الأناقة وجمال الإطلالة أمران يحرص عليهما الكثير من الناس من الجنسين على حد سواء؛ حيث قد تعبر تلك الإطلالة بشكل ما عن نمط شخصية المرء وطبيعتها.. هذا الأمر قد يحتمل وجهات نظر مختلفة، وخصوصاً في هذا العصر.. من هنا، توجهنا إلى عدد من الشابات والشبان بسؤالنا الآتي: هل تعتقد أن المظهر الخارجي يعكس شخصية الشاب أو الفتاة؟ وكيف تتعامل شخصياً مع مظهرك الخارجي؟ وما الموقف الطريف الذي تعرضت له في هذا الإطار؟.. وهنا ملخص إجاباتهم.
الرياض | سارة محمد Sara Mohammed- جدة | ثناء المُحمد Thana Almohammed
الشرقية | سمية آل خير Somia Alkhair - بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
تونس | منية كواش Monia Kaouach - القاهرة | أيمن خطاب Ayman Khattab
أرتدي ما يناسبني
ندى إبراهيم: أرتدي كل ما أشعر بأنه يناسبني ويناسب شخصيتي وشكلي
أكدت ندى إبراهيم، ممثلة سعودية، أن شكل الشخص لا يدلُّ على شخصيته، وعن ذلك قالت: «قد تبدو على الشخص معالم السلام والأدب والرقي، لكنَّ حقيقته تكون غير ذلك تماماً، والعكس صحيحٌ. لذا، لا أرى ترابطاً بين الشكل والشخصية». مضيفةً: «أعتمد دائماً الأزياء المريحة بالنسبة إلي، وأرتدي كل ما أشعر بأنه يناسبني ويناسب شخصيتي وشكلي». وعن المواقف الطريفة والمحرجة التي تعرَّضت لها في هذا الجانب، ذكرت ندى: «ذهبت يوماً إلى السينما، وعند دخولي الصالة، سألني الموظف عن عمري؛ حيث اعتقد أنني أصغر من 18 عاماً؛ إذ لا تسمح القوانين بالدخول لمَن هم أقل من هذا العمر، وكان ذلك بسبب تسريحة شعري الكيرلي، وهذا يؤكد ارتباط المظهر بالشخصية لدى كثيرٍ من الأشخاص».
تابعي المزيد: نظرة شبابية كيف تكون صاحب شخصية مؤثّرة؟
المظهر يعكس الشخصية
براءة اليوسف: يعكس المظهر جزءاً كبيراً من الشخصية ويقدم رسائل كثيرة
على العكس من ندى، رأت براءة اليوسف، مصممة ومدربة جرافيك سعودية، أن المظهر يعكس جزءاً كبيراً من الشخصية، سواءً للشاب أو الفتاة، كما يعكس مدى اهتمام الشخص بنفسه، ويقدم رسائل كثيرة، تعبِّر عنه وعن صفاته المختلفة، منها احترام المكان والزمان والأشخاص من حوله «فالمظهر قد يكون مريحاً للمتلقي، أو قد يزعجه». وفيما يخصُّ اهتمامها بمظهرها، قالت براءة: «أهتمُّ كثيراً بتفاصيل مظهري في كل الأوقات والمناسبات، وأحرص على معرفة أجواء المكان الذي سأقصده، ونوعية الشخصيات الموجودة فيه، فهذا يساعدني على اختيار إطلالة مناسبة للمكان والزمان، وتعبِّر عن شخصيتي، وتمثِّلني». وبسبب اهتمام براءة بمظهرها، تجد الكثير من الثناء، وهو ما يجنبها التعرض لمواقف محرجة أو طريفة وتوضح: «لم أتعرَّض لكثيرٍ من المواقف فيما يخصُّ مظهري، بل على العكس تماماً ألقى الثناء والإطراء على إطلالاتي، وأُسعد كثيراً بذلك»، مبينةً أن هذا الأمر يؤكد ترك المظهر الخارجي انطباعاً معيناً عن الشخص.
