إنّ الاعتماد على النفس يعَدّ أمراً أساسياً يساعد على التمتُّع بحياة مستقلة وتحقيق النجاح في المستقبل؛ إذ إنّ الحياة المستقلة تُعَدُّ هدفاً بحد ذاتها يسعى الكثيرون إلى تحقيقه؛ بحيث يكونون قادرين على العيش ضمن مبادئهم ومعتقداتهم الخاصة بهم، من دون الاعتماد على غيرهم من الأشخاص في تسيير أمور حياتهم.. تقول الدكتورة أميرة حبارير، الخبيرة النفسية لـ«سيدتي»: الاعتماد على الذات هو الاعتماد على جهود الفرد وقدراته في كل شيء وتحمُّل جميع مسؤولياته.. ويتمتع الاعتماد على الذات بأهمية نظرية قوية، بفضل آثاره على السعادة.. من المحتمل أن تلاحظ بعض التداخل، أو على الأقل تداعيات محتملة على تقدير الذات، والتعبير عن الذات، ومعرفة الذات، والمرونة، وقبول الذات.. لذلك، لا يتعلق الأمر بفعل كل شيء بنفسك، لا يتعلق الأمر بالاستقلال المالي أيضاً، ومن المؤكد أن الأمر لا يتعلق بتحمُّل كل المصاعب التي تواجهها جميعاً بمفردك، الأمر يتعلق بالاعتماد علي الذات وغيرها من الفوائد التي تعود على الفرد، هذا إلى جانب توضيح بعض الإستراتيجيات التي تساعد على الاعتماد على النفس.
تطوير الاعتماد على الذات
- تقبّل نفسك، وأن تكون أفضل صديق لك
يعَد تعلُّم وتقدير نقاط القوة في شخصيتك أمراً مهماً جداً في القدرة على دعم نفسك أثناء تقدمك في الحياة.. ما هي نقاط القوة في شخصيتك؟ هل أنت نوع: فضولي؟ شجاع؟ لا تنس التفكير في إنجازاتك والأشياء التي تحققها، والتي تجعلك تشعر بالفخر.. من المهم ألا تحط من قدر نفسك أو تخرب جهودك.- الثقة الداخلية
في المجتمع، نحن مشروطون بالشعور بالسعادة عندما نتلقى المديح والثناء والطمأنينة من الآخرين.. إذا لم يكن ذلك وشيكاً؛ فيمكننا أن نشعر بعدم الأمان أو الضعف، وأحياناً بالعجز.ينطوي الاعتماد على الذات، على القدرة على الشعور بالثقة في نفسك عندما لا تكون موجودة – لأنها قد لا تكون كذلك دائماً.. لست متأكداً مما يجب أن تكون واثقاً منه؟ جرب أحد هذه الأنشطة لزيادة إحساسك بقيمتك الذاتية.
- كُن على اطلاع
حافظ على القراءة باستمرار والاطّلاع على آخر الأخبار والمعلومات فيما يتعلّق بمكان إقامتك، ومدرستك أو عملك، والعالم بشكلٍ عام؛ فذلك يَزيد من قدرتك على الاستقلالية عن الآخرين، واتّخاذ قراراتك الخاصة بك.- تدرّب على تحمّل المسؤولية:
يساعد تحمّل المسؤولية على الاستقلال عن الآخرين؛ لِذا حاول البحث عن تجارب تساعدك في التدرّب على تحمّل المسؤولية، كدفع الفواتير الخاصة بك بموعدها المحدد، والالتزام بتنظيف غرفتك، والاستيقاظ صباحاً في الموعد المحدد من دون مساعدة أحد، كما يمكنك تحمّل مسؤولية البحث عن وظيفة مناسبة لك، أو اختيار التخصص المناسب لك لدراسته.- اتّخذ قراراتك الخاصة:
لا تسمح للآخرين باتّخاذ قرارات تخصّك نيابةً عن نفسك؛ فذلك يُعَدّ دليلاً على اعتمادك على غيرك والتخلّي عن استقلاليتك؛ لِذا اتّخذ قراراتك الخاصة لوحدك، بالاعتماد على الأهداف والأحلام التي تسعى لتحقيقها.- كُن واثقاً من نفسك:
ترتبط الثقة بالنفس بقدرتك على الاعتماد على نفسك؛ لِذا ثق دوماً بنفسك وبقراراتك، واتّخذ الخطوات المناسبة في تحقيق أهدافك بثقة ومن دون الاعتماد على أحد.- فكّر بشكلٍ مستقل:
فكّر بما تريد، ولا تعتمد في طريقة تفكيرك على غيرك، ولا تسمح لأحد بأن يجبرك على فكرة معينة، وحاول أن تطوّر من تفكيرك ليصبح إبداعياً، وعبّر عنه بحرية أمام الآخرين.- اعرف نفسك:
اعرف نفسك، وكن كما تريده أنت، وذلك من خلال التعرّف على قدراتك، ومواهبك، وميولك، واختر ما تود أن تكون عليه؛ بناءً على تلك الميول والقدرات، ومثال ذلك: إذا أراد والدك الطبيب أن تخطو خطاه وتصبح طبيباً؛ فتأكّد من أن ذلك المجال يناسب ميولك وقدراتك، وإذا لم يكن كذلك؛ فاختر مجالاً آخر يناسبك، ولا تخشَ من التعبير عمّا تريده أمام الآخرين.- حافظ على استمرارية التعلم:
تأكّد من مهاراتك وقدراتك، إن كانت تسمح لك بتحقيق أهدافك، وإذا لم تكن كذلك؛ فحاول التطوير من نفسك، من خلال حضور الندوات، أو التدريب المستمر، أو قراءة الكتب، أو دراسة تخصص معين يؤهلك لتحقيق ما تريده، ويمكنك الاستعانة بالآخرين عند مواجهة مشكلة معقّدة.- ابحث عن طرق صحيّة للتعبير عن مشاعرك السلبية:
إذ إنّ تنظيم عواطفك ومشاعرك والتحكّم بها، يزيد من قدرتك على الاعتماد على نفسك، وعليه حاول التعرّف على مشاعرك السلبية، وكن قادراً على التحكّم بها، والتعبير عنها بطرقٍ سليمة، ومثال ذلك: في حال شعرت بالغضب من أمرٍ ما؛ فحاول تجاوز ذلك الغضب، من خلال ممارسة نشاط أو رياضة ما، كالجري، أو تجربة رياضة تنافسية مع الآخرين.