" أزمة منتصف العمر" من الأعمال الدرامية التي يتم عرضها على منصة " شاهد " vip، ورغم عرض أربع حلقات منه فقط، إلا أن الجمهور تفاعل مع أحداثه وأشاد بأبطاله، مما ساهم في اعتلاء اسم المسلسل تريند منصات التواصل الاجتماعي.
إلا أن نجاح العمل بهذه الطريقة والإشادة الكبيرة التي حظي بها، يرجع إلى أكثر من سبب سوف نتطرق له من خلال السطور التالية.
موضوع اجتماعي
القصة الرئيسية للمسلسل والتي تدور حول تفاوت الأعمار بين الزوج والزوجة كان سبباً رئيسياً وعنصراً جذاباً، وراء تصدره تريند منصات التواصل الاجتماعي، حيث لمست قصته الكثيرين ولا سيما الذين يمرون بنفس أحداثه، حيث نجد "فيروز" الفنانة ريهام عبد الغفور، التي تزوجت من رجل الأعمال "عزت " رشدي الشامي، والذي يكبرها بسنوات كثيرة، تعاني من أزمات عدة أولها عدم مرورها بالمراحل التي تمر بها أي فتاة في سنها أو عمرها ، فنعدما تزوجت لم تجد ما تتمناه من حياة آخرى تعيشها أي فتاة تتزوج حديثا، بل ظلت حبيسة غرفتها بسبب الفجوة العمرية بينها وين زوجها الذي أصبح في عالمه الخاص بحكم سنه الذي يرفض أن يندمج مع أي مرحلة عمرية آخر أقل منه، ليمر العمر سريعاً لتجد نفسها وحيدة دون أن تعيش ذكرى حلوة في "عش الزوجية"، هذا الأمر جعلها ترفض زواج ابنتها " مريم" رنا رئيس من " عمر القاضي" كريم فهمي الذي يكبرها أيضاً سناً، حتى لا تواجه ابنتها نفس المصير الذي عاشته ولكن تفشل جميع محاولاتها في هذا الأمر.وجبة تمثيلية دسمة
لعل السمة البارزة في هذا العمل، هو إتقان أبطاله للشخصيات التي يقدمونها، فالبداية ستكون من ريهام عبد الغفور التي قدمت شخصية " فيروز" فالبرغم من صعوبة الشخصية المليئة بالانفعالات الداخلية بسبب ماتمر به من صعوبات في حياتها، إلا أنها قدمتها بكل سلاسة بعيدة كل البعد عن المبالغة، لذلك اختارت تعابير وجه معبرة للغاية دون أي تكليف أو صعوبة.عقب ذلك ننتقل للفنان كريم فهمي الذي يشاركها بطولة العمل ، فشخصية "عمر القاضي" شخصية صعبة ومركبة تارة نجده " المذنب المثالي" وتارة آخرى نجده يستخدم لغة الصمت في التعبير عما بداخله من أزمات نتيجة المشاكل التي سببتها والدته وطليقته له.
أما الفنانة هند عبد الحليم، والتي تقدم شخصية فتاة مدمنة تدعى "سلمى" والتي سلكت طريقة الأدمان، فنجحت حتى هذه اللحظة في ابعاد المشاهد عن الصورة التقليدية للفتاة المدمنة التي نراها في العديد من الأعمال، فالبرغم من ادمانها للمخدرات إلا أنها تعرف جيدا ًماذا تفعل وسبب ما تواجهه من مشاكل.
وسريعاُ نلقي الضوء على " مريم" رنا رئيس ، التي برعت في تقديم صورة جيدة للفتاة المدللة التي اعتادت على الترفيه في حياتها وكل أمورها، حتى بعد زواجها من " عمر القاضي" ظلت على هذا النهج دون أن تغيره.
وآخيرا الفنان رشدي الشامي الذي أكد من خلال شخصية "عزت" أننا أمام فنان متعدد المواهب وكان ذلك جليا في طريقة الجفاء والجحود في تعامله مع زوجته "فيروز" على النقيض يتحول 180 درجة في تعامله مع ابنته "مريم" ، والفتاة التي يتعرف عليها " ياسمين" ركين سعد، ويعيش معاها قصة حب جديدة .
أحداث سريعة
عامل آخر من عوامل نجاح المسلسل، هو أحداثه السريعة البعيدة كل البعد عن المط والمبالغة، ففي " أزمة منتصف العمر" كل شيء يسير بوتيرة سريعة ، فلم يحتاج المشاهد أن ينتظر طويلاً حتى يتعرف على الأسرار التي يخفيها أبطاله، وهذا ما حدث مع الفنان كريم فهمي "عمر القاضي"، ففي أول ظهور للفنانة سلوى محمد علي، تعرف الجمهور بانها والدته التي يحاول أن يتهرب منها خاصة بعد ادعائه بوفاتها .