الانطباع الأول
رافع العمري: مظهر الشخص هومفتاح يساعد على كيفية التعامل معه
في هذا السياق، يجيب رافع العمري، من السعودية، قائلاً: «لا شك أن المظهر الخارجي هو انعكاس لشخصية الشاب أو الفتاة، فمن خلاله ينبني الانطباع الأول للآخرين، فهناك ما يسمى الستايل الكلاسيكي، والرسمي، وغير التقليدي، والجريء... وغيرها، وجميعها تعكس سمات الشخص، فاللبس الكلاسيكي العملي يدل على شخصية عملية منظمة متحفظة دقيقة في اختيار قرارات حياتها. أما المظهر غير التقليدي فيدل على الشخصيات المبتكرة المفعمة بالحيوية. وأما اللبس الجريء فهو يعكس شخصية محبة للفت الانتباه، ليس هذا فقط، بل حتى الألوان تعكس السمات الشخصية. فعلى سبيل المثال، الذين يرتدون الملابس ذات الألوان الداكنة تدل على تحفظ الشخصية ورغبتها في العزلة، وعدم الانخراط في التجمعات، على الرغم من أنهم شخصيات هادئة وذات قرارات متأنية. أما مرتدو الألوان الزاهية فهم شخصيات منفتحة على خوض تجارب ومغامرات جديدة، ومقبلة على الحياة، وأقل رغبة في العزلة وأقل عرضة للاكتئاب، وأقل تحفظاً وأكثر جرأة وتسرعاً في قرارات حياتهم. وبرأيي الشخصي، فإن مظهر الشخص هو مفتاح يساعد على كيفية التعامل معه». ويخبرنا العمري عن مظهرة الشخصي وكيف يتعامل معه، بقوله: «في الحقيقة أنا أعتمد بمظهري على عوامل عدة، أهمها الطقس، ففي الصيف بالطبع أرتدي الألوان الفاتحة. أما في الشتاء فأرتدي الألوان الداكنة، مع الأخذ بالاعتبار المكان الذي سأذهب إليه والمناسبة والوقت، وأيضاً حسب المزاج، لكن الستايل الذي يناسب شخصيتي هو «الكاجوال»، الذي يعكس شخصيتي النشيطة، والمستقلة، والمرحة، والاجتماعية، وأيضاً تعطي انطباع الأريحية والقبول لدى الآخرين».
تابعي المزيد: الموارد البشرية تكامل المهمات والأدوار عبر «الأهداف الذكية»
تجربة الألوان غير المتناسقة
ريم كنج: الألوان تدلّ على النفسية، والشخصية، وعلى السلوك بشكل عام
حول هذا الموضوع تشير ريم كنج، لبنانية، إلى أن «المظهر الخارجي يعكس شخصية الشاب أو الفتاة إلى حدّ كبير، فعلى سبيل المثال إذا ارتدينا ملابس جميلة وفيها حياة وفرح، فهذا الأمر يدلّ على أننا سنبدأ يومنا بشكل سعيد ومنعش، والعكس صحيح بالنسبة إلى الألوان الداكنة... الألوان تدلّ على النفسية، والشخصية، وعلى السلوك خلال معظم الأوقات، وأمام المجتمع والمحيط. الجدير بالذكر أن عدداً من الفتيات والشبان يحبّذون لفت انتباه واهتمام المجتمع لهم من خلال المظهر الخارجي، وهذا الأمر يتعلق بشخصيتهم، فنجدهم يتابعون ويواكبون آخر صيحات الموضة والفاشن، والبعض الآخر قد لا يعنيهم هذا الأمر لا من قريب ولا من بعيد، ولا يولون أي اهتمام للمظهر الخارجي، ونراهم مرتاحين جداً ومتصالحين مع أنفسهم. أتعامل مع مظهري الخارجي من خلال متابعة ومواكبة آخر صيحات الموضة والترند العالمية والفاشن لموديلات وألوان الملابس، وتسريحات الشعر والقصّات، والإكسسوارات وألوان الشعر، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها الإنستغرام... كما أنني أحب تجربة وخوض أمور وقصص جريئة، مثل الألوان غير المتناسقة في الملابس، وهذا الأمر يدل على أنني ملمّة وشغوفة بالموضة؛ لأنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمظهر الخارجي للفتاة. ولا أخفي سراً إذا قلت بأنني كنت أكره أنفي بسبب تعرّضي لحادث، وأصبح شكله مختلفاً عن السابق، وتغيّرت ملامحي، ولم أعد أحب التصوير أبداً، لذلك قررت خوض عملية للأنف تجميلية ضرورية، واشترطت على الطبيب أن يبدو طبيعياً، ومنذ ذلك الوقت وأنا لم أعد أعاني من أي مشكلة في التصوير وأصبحت واثقة بصوري».
حول الموقف الطريف الذي تعرّضت له في هذا الإطار؟ تشير ريم إلى أنه معروف عنها أنها دائمة التأخير بالحضور إلى الاجتماع الأسبوعي الذي تعقده الجمعية التي تنتسب إليها نهار كل سبت بسبب اهتمامها بمظهرها، فهي تقصد مصفف الشعر، وتهتم بالملابس والمكياج المناسب لها. وتضيف: «بالعادة، أتأخر على مواعيدي فقط بسبب الاهتمام بالمظهر الخارجي الذي يتطلّب مني وقتاً قد يؤخّرني عن العمل، أو الاجتماع، أو حتى حضور السهرات والمناسبات الاجتماعية... من ملابس وشعر ومكياج. مع العلم أن تأخيري هذا لا يؤثر فيّ سلبياً، بل إيجابياً؛ حتى أكون مرتاحة بيني وبين نفسي، وأبدو على أهبة الاستعداد وبكامل أناقتي ومظهري الخارجي الذي أعطيه قيمة كبيرة جداً؛ لأنه بالتالي سيعكس شخصيتي، وأنا أعدّه بكل صراحة وشفافية نوعاً من أنواع العناية الذاتية التي أهتم بها كثيراً لتحقيق السعادة والفرح».
أتعامل مع أناقتي ببساطة
أمل الشمراني: من الرائع الاهتمام بالمظهر داخل البيت، خاصة للمرأة أمام زوجها
ترى أمل الشمري، معلمة رياض أطفال بالجبيل الصناعية، أن المظهر الخارجي يعكس شخصية الشاب أو الفتاة بوضوح كامل؛ لذلك من المهم الحرص على المظهر الجميل، خاصة في المناسبات الاجتماعية المختلفة، وأماكن العمل، وعند المراجعات الرسمية في الدوائر الحكومية. وأكملت أمل: «من الرائع الاهتمام بالمظهر داخل البيت، خاصة للمرأة أمام زوجها، وأيضاً أطفالها الذين سيتعلمون منها كيفية الاهتمام بمظهرهم مستقبلاً».
الأناقة في البساطة
تابعت أمل بالقول: «عني شخصيا أتعامل مع مظهري الخارجي بأناقة بسيطة، ولكن بجدية واهتمام بالترتيب الكامل في كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة». أما عن أطرف المواقف التي مرت بها، بينت الشمري: «خرجت مرة من صالون التجميل وأنا أضع الصبغة على حواجبي لضيق وقتي؛ إذ كان لا بد من ذهابي إلى مركز التسوق لإكمال تجهيزاتي لمناسبة اجتماعية مهمة، وفي غمرة انشغالي بالتسوق قابلت طاقم عمل إحدى القنوات التلفزيونية وهم يجرون استطلاع رأي بين الجمهور، وطلبوا مشاركتي، فكان أن شاركت من دون تردد، ونسيت أمر حواجبي، وسط ضحك وذهول صديقاتي».
تابعي المزيد: تحديات شباب اليوم ..بين الأحلام والواقع والأولويات
المظهر.. الواجهة المرئيّة
رباب العبيدي: اللّباس يقرأ ويحلّل ويؤثّر ويرى فيه النّاظر دلالات ورسائل مشفّرة
تبيّن رباب العبيدي (28 عاماً)، طالبة علم اجتماع تونسية، في أنّ المظهر الخارجي قد يعكس جانباً من شخصيّة الشّاب، لكنّه ليس المحدّد الوحيد لها؛ لأنّ الشّخصيّة مزيج من أفكار وسلوكيات وميولات وقيم وصفات، تتبلور شيئاً فشيئاً، وتنضج بتراكم التّجارب والممارسات والمواقف. ترى رباب أنّ المظهر الخارجي للشّاب هو بمنزلة الواجهة المرئيّة التي تمنح الآخر الانطباع الأوّل عنه، فيشرع في تقييمه انطلاقاً من لباسه الذي يوحي له بأنّه شابّ ميسور ورصين ومستقيم، أو عكس ذلك بأنه شابّ فوضوي ومتمرّد، ليحدّد في مرحلة ثانية طريقة التّعامل معه، فيحترمه، أو يزدريه، بالتّركيز دوماً على شكله وصورته.
الميل إلى التنوع والتمييز
يميل الشاب دوماً ودائماً إلى التّنوّع والتّميّز وإبراز الذّات، ويرغب في تتبّع الجديد من الموضة، فلا يقصد بلباسه الإساءة إلى وسطه أو المسّ بقيمه. ومن وجهة نظر رباب، فإنّه من غير المنطقي تقييم الشّاب اعتماداً على المظهر الخارجيّ فقط، من دون الأخذ في الاعتبار أفكاره وسلوكيّاته ومبادئه. تقول رباب ومن خلال تجربتها: «إنّ على الشّاب أن يراعي ما هو معتاد ومتداول في محيطه الاجتماعي من عادات وقيم وأخلاقيّات، ويلتزم بها ليضمن اندماجه داخل مجتمعه، ويحمي نفسه ولا يعرّضها للمضايقات والانتقادات».
وتؤكد أنها تنتقي ملابسها بذكاء وذوق، مع أخذها في الاعتبار المعايير الاجتماعية المعمول بها والمحبّذة من الجميع، بعد أن تأكّدت أنّ اللّباس يقرأ ويحلّل ويؤثّر ويرى فيه النّاظر دلالات ورسائل مشفّرة. وتضيف: «أصبحت أحدّد لباسي حسب المكان الذي سأذهب إليه، فأحرص على الذّهاب إلى الإدارات بلباس مناسب، وتكون ألوانه هادئة، كما أختار لباساً مريحاً وبألوان داكنة عند الذّهاب إلى الجامعة، ولا أترك أبداً شعري منسدلاً على كتفيّ؛ حتّى أكون في تناسق وانسجام مع الحرم الجامعي. أمّا عندما أكون في محيطي الشخصي بعيداً عن الرّسميات والغرباء، فإني أنسّق لباسي وفق ذوقي وميولي؛ لأمتّع نفسي بالألوان الزّاهية والموديلات الجذّابة التي تروق لي وتشبهني، فتعطي انطباعاً جليّاً عن شخصيّتي».
علينا ألا نحكم على الآخرين
منة الله محمد: الإنسان ليس شكل ويجب تعميق المعرفة
تقول منة الله محمد، مهندسة مصرية: «من الطبيعي أن أنبهر بالمظهر الخارجي للشخص الذي أتعرّف إليه، وهنا لا أعني جمال الملامح، بل الصورة التي يعرّف بها عن نفسه، كاختياره لملابسه ولكلماته، وردود أفعاله، وطريقة تصرّفه معي أو مع المجموعة التي نتواجد ضمنها. ونعرف عن ظهر قلب - وكأنّها قاعدة حياتيّة - أنّ علينا ألا نحكم على الآخرين بحسب الصورة التي يظهرون بها أمامنا، فالإنسان ليس شكلاً فقط، إنما شكل وجوهر ومضمون، لكنّنا نقوم بذلك يومياً فنقصي العديد من الأشخاص؛ لأنّ مظهرهم لم يرق لنا، أو لأنّنا نفرنا من حركة أو كلمة، أو ربما تعبير أو حتى زيّ ارتدوه، ولا نجد في ذاتنا القدرة على مقاومة هذا التصرّف الذي نعرف أنّه غير منطقي أو منصف».
وتضيف: «يعكس المظهر الخارجي جزءاً من شخصيّة صاحبه، فالثياب الجريئة تتحدّث بالتأكيد عن شخصيّة قويّة لا تخشى المواجهة وتحب التجديد، وهذا لا يعني أنّ الفتاة التي تميل نحو الملابس المحافظة لا تتمتّع بشخصيّة قويّة، أو أنّ المرأة التي تختار عدم التركيز على أناقتها لا تملك ذوقاً راقياً، بل لعلّ كثرة انشغالاتها لا تسمح لها بالاهتمام بهذه النواحي؛ لذلك يجب تعميق المعرفة فيها أولاً قبل إطلاق الحكم على شخصيّتها. فلا يمكن اعتبار الشكل مقياساً للحكم على الناس، لكن لا يمكن إنكار دوره، فمن الطبيعي أن ننجذب إلى الشكل المريح والجميل». وعن كيفية التعامل مع مظهرك الخارجي، ترى منة، أنه من الضروري إيجاد التوازن بين الشكل والمضمون، فالمغالاة في إبراز الشكل يعني أنّ لدينا نقصاً نحاول التستّر عليه، ومهما حاولنا إخفاء هذه الحقيقة فإنّها ستصل إلى الآخر، وستهز ثقته بنا ونظرته إلينا.
من جهة ثانية، فإنّ للإنسان الحق في اختيار الصورة التي يريد الظهور بها أمام المجتمع، من منطلق حقّه في التصرّف بجسده، لكن فليحترم الاتجاه السائد في بيئته الاجتماعيّة؛ كي لا يكون من الشواذ، فيبعد الآخرين عنه، ويثير ريبتهم بشكله المستفز.
وعن الموقف الطريف الذي تعرضت له في هذا الإطار، تقول منة: «في سنوات الدراسة الثانويّة والجامعيّة، كنت أحب أن أصادق الصبيّة الجميلة، فأستفيد من النصائح الجماليّة التي كانت تعطيها، كنت أعتقد أنّ وجودي قربها سيجعلني محبوبة وقويّة؛ لأنّ تأثير جمالها على الآخرين سيؤمّن لنا أفضل الفرص، لكن مع الوقت اكتشفت كم أنّ أحاديثنا سطحيّة، وأنّ حصولنا على ما نريد يحتاج إلى بذل مجهود وعمل، فلا شيء يأتي بسهولة».
تابعي المزيد: الخطابة العامة أهمية متنامية لفن الإقناع Public Speaking