لهم فرص الاستقلال.. اسمح لأطفالك بأخذ الأساسيات منذ سن مبكر، مثل: السماح لهم باختيار ملابسهم، وترتيب أسرّتهم وما إلى ذلك.
- أعطهم مسؤولياتهم وتراجع، وهذا يساعد الأطفال على الشعور بأنهم فعّالون بطريقةٍ ما، ويشجعهم على القيام بالأشياء بشكل مستقل.
- يحتاج الأطفال أيضاً إلى توفير مساحة خاصة بهم للقيام بعملهم، ومساحة أيضاً إلى مساعدة والديهم.. على الأقل في البداية.
- يعرف التربويون أن التراجع والابتعاد أمرٌ صعب للآباء، ويغفلون أن أفضل طريقة لمساعدة الأبناء هي السماح لهم بالعمل المستقل، واكتشاف الأشياء بأنفسهم.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